د.حماد عبدالله يكتب: (الحب فى شوارع روما ) !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



حديث جديد قديم عن "الحب" في شوراع وميادين عاصمة الجمال في العالم (روما) ..(إيطاليا) 
لا حرج هناك , ونحن نطلق على مثل هذه التصرفات (قلة حياء) ونصل بالصفات إلى (قلة أدب) بل يعاقب القانون المصري أي تعبير مماثل لما يحدث في عاصمة الجمال بجريمة (خدش الحياء العام) يعني فيها 6شهور سجن على الأقل!! 
وربما يساعد على خلق هذه الحالة من الحب في الشارع الأوربي وخاصة في (روما) مجال حديثنا اليوم , المناخ العام للمدينة , فهي مدينة حالمة بتماثيلها ,والنحت على جدران مبانيها , ونظافة شوارعها ,ونضارة زرعها , وإخضرار نباتاتها, والإضاءات المسلطة على أسطح وواجهات مبانيها , والحدائق المنتشرة بشكل غير طبيعي , والأرائك, والمطاعم المتراصة, والطاولات المنتشرة على أماكن مخصصة لها على الأرصفة, ولكن ( متروك في الرصيف جزء مقدس للمشاه) كله بحساب , والشموع المضائه, والنبيذ الأحمر والأبيض والروزية, وأصوات خرير المياه من النوافير المنتشرة حتى في (الحواري) , والأنشطة التى تزاول في الميادين, من تجارة انيقة وجميلة في محلات و(فتارين ) أكثر أناقة مهما كان حجمها, ومن رسامين على لوحات (النوْال) يبدعون في رسم بورتريهات للزواروالمارة , ويستمر هذا في جميع ليالي الأسبوع , أو عرض للوحات بكل أصناف الأدوات الفنية, (زيت أو باستيل أو رصاص أو حتى فحم) !! 
ولا أحد ينافس أحد بالصوت أو النداء على سلعة, أو حتى بأن يهتم بما تقوم أنت به, كل واحد حر, ولكن حريته تنتهي عند حرية الأخرين !! 
وأناس مثلي ومثلك مهمتهم أن يشاهدوا هذا ( المسرح الحي ) إما واقفاً متفرجاً عن بُعدْ, أو جالساً على منضدة يأكل (بيتزا) مع الليمون أو البرتقال في حالتنا (كمسلمين) وننظر مشدوهين ,ولكن حذار أن تفتح فمك من الإندهاش , حتى لا يضحك عليك زميل لك من (بلدياتك) لأن الأخرين لم ولن يهتموا بوجودك أصلاً !! والميادين في (روما) لها تاريخ ولها رواد ولها زوار , يأتونها كل فترة من كل مكان في العالم إذ مروا بهذه التجربة. 
فهذا ميدان (نافونا ) وهذه مجموعة ثماثيل لرجال أقوياء وأحصنة هائجة ومياه تنفجر من كل إتجاه , والكل في مشهد (مرتعد) رافعي أياديهم لأعلى في إتجاه كنيسة قديمة , يعود تاريخها للعصور الوسطى وكأن الحال يقول, بأن هناك (هولاً ) سيحدث وهذه التماثيل تكاد تنطق بالخوف مما سيقع, وميدان أخر (ديلتفري) وهي نوافير وصنابير وأمواج من المياه وفوقها ووسطها مجموعة من التماثيل فوق بحيرة صناعية صغيرة لا تتعدى الخمسمائة متر وعمق (الخمسون سنتيمتر) ويطلق عليها نافورة (الأحلام) وهنا يحلم الزوار بأي شئ وهم مغمضون أعينهم وملقيين بعملات بلادهم المعدنية في تلك البحيرة , والتى ينزل فيها بعض الصبية لإلتقاط تلك العملات الأجنبية و أيضاَ الأوروبية , فلا مانع من ذلك !!
وبإلقاء (العملة ) ,وحلمك بشئ , قطعاً لن يتحقق منه شئ إلا عودتك لهذا المكان , وهذا أكيد!!
وفوق كل شئ وبجانبه , الموسيقى المترامية للأسماع في كل مكان, فهناك مئات من الأفراد يحملون الالآت الموسيقية الوترية بالذات, لكي يعزفوا للناس أجمل وأرق المعزوفات العالمية , هكذا الشوارع والميادين في (روما) !! 
فكيف لا يؤثر ذلك على حالة (الحب) بين شاب وشابة , بين رجل وأمرأة , بل بين الطيور المنتشرة بكثرة وهدوء (خاصة الحمام) دون خوف من أنفلونزا الطيور (البدعة المصرية)!!
كل شئ يدعوك أن تحب وأن تعيش هذه الحالة والحمد لله أن القانون المصري لم يصل هناك إلى وصف هذه الحالة الإنسانية الجميلة (بخدش الحياء العام) وإلا كانت تبقى (محزنة).
والحمد لله أن هناك مدينة إسمها (روما) لمن يريد أن يعيش هذا الإحساس , أو يقوم بدور في (المسرح الحي ) في عاصمة الجمال بالعالم أو على الأقل لمشاهد يريد أن يحضر هذا العرض المسرحي (مجاناً ) دون تذكرة !!