زوجة ابن الأم المثالية بالإسكندرية تروي لـ"الفجر" تفاصيل ومواقف حياتية جمعت بينهم (فيديو)
لم تكن تدري السيدة "صباحه أنور شنودة الجندي" ما ستخبئه لها أعباء الحياة، ففي طفولتها توفي والدها وهي في المرحلة الإبتدائية، وظلت مع والدتها حتى تزوجت في سن الـ ١٨ عامًا، وانجبت ثلاث اطفال لتبدأ رحلة كفاحها من جديد بعد وفاة زوجها وهي في عمر الـ ٢٥، واتخذت من الخياطة عملًا لتنفق على أولادها وتربيهم وتعلمهم أفضل تعليم، وتزوج إثنين من أبناءها وهم المهندس هاني، والمحاسبة رشا، أما بالنسبة للمعلمة شيرين فهي تجلس مع والدتها حتى الآن.
لم تكن "صباحه" مجرد أم مثالية بل وحماة مثالية أيضًا، احبت زوجة إبنها وكانت ترعاها في كل اوقات حياتها، منذ أن دخلت للعائلة كعروس جديدة، وساندتهم حتى أتمت الزواج بدون مشاكل وبكل حب، مما جعل العروس "أميرة" توافق على الزواج بسبب طيبة قلبها وحبها لها كأم وليست كحماتها فقط.
وتقول الدكتورة "أميرة ديماس" أخصائية روماتيزم وتأهيل، وزوجة ابن السيدة "صباح أنور" الحاصلة على لقب الأم المثالية لـ"الفجر": استحقت "ام زوجي" لقب "الأم المثالية" عن جدارة وهي ليست "حماتي" فقط، هي أمي الثانية فقد تحملت من أجلي الكثير، واعتبرتني مثل أبناءها، ولم تفرق بيني وبينهم في المعاملة منذ أن دخلت الأسرة.
وتابعت: هناك العديد من المواقف التي كانت معي فيها ولم تفارقني منذ اليوم الأول كانت تعتبرني إبنتها، وعندما تقدم زوجي "هاني" لخطبتي كانت هي السند لي وقتها وكانت تتعامل معي بطيبة وحب، مما جعلني أشعر بحب ورغبة في إتمام هذا الزواج، بسبب قلبها الطيب ووجهها البشوش، فلم تكن الإبتسامة تفارق وجهها.
وأضافت: "حماتي" لم تتدخل أبدآ في أي شئ خاص بي أو بزواجي، بل كانت تسهل كل شئ علينا منذ البداية، ففي مرحلة شراء الشبكة لم تأتي معنا وذهبت مع زوجي لشرائها بمفردنا، حتى أنها اعتبرت انتي استحق شبكة افضل بعد رؤيتها، وكانت تريد لي كل شئ جميل، وكانت ترى أن زوجة ابنها تستحق أفضل شئ.
وتابعت: عندما كنا نجهز المنزل كان زوجي بمحافظة أخرى نظرا لظروف عمله، ولكنها وقفت معي، وكانت تتحدث مع العمال لإنهاء شقة الزوجية، وكانت تختار لي أفضل شئ، ولا تفرض عليّ أي شئ بل كانت تأخذ برأيي وبما أحبه، فأنا لم أراها كأي حماة بل أعتبرتها أمي بسبب طيبتها، وكنت سعيدة أنني من هذه الأسرة.
وأضافت: تزوجنا في فترة الثورة في وقت عصيب، وكانت تجعلني اختار أثاث منزلي بنفسي بدون أن تتدخل، ولم اشعر بالضغط منها ابدًا في أي شئ،كانت تأخذ رأيي وتقدره، ولا تفرض أي شئ لا أحبه، وتساعدني في إختيار الألوان، لذلك فهي أسست البيت معنا، ولم تتركنا أبدآ بدون مساعدة.
وقالت: ساعدتني كثيرًا أثناء الدراسة في الماجستير والدكتوراه، وكانت تسهر على راحتي كأمي تمامًا، برغم من وفاة أمي إلا أنني لم أشعر بالوحدة في وجودها، وفرحت كثيرًا بنجاحي في الإمتحانات، وكانت تدعو لي دائمًا، وتساندني، وبعد ذلك أصبحت تساند أحفادها أيضًا، وذلك لأن عطائها كأم لا ينتهي.
وأضافت "أميرة": سعدت كثيرًا باللحظة التي علمت فيها بفوزها باللقب، هي تستحق كل التقدير بعد ما عانته في حياتها، وهذه مكافأة الله لها على صبرها وتعبها، والله اعلم بمدى المشاق التي واجهتها منذ صغرها، وفي تربية أبناءها، خاصة بعد وفاة زوجها وهي إبنة ٢٥ عام، شابة صغيرة مع ثلاث أبناء صغار، وكان عليها تعليمهم وتربيتهم بمفردها حتى يصلوا لأعلى المراكز.
وقالت: اعتبرت هذا التكريم تكريم لنا جميعًا، وكأنني أنا التي تكرمت، فهي التي عوضتني عن والدتي المتوفاة، وكانت سندا لي في محنتي في تلك الفترة بعد وفاة والدتي، وكانت أمي تثق بها، ووافقت على الزواج بعد الإطمئنان أن تلك السيدة العظيمة ستكون داعمة لي وسببًا في سعادتي.
وكانت قد أعلنت وزيرة التضامن الإجتماعي، الدكتورة نيفين القباج صباح السبت أسماء الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية، وحصلت صباح أنور شنودة الجندي ٦٣ عامًا، على لقب الأم المثالية بمحافظة الإسكندرية.