"إبنة الأم المثالية بالإسكندرية".. أمي استحقت اللقب ليعوضها عن كفاحها وتربيتنا (فيديو)

محافظات

بوابة الفجر


تزوجت وترملت في سن صغير، لم تكن تدري ما ستخبئه لها أعباء الحياة، ففي طفولتها توفي والدها وهي في المرحلة الإبتدائية، وظلت مع والدتها حتى تزوجت في سن الـ ١٨ عامًا، وتنجب ثلاثة أطفال وتصبح أرملة في شبابها في سن الخامس والعشرون، إنها السيدة "صباح أنور شنودة الجندي ٦٣ عامًا"، لتنتقل لمرحلة أخرى من سهر وتربية وعمل بحب وقلب الأم، التي تكافح من أجل تربية الأبناء تربية سليمة وتعلمهم لتخرجهم مهندس ومعلمة ومحاسبة.

وتقول "شيرين فرج" معلمة بإحدى المدارس والإبنة الوسطى للأم المثالية بالإسكندرية 'للفجر': فرحت كثيرا بفوز والدتي بالجائزة، وكنت قد قدمت لها بالمسابقة بعد قراءة الشروط، ووجدت أنها تنتطبق عليها، فأرسلت لهم البيانات والقصة، وشعرت أنها ابسطت شئ لتعويضها عن كفاحها معنا.

وتابعت والدتي تستحق لقب "الأم المثالية" لأنها كافحت وتعبت خلال حياتها، خاصة في تربية ثلاث من الأبناء أنا وأخواتي، وكنت صغارًا جدآ، عندما توفي والدنا وكانت والدتي وقتها في الخامسة والعشرون من عمرها، وولدت أمي في سوهاج وتوفي والدها وهي في المرحلة الإبتدائية كانت تعيش مع والدتها وأخيها الصغير، وتزوجت أبي في الإسكندرية.

وأضافت تزوجت أمي في سن الـ ١٨ من عمرها، وترملت في الخامسة والعشرون مع ثلاثة أطفال ٧ سنوات، و٤ سنوات، و٧ شهور، وكان قد ترك أبي الشركة التي يعمل بها قبل وفاته، وكان المعاش لا يكفي للمعيشة.

وقالت "شيرين" توفي أبي منذ ٣٨ عامًا وانا لا اتذكر ملامحه إلا من خلال الصور فقط، واصبحت والدتي أم وأب في نفس الوقت، وكان معاش والدي ٢٥ جنيهًا، وتحمّلنا مع أمي المسؤولية، وقررنا العمل في الإجازة الصيفية لمساعدتها وتوفير مصروفات الدراسة، كما باعت أمي كل ما تملكه من مصوغات لمواجهة أعباء الحياة.

وتابعت أمي لم تستسلم وعملت على ماكينة الخياطة، وكانت تفصل الملابس والملايات، والستائر، حتى نستمر في دراستنا ولكي تربينا وتعلمنا تعليمًا جيدًا، خاصة أنها كانت تتمنى أن نكمل دراستنا لنعوضها عن حلمها الذي لم يكتمل بإنهاء دراستها، ولتخرجنا نافعين لأنفسنا والمجتمع.

وأضافت حرصت أمي على زراعة القيم الجميلة فينا، والرحمة والأخلاق الطيبة، كما حرصت على أن تجعلنا متدينين، ونخاف الله، وأن نصلي وندعو، لتنمي داخلنا حب الله، وكانت تخبرنا أن واسطتنا هو الله، وبفضلها وصلنا لأعلى الأماكن، وكانت تقول لنا مهمتنا هي الدراسة والنجاح، ومهمتها هي التعب والمجهود بدون أن تشعر بأي تذمر ليوم واحد.

وكانت أمي تنصحنا دائمًا بوضع عُشر المعاش في الكنيسة، وبعد أن دخلنا للحياة العملية طلبت منا أن نضع أول مرتب لنا في الكنيسة، لذلك فهي تتمتع بالطيبة والحنان وتستحق كل التقدير، وكانت تساعدنا في تربية أولادنا، ووقفت مع أختي أثناء ولادتها، وهي تحب الأطفال وتهتم بهم، وتنصحنا كثيرًا لأنها أيضا تحب القراءة.

وأضافت تخرج أخي الكبير في كلية الهندسة وعمل مهندسًا، وانا الإبنة الوسطى من ليسانس تربية وعملت معلمة، واختي من بكالوريوس تجارة محاسبة، وزوجت أمي ولدها الأكبر وأختي "رشا"، وأـنا أعيش مع أمي.

وكانت قد أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتورة نيفين القباج صباح السبت أسماء الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية، وحصلت صباح أنور شنودة الجندي ٦٣ عامًا، على لقب الأم المثالية بمحافظة الإسكندرية.