الشماع: "الهرم هو الأعظم بالعالم وتقرير الديلي ميل كله أخطاء علمية"
قام الكاتب الصحفي تيد ثورنهال، بجريدة الديلي ميل الإنجليزية بنشر تقرير عن أجمل 50 مبنى في العالم، وجاء الهرم الأكبر حسب تقديره في المركز الـ 19 ومعبد الأقصر في المركز 23، وذلك بعد عدة مبان ترجع لعدة مئات أعوام مضت.
ومن ناحيته انتقد بسام الشماع المؤرخ المعروف ذلك التصنيف وقال إلى الفجر في تصريحات خاصة، إن هذا التقييم به عدة أخطاء علمية ويجب قبل ان نخوض فيها أن نسرد من هي الديلي ميل ومن هو الكاتب الصحفي تيد ثورنهال.
وتابع الشماع، أن الديلي ميل هي جريدة شعبية مثيرة، أي تعني أكثر ما تعني بأخبار الفضائح، كما تقوم بعمل التقارير المختصرة، وهي في أغلب تقاريرها ليست محترفة، فعندما تتكلم الديلي ميل عن الآثار لا نستطيع أن نأخذها كمصدر معتمد، فهي لا تعتمد في مقاييسها على المتخصصين، كما أنها أيام الرايخ الثالث تم اتهامها بأنها موالية لهتلر والنازية، أو متعاطفة، أو أنهم لم يرفضوا أو يحاربوا النازية بالشكل المطلوب، وكان هذا الاتهام يدين العائلة المالكة لها.
وأشار الشماع إلى ان الكاتب تيد ثورنهال لا يتمتع بعدد متابعين كبير، فهو غير مؤثر عالميًا، لذا لا يعتد به ككاتب في مجال السياحة، كما أنه غير متخصص في مجال أو علم الآثار.
وأضاف الشماع أن الديلي ميل وضعت في أول المراكز تسع الأولى كنائس عالمية، يرجع تاريخها بعضها لما يقرب من 300 عام مضت، وهو ما يثير الاستغراب، حيث يوجد بالعالم مبان أكثر قدمًا وفنًا وإبداعًا.
وقال الشماع إن الكاتب في تقريره اعتمد على ما يسمى بالمعايير الذهبية حيث نجد في المركز الأول كنيسة ثم صورة تحدد المعايير الذهبية للبناء، وتؤشر تلك المعايير على النوافذ والأبراج والعقود وغيرها، والمهندس -حسب المقال- طبق هذه المعايير على الكنيسة فحصلت على النسبة الأكبر حيث حصلت على ما يتجاوز الـ 70 %، في حين حصل الهرم على 53 %.
والمفاجأة نجد أن كل الخطوط التي حددوها كمعايير ذهبية بلا استثناء هي أشكال هرمية، وأقدم مبنى يحقق هذه المعايير هو الهرم الأكبر، حيث حقق الشكل الهرمي قاعدة علم حساب المثلثات بدقة شديدة، فالهرم 4 أوجه كل وجه مقسم للمثلثين كل مثلث زاوية قائمة.
وقد حقق المصري القديم هذا المقياس بيده قبل 4500 عام، وبمجهوده البشري وأدواته التي طورها عبر الزمن منذ بناء هرم زوسر المدرج، مرورًا بهرم ميدوم فالهرم المنحني فهرم سنفرو ثم انتهاءً بالهرم الأكبر، وهذه هي المعايير الذهبية التي يجب أن يعتمد عليها في قياس مبانيه معماريًا، فالقاعدة التي استندت عليها الديلي ميل هي قاعدة ضعيفة غير عادلة، وكان يجب وضع الهرم الأكبر كنموذج يحتذى به.
وأضاف، صدر الكاتب مقالته بكلمة "وقد اتفق العلماء على"، فمن هم هؤلاء العلماء، وما هي أسماؤهم، وتخصصاتهم، ثم صدر المقالة بجملة أخرى، "الجمال في عين حامله"، أي أن التقييم خضع للمقاييس الجمالية وليس العلمية، حيث أن كل شعب سيجد في آثاره هي الأجمل وبلا منافس.
معبد الأقصر
وجاء تصنيف معبد الأقصر في المركز 23 حسب تقدير الكاتب الصحفي تيد ثورنهال، في جريدة الديلي ميل الإنجليزية، وقال الشماع أنه من من حيث المقاييس فقد وصف شولار دي لوبش في كتابه "الأقصر معبد الإنسان" أن هذا المعبد تم تصميمه على شكل الإنسان، وهذا الكتاب كي يصف معبد الأقصر استهلك مئات الصفحات، حيث شبه الصفات التشريحية للمعبد بالمواصفات التشريحية للبشر.
ومعبد الأقصر هو المكان الوحيد في العالم الذي يجمع الأديان التالية، الديانة المصرية القديمة، والديانة اليونانية، والديانة الرومانية، والتاريخ المقدوني، والمسيحية والإسلام، كما أن به ضريح لأحد المتصوفة، فهل هناك مبنى في العالم أجمع يجمع كل هذه المراحل المتتالية من الديانات البشرية.
أما بالنسبة للنسب، فلدينا في معبد الأقصر طريق أبو الهول وهي للملك نختنابو الأول، وهو اسم مهم للغاية في التاريخ، ثم نجد بعد ذلك وبدقة شديدة فناء واسع، ونجد تماثيل الملك رمسيس والمسلة الضخمة، ثم الأسماء بكل تنوعها وتاريخ تحتمس الثالث، ثم على اليسار نجد جامع أبو الحجاج الأقصر، ثم ندخل إلى صرح إمنحتب الثالث زوج تي وأبو أخناتون وجد توت عنخ آمون، وهو الملقب في الصعيد بلقب الباشا، ومصر في عصره وصلت لأوج حالتها الاقتصادية، ثم ندخل فنجد تتابعات التاريخ متتالية من المصري القديم حتى العصر الإسلامي.
وعلى الرغم من قرب المعبد من نهر النيل والفياضانات، وبالقرب من مسارات السيارات، فقد ظل متماسكًا قويًا طوال تلك الأعوام، وهذا هو أكبر مقياس ذهبي في العالم.
أين؟
ثم تساءل الشماع، أين معبدي أبو سمبل الذين يحملا أجمل مقاييس ذهبية في النحت والمعمار، وأين الدير البحري، وأين الهرم المنحني، وفكرة الهرم جاءت من أسطورة البن بن، الذي كانت تشير في تصميمها إلى بداية الخلق، لذلك البن بن أو الهريم يوضع أعلى الهرم.
وكان يتم تغطيته بمعدن الإلكتروم، وهو سبيكة من الذهب والفضة، وأطلق عليه المصريون "بالذهب الأبيض"، وهو معدن يعكس أشعة الشمس من قمة الهرم، وبذلك يكون "رع" في القمة، وهذا الانعكاس مع الكسوة الحجرية من الحجر الجيري اللامع، يصنع مزيجًا مثاليًا.
وتابع الشماع، كان هذا البن بن على كل الأهرامات وقد يكون سُرق، أو أن الكهنة قاموا بحفظه خوفًا عليه، فمن الممكن أن تكون هذه القمم موجودة بغرف سرية داخل الأهرامات، أو أنه تم تحطيم العديد من هذه القمم للتأثير سلبيًا في أصحابها، أثناء الصراعات التي جرت بين ملوك مصر القديمة.
والهرم المنحني ليس به خطأ وإنما به إعجاز معماري كي يجعل البن بن مساوي في الارتفاع والقدر للمصطبة السفلى، وقد تفوق المصري القديم هندسيًا وفيزيائيًا بهذا الهرم، حيث يحمل نموذج تهوية متطور، تعمده المصري القديم، فهذا الإحكام لا يمكن أن ينتج عن خطأ بل هو عمل هندسي عبقري، فعلى تيد والديلي ميل أن يراجعا ما وضعوه من ترتيب للمباني الأجمل في العالم.
لمطالعة تقرير تيد ثورنهال على موقع الديلي ميل عبر الرابط التالي
https:www.dailymail.co.uktraveltravel_newsarticle-9376297The-worlds-beautiful-buildings-according-science-St-Pauls-Cathedral-thats-No1.html