"العطش والظلام".. سياسة أنقرة الجديدة لضرب دمشق
انخفض مستوى مياه نهر الفرات شمالي سوريا بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، وسط اتهامات لتركيا بالوقوف وراء هذه الكارثة.
ووفق موقع "صوت أمريكا"، فإن
المسؤولين الأتراك لم يعلقوا على هذه الاتهامات، لكنهم قالوا إن "تركيا تشهد
نقصًا بمنسوب المياه أيضًا".
وفي نفس الوقت، يتخوف المزارعون في
شمال سوريا عن الوضع الحالي في ظل انخفاض مستوى المياه، وتداعياته المتمثلة في
زعزعة استقرار المنطقة.
إبراهيم
الحمادي، مزارع من كوباني ذات الغالبية الكردية، يحاول حرث حقله في شمالي سوريا،
في وقت شهد فيه منسوب المياه في نهر الفرات انخفاضًا تاريخيًا.
ويحاول حمادي إنقاذ حقله من الجفاف،
لكن تواصل مستويات مياه النهر الانخفاض، ما يهدد المساحات المزروعة في المنطقة.
ويقول حمادي إن منسوب النهر بدأ في
الانخفاض في فبراير/شباط، مخلفًا طميا ومسطحات طينية ببعض الأماكن.
واتهم عبدالله، وهو مزارع من الحسكة،
تركيا بأنها مسؤولة عن جفاف نهر الفرات، قائلًا إن المياه تؤثر على الإنسان
والزراعة وكل شيء تقريبًا.
وأضاف أن الأمم المتحدة والجماعات
الحقوقية والعالم بأسره يجب أن يعيدوا المياه؛ لأنها شريان الحياة للإنسان.
لكن في المقابل، قال مسؤولون أتراك إن
أنقرة تشهد هي الأخرى انخفاضا خطيرا بمستوى المياه.
لكن هذه التصريحات لا تجد صدا، لأن
أنقرة سبق وخفضت مستويات تدفق النهر خلال فترات الجفاف.
وقال وزير المياه العراقي مهدي
الحمداني خلال مؤتمر صحفي مؤخرًا في بغداد إن أزمة المياه تؤثر على سوريا والعراق
وغيرها من الدول بالمنطقة لدرجة الإضرار بالأرض والبيئة.
وأشار إلى أن "المناطق حول نهري
دجلة والفرات شهدت موجات جفاف خطيرة خلال السنوات الأخيرة، مما أدى لزيادة قضايا
بيئية رئيسية في العراق وجيرانه".
ويشكو حامد الحمادي، وهو مهندس بسد
تشرين في سوريا، تراجع مستويات المياه ببحيرة السد، مؤكدًا أن سوريا تحتاج إلى احتياطي
مياه استراتيجي لكل من الزراعة ومياه الشرب، بالإضافة إلى توليد الكهرباء.
وتابع "تراجع منسوب البحيرة
بمقدار النصف، الأمر الذي يتسبب في أزمة".
فيما
يقول المهندس أحمد آسو، الذي يعمل أيضا بمحطة توليد الطاقة بسد تشرين على الفرات،
إن تدفق المياه من تركيا انخفض خلال الشهرين الماضيين من 500 متر مكعب إلى 200 متر
مكعب فقط في الثانية، مما تسبب في انقطاع الكهرباء.
وأوضح أن مستويات المياه الحالية تسمح
للسد بإنتاج 70 ميجاوات فقط من الكهرباء، أو ما نسبته 10% فقط من احتياجات
الكهرباء في شمالي سوريا، مشيرًا إلى أن معظم المدن بالمنطقة تصلها الكهرباء 6
ساعات فقط في اليوم، مع انقطاع يدوم 18 ساعة.
ويقول مراقبون إن مشاريع الطاقة
الكهرومائية والري في تركيا تسببت في ضغط على المياه والطاقة والأمن الغذائي في
سوريا والعراق على مدار عدة سنوات.
وكانت مجلة "دير شبيجل"
الألمانية أول من دق ناقوس الخطر حول شح المياه في سوريا، إذ كتبت قبل أشهر إن
تركيا تحتجز مياه نهر الفرات، وتتسبب في موجة عطش مميتة في الأراضي السورية، ضاربة
بالأعراف والقوانين الدولية عرض الحائط.
وحذرت المنظمة الدولية للهجرة في يوليو
الماضي من التداعيات الخطيرة لنقص المياه في الفرات ودجلة، وتراجع منسوبها بسرعة
كبيرة.
واللافت للنظر أن أكثر المناطق
المتضررة من احتجاز مياه الفرات هي مناطق تسيطر عليها القوات الكردية، ما يعني
إمكانية استخدام أنقرة المياه كسلاح في مواجهة الأكراد