دكتور خالد صلاح يكتب: رسائل مشفرة
في الثاني من فبراير الماضي قذفتنا الولايات المتحدة الأمريكية بقرار اعتزامها إلغاء تصنيف جماعة الحوثي اليمنية على أنها منظمة إرهابية ردا على الأزمة الإنسانية في اليمن لتلغي بذلك أكثر القرارات التي تعرضت لانتقاده واتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبيل تسليمها السلطة لإدارة الرئيس جو بايدن.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ولم تتوقف الرسائل عند هذا القرار بل تلتها رسائل أخرى بما ورد في تصريحات أحد مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية بعد يوم من إعلان الرئيس جو بايدن وقف الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، ثم بدأ وزير الخارجية الامريكية أنتوني بلينكن رسميًا إجراءات إلغاء تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.
وتوالت الرسائل المُشفرة بخبر تواردته وكالات الانباء العالمية عن اجتماع مسئولي المخابرات الامريكية ببعض قادة شراذم الحوثيين بسلطنة عمان.
ربما كل هذه الرسائل زالت عنها سريتها فيما حدث بعد ذلك وزال الغموض عن شفرتها بالأحداث التي تلتها والتي تمثلت في زيادة الاعتداءات الحوثية الإرهابية على أهالينا بالمملكة العربية السعودية من خلال الطائرات المُسيرة والصواريخ الباليستية إيرانية الصنع، ولم تكتفي اعتداءاتهم على المنشآت النفطية فقط بل امتدت وطالت السكان الأبرياء المدنيين من أخواننا بالمملكة.
وبالرغم من تصدي المملكة لكثير من هذه الهجمات الإرهابية الأثمة إلا أن بعض هذه الهجمات تطال في بعض الأحيان مناطق ذات أهمية ليس للملكة وحدها بل للعالم كله وأخر هذه الاعتداءات كان على مصفاة الرياض وقبلها المنشآت البترولية في رأس تنورة والظهران والتجمعات السكانية في خميس مشيط.
الأمر الذي يحتاج تحرك عربي ودولي ضد هذه الاعتداءات الأثمة وليس المقصود هنا الإدانات والشجب فقط بل يجب أن يتطور الرفض لهذه الاعتداءات لأكثر من الإدانة والشجب.
ابتداءً من الدول العربية التي يجب أن تتخذ موقفًا موحدًا ضد أذرع إيران في المنطقة ولو تعاون استخباراتي ولذلك كانت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لمؤتمر استخباراتي عربي لإيجاد آلية لتعاون استخباراتي عربي ضد الاعتداءات والتهديدات على البلاد العربية، ولم يكن هدف هذا المؤتمر الاستخباراتي تبادل المعلومات بين مصر والسعودية فقط ولا الدول الأربعة؛ فالتعاون موجود بين مصر والسعودية والامارات والبحرين بالإضافة إلى بعض الدول الشقيقة؛ بل المقصود الدول التي تقيم علاقات مع إيران دبلوماسيا واقتصاديا واجتماعيا وسياحيًا، ولذلك على هذه الدول الشقيقة أن تشعر بالمسئولية العربية تجاه انسانيتها وعربيتها وأن تصنف وراء الدول الأربعة بالتصدي لإيران وأذرعها بالمنطقة العربية.
وعلى العالم أوربياَ وأمريكيًا أن يتخذ موقف أكثر عقلانية وأكثر بعدًا من مجرد الاستفادة المادية القصيرة المقصورة على بيع الأسلحة لدول المنطقة وإشعالها في أتون الحروب والنزاعات، ويجب أن يعرفوا جيدًا أن كما تقوم إيران بتوجيه اذرعها لهجمات إرهابية ضد المملكة فسوف تجعلها في يوم من الأيام تطلقها في أوربا وأمريكا.
ويجب أن يفهم العالم جميعا كما فهمنا نحن الرسائل المشفرة