«كورونا» يعيد تشكيل خريطة سوق العمل فى مصر
اختفاء وظائف «خدمة العملاء» و«البريد» و«مدير المخازن» و«الحسابات».. واللغة الثانية أهم المتطلبات
أحدث «كورونا» تغييرًا كبيرًا فى المجال الاقتصادى على مستوى العالم، وفى مصر حدث تغيير واضح فى خريطة الوظائف بعد أن فقد نحو 2.3 مليون مواطن وظائفهم بسبب الفيروس خلال الربع الرابع من 2019 -2020 بعد الإجراءات الاحترازية لمكافحته، والخسائر الفادحة التى تعرضت لها أغلب الشركات.
وبحسب تقرير «مستقبل الوظائف فى مصر» الذى أعلنته وزارة القوى العاملة، فإن هناك عدة وظائف سوف تختفى وتحل محلها أخرى، وعلى سبيل المثال ستختفى وظائف: مدخل بيانات، ومدير حسابات، وسكرتير إدارى، وعامل تجميع، وموظف خدمة العملاء، والمدقق المالى، ومدير المخازن، وموظف خدمة البريد، وصراف البنك».
تواصلت «الفجر» مع عدد من خبراء الاقتصاد للتعرف على تغيرات سوق العمل، وما هى الوظائف التى ستندثر بعد كورونا، والأخرى التى أصبح عليها طلب أكبر، وما هى مجالات دراسة ما يتطلبه سوق العمل.
من جانبه أكد الخبير الاقتصادى الدكتور خالد الشافعى، أن خريطة الوظائف ستتغير بعد جائحة كورونا وقد بدأنا نلاحظ هذا التغيير، موضحاً أن سوق العمل لها متطلبات تختلف كل فترة، فخلال الأزمة وجدنا أننا بحاجة للذكاء الاصطناعى فى مجال التعليم والصحة وغيرهما، كما لاحظنا أن الدولة استوعبت هذا التغيير وأنشأت أقساماً متعددة داخل الجامعات تهتم بدراسته كونه أصبح لغة العصر، كما قامت بافتتاح جامعات تكنولوجية، وهى تعد من أهم مجالات التعلم حالياً، وهناك أيضًا أقسام جديدة تهتم بدراسة علوم الفضاء والطاقة، وتوجه الاهتمام للتعليم الفنى، بجانب تنمية مهارات العمل الجماعى، ومهارات التواصل، والقدرة على التكيف مع التغيير.
وأضاف فخرى الفقى، الخبير الاقتصادى، أن سوق العمل تتجه نحو التكنولوجيا والتحول الرقمى والبحث العلمى، وأصبحت الحاجة للموظف التقليدى حتى فى الوظائف التقليدية محدودة، فالسائق يحتاج حالياً لمعرفة البرامج التكنولوجية التى تسهل عمله، مثل برامج الخرائط، والمدرس يحتاج لتطوير مهاراته لتتوافق مع التعليم عن بعد، إلى جانب الوظائف التى يتطلبها التقدم التكنولوجى الحديث، مثل وظيفة «محلل البيانات، ومتخصص الذكاء الصناعى، ومطور تقنيات، وخبير تسويق ومبيعات، ومتخصص فى البيانات الضخمة، ومتخصص فى التحول الرقمى، ومتخصص فى خدمات تقنية المعلومات الحديثة.
ونصح «الفقى» كل شاب بالحصول على دورات تدريبية فى مجال الرقمنة والتصميم والتسويق والموارد البشرية وتحليل البيانات ليحصل على وظيفة، وبجانب ذلك كله أصبح لا غنى عن تعدد اللغات، وتساهم الدولة بإنشاء مراكز تدريبية تحت رعاية وزارة القوى العاملة لتوفير دورات تتناسب مع متغيرات سوق العمل، بجانب آلاف الأماكن الخاصة التى تتيح إمكانية التعليم عن بعد، ويعد تغيير سوق العمل والاهتمام بالتكنولوجيا يعد من إيجابيات كورونا على دول الشرق الأوسط بحسب الفقى.