العميد ناجي الكربي لـ"الفجر": جرائم الحوثي لا تسقط بالتقادم.. والحل السياسي للأزمة اليمنية هو الأقرب (حوار)

تقارير وحوارات

 العميد ناجي عبدالله
العميد ناجي عبدالله ناشر الكربي


◄ميليشيا الحوثي ارتكبت أبشع الجرائم التي لا تسقط بالتقادم
◄الأمم المتحدة للأسف الشديد لم تستوعب القضية اليمنية 
◄ المجلس الانتقالي الجنوبي ومؤسساته ينتهج المسار السياسي الآمن
◄ الحل السياسي للأزمة اليمنية هو الأقرب

قال العميد ناجي عبدالله ناشر الكربي رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي بمديرية حالمين محافظة لحج، إن مليشيات الحوثي  منذ الإستيلاء على السلطة في صنعاء ارتكبت أبشع الجرائم التي لا تسقط بالتقادم ؛ بهدف إخضاع وإرهاب المعارضين.

وأضاف ناجي في حوار خاص لــ"الفجر"، بأن اتفاق الرياض لم يأتِ فجأة بل أتى بعد أحداث دامية تم فيها سيطرة الجنوبيين على أرضهم وطرد مليشيات الإخوان من عدن ومن أجل توجيه المعركة ضد التمدد الإيراني وتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة،انعقد اتفاق الرياض في 5 نوفمبر 2019.
 
وإليكم نص الحوار..

◄ حدثني حول جرائم مليشيا الحوثي ضد المدنيين.. وماذا عن قرار تصنيفها منظمة إرهابية؟

منذ إستيلاء مليشيات الحوثي على السلطة في صنعاء ارتكبت أبشع الجرائم التي لا تسقط بالتقادم ؛بهدف إخضاع وإرهاب المعارضين وعدم السماح بخلق بؤر مقاومة تقف ضد مشروع الحوثي في مناطق ومساحات سيطرته ومن تلك الجرائم، منها تفجير وهد منازل وبيوت المعارضين وقتل وقمع الناشطين السياسيين والاعتقالات للنساء والأطفال.
وضرب مليشيا الحوثي المنشئات المدنية بالصواريخ ( مطار عدن ) ، وهدمت دور العبادة وتحويل بعضها إلى مخازن للأسلحة والذخائر ومقايل للقات ، وعدم السماح للمنظمات الإغاثية بالوصول إلى مناطق الاحتياج ، وكل هذه الأعمال والممارسات الإجرامية التي تحصد الأنفس البريئة تتنافى مع كل الأعراف والقوانين الدولية وحقوق الإنسان، وقرار تصنيفها منظمة إرهابية يدخل في هذا السياق وواحدة من وسائل الضغط من أجل الكف عن هذه الأعمال والجرائم والعودة إلى دائرة التفاوض والحوار.
 
◄ ماذا يعني تنفيذ اتفاق الرياض بكل بنوده.. وما تأثير ذلك على المعارك باليمن؟

اتفاق الرياض لم يأتِ فجأة بل أتى بعد أحداث دامية تم فيها سيطرة الجنوبيين على أرضهم وطرد مليشيات الإخوان من عدن ومن أجل توجيه المعركة ضد التمدد الإيراني وتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة ،انعقد اتفاق الرياض في 5نوفمبر 2019 وتعثر لأكثر من مرة بسبب تعنت الحكومة الشرعية اليمنية في خلق العراقيل والمبررات بهدف إفشاله في المهد ولولا صبر وتأني وحكمة وفد الانتقالي التفاوضي لما وصل الاتفاق إلى مرحلة التوقيع النهائي عليه ، حيث سارع المجلس الانتقالي إلى الالتزام بتنفيذ بنوده لأنه يرى في هذا الاتفاق نصراً جنوبياً، فيما حاولت قوى داخل الشرعية إلى التعطيل وعرقلة ماتم التوقيع عليه.
 
◄ كيف ترى دور الأمم المتحدة في الوصول لحل للأزمة اليمنية؟

الأمم المتحدة للأسف الشديد لم تستوعب القضية اليمنية ولم تفهمها بشكل صحيح ولم تتوصل إلى جذورها وأسبابها الحقيقية وتعتمد مصادرها ومعلوماتها من أطراف محايدة وغير منحازة، ولعل أهم أسبابها وجذورها الرئيسية هي قضية شعب الجنوب، وأي حلول لا تأخذ بمطالب شعب الجنوب باستعادة دولته لن يكتب لها النجاح مهما كانت ، ولن تحقق الأمن والاستقرار المنشود في المنطقة .
 
◄ ماذا عن تدخلات تركيا وإيران باليمن؟

تدخلات إيران وتركيا باليمن يندرج ضمن مشاريع الدولتين التوسعية للنفوذ والسيطرة على المنطقة برغم اختلاف توجهاتهما العقائدية ( الطائفية والمذهبية ) فكلا الدولتين لهما أطماع وسياسات توسعية خاصة بهما، لاسيما وأن اليمن يمتلك موقع استراتيجي هام على طريق خطوط الملاحة البحرية الدولية، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى اليمن  تقع في محيط مناطق الصراع ذات الأطماع بين الدولتين وكذلك في منطقة أطماع دول النفوذ العالمي الأخرى ومايترتب على ذلك من تأثير فالدولتين تسعى لإيجاد كيانات دينية عقائدية وسياسية تابعة لها وتنفذ سياساتها بالكامل في المنطقة.
 
◄ حدثني عن الأوضاع الأمنية بمحافظة لحج؟

الأوضاع الأمنية في محافظة لحج شبه مستقرة وتشكل حالة أفضل بكثير من أخواتها حيث تم طرد  الحركات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وتم القبض على العناصر الخارجة عن النظام والقانون التي كانت تغلق السكينة العامة ، إلا أنه وفي الأيام الأخيرة وخاصة مابعد اتفاق الرياض -وبدعم تركي قطري- يقوم حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، بالاعداد لفتح جبهة حرب جديدة ضد الجنوب عبر إحدى مديريات محافظة لحج باتجاه عدن ، هكذا هم إخوان اليمن ، نراهم لايستطيعون حتى حماية أسرهم من بطش الحوثي بالمحافظات الشمالية  وسلموا له معسكراتهم بكامل عتادها وأسلحتها النوعية، ويطالبون الجنوبيين بالتدخل لتحرير مناطقهم من سيطرة الحوثي بينما هم يحشدون على أرض الجنوب ..فيالها من مفارقات وعجائب !!
 
◄ كيف ترى تحركات المجلس الانتقالي وخاصة زيارة روسيا؟

بعد اتفاق الرياض بات واضحاً أن المجلس الانتقالي الجنوبي ومؤسساته سينتهج المسار السياسي الآمن في الوصول نحو تحقيق الهدف المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية الفدرالية على كامل ترابها وحدودها المتعارف عليها ماقبل مايو 1990م، وزيارة روسيا الاتحادية كانت خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح.
 
ونظراً لدور ومكانت روسيا من ناحية وكذا من أجل إعادة بناء العلاقات بين الشعبين الصديقين الذين تربطهما علاقات سياسية ودبلوماسية  متينة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ،ومن أجل إنهاء حالة العزلة التي فرضت على جنوبنا الحبيب طيلة ثلاثين عاماً مضت، ولأجل شرح المعاناة والتهميش الذي تعرض ويتعرض له الجنوب من نظام الاحتلال بمختلف الأشكال والصور ، حيث أكد المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي أن نتائج الزيارة كانت إيجابية ومثمرة تطابقت فيها جميع الأفكار والرؤى نحو التسريع بعملية سلام شاملة للأزمة اليمنية تستوعب كافة القضايا وفي مقدمتها قضية شعب الجنوب المشروعة والعادلة.
 
◄ هل ستعود اليمن موحدة؟ وما هو حل الأزمة اليمنية؟

أعتقد شخصياً وبعد كل هذه التضحيات الجسيمة التي قدمت، والدمار الذي حصل خلال فترة الحرب والظروف والمعاناة التي سبقتها من الصعب العودة إلى وضع ماقبل مارس 2015 مهما كانت النتائج المترتبة على ذلك.

◄ أيهما أقرب الحل السياسي أم العسكري للأزمة اليمنية؟

بعد ست سنوات حرب أكلت الأخضر واليابس وحصدت الأرواح ، فمن وجهة نظري أن الحل السياسي للأزمة اليمنية هو الأقرب كون المجتمع الدولي لايمكن أن يستمر في الصمت طويلا أمام ارتكاب مزيداً من جرائم القتل ، وكذلك الحالة الإنسانية التي أصبحت في وضع لايطاق، فهناك المجاعة وحالة الفقر ، وعدم صرف المرتبات ، وانعدام الخدمات العامة للمواطن ،وانهيار العملة المحلية وغلاء المعيشة ، وحالة النزوح الكبيرة من مناطق القتال، كل هذا سيؤدي إلى عدم استتباب الأمن ،وزيادة الجريمة والتقطع والسرقة والنهب.