الانتخابات الإسرائيلية: نتنياهو يبحث عن حصان طروادة

العدو الصهيوني

بوابة الفجر



ثلاثة أيام تفصل عن الانتخابات الإسرائيلية الرابعة التي تجري الثلاثاء المقبل، وسط عجز الاستطلاعات المختلفة عن رسم صورة لنتائجها المتوقعة بشكل ينهي حالة الجمود السياسي في إسرائيل ويخرجها من دوامة الانقسامات الداخلية، والصراع على إنهاء حكم رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو. فقد أظهرت الاستطلاعات الثلاثة الأخيرة التي نُشرت يومي الخميس والجمعة، وهي آخر استطلاعات يمكن نشرها بموجب القانون قبل يوم الانتخابات، استمرار التعادل بين المعسكرين الرئيسيين في إسرائيل، معسكر اليمين بقيادة نتنياهو، مقابل المعسكر المناهض له، من دون أن يتمكن أي من المعسكرين من الوصول إلى أغلبية 61 مقعداً من أصل 120 مقعداً في الكنيست، لتشكيل حكومة جديدة.

وعلى الرغم من حالة المراوحة في قوة المعسكرين، إلا أن الاستطلاعات أبرزت أنه فيما تتواصل الانقسامات بين القوى الثلاث الرئيسية للمعسكر المناهض لنتنياهو والممثلة بأحزاب "ييش عتيد" بقيادة يئير لبيد الذي يحصل على 18-19 مقعداً، وحزب "تكفا حداشاه" بقيادة غدعون ساعر، الذي انهار في الاستطلاعات الأخيرة إلى 9-10 مقاعد بعد أن كان يحصد في البداية مع تأسيسه على 20 مقعداً، وأخيرا حزب "يمينا" بقيادة نفتالي بينت، الذي يأمل أن يحافظ على 11-12 مقعداً. وتدور الخلافات داخل هذه الأحزاب الثلاثة على مكانة الصدارة، ومن منها سيترأس المعسكر المناهض لنتنياهو على رأس الحكومة المقبلة.

لكن الانقسامات لا تقف عند هذه الأحزاب الثلاثة، إذ يبدو المعسكر المناهض لنتنياهو معلقاً أيضاً بموقف حزب "يمينا" ومدى التزام زعيمه نفتالي بينت بالبقاء في المعسكر بعد الانتخابات وعدم انتقاله إلى معسكر مؤيدي نتنياهو. وقد يحصل المعسكر التقليدي لنتنياهو المكون من حزب "الليكود" وثلاثة أحزاب دينية، اثنان منهما حريديان، والثالث هو الحزب الديني الفاشي "الصهيونية الدينية" بزعامة بتسليئيل سموطريتش، الذي كرس فقط في الاستطلاعات الأخيرة فرص اجتيازه نسبة الحسم، على 51 مقعداً من أصل 120 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي. فقد روّج نتنياهو لحزب "الصهيونية الدينية" ودعا للتصويت له لضمان حكومة "يمين كاملة" أو "مليانة"، وفق التعبير الذي يستخدمه نتنياهو أخيراً.

ويحتد التنافس بين المعسكرين على أشده لكسر حالة التعادل الحالية في موازين القوى، إذ يكفي أن تنتقل بضعة آلاف من الأصوات إلى أحد المعسكرين لكسر حالة التعادل، بعد أن فشل نتنياهو على مدار العامين الأخيرين في تشكيل حكومة يمين مستقرة، فيما فشل المعسكر المناهض له في هزيمته، حتى بعد أن حصل هذا المعسكر على أغلبية 62 مقعداً في الانتخابات الأخيرة التي جرت في مارس/آذار من العام الماضي. لكن زعيم المعسكر آنذاك الجنرال بني غانتس، فضّل اجتياز الخطوط والانتقال لتشكيل حكومة طوارئ وطنية مع نتنياهو، على تشكيل حكومة تعتمد على دعم من خارج صفوف الائتلاف من القائمة المشتركة للأحزاب العربية التي كانت حصلت على 15 مقعداً، وبدا أنها قد تحدث تغييرا في السياسة الإسرائيلية، إلى أن أعاد الجنرال غانتس تحديد ثوابت السياسة الإسرائيلية بعدم الاعتماد على أصوات عربية في تشكيل الحكومات، وعدم تكرار تجربة حكومة رابين في عام 1992.