ثلاث ثمرات دوم عمرهم 32 عام شاهدة على القضية.. فما حكايتهم؟
يحكي الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، عن قضية طابا والتي كانت قضية حياة أو موت لكل المصريين.
فهي قطعة أرض مساحتها 1020متر مربع فقط حيث لا تتعدى مساحتها مساحة حى من أحياء القاهرة ولكن قيمتها الوطنية والتاريخية والأثرية والإستراتيجية والجمالية تفوق كل وصف، ويفتخر كل عام فى ذكرى عودة طابا بأنه قد شهد عودتها بنفسه فى 19 مارس 1989 وأحتفظ حتى الآن بثلاث ثمرات من ثمار شجر دوم طابا تساقطت بجواره يوم استلام طابا لتذكره ببطولة من صنعوا هذا النصر.
ويحكي ريحان إلى الفجر عن ذكريات خاصة ارتبطت بعودة طابا وشجر الدوم حيث كان هناك سلك شائك يفصل بين طابا التي تم استلامها والبقعة المتنازع عليها بطابا والتي تبلغ مساحتها 1020متر مربع والتي تضم شجر الدوم وفندق سونستا فى ذلك الوقت والذي تحول اسمه إلى هيلتون طابا الآن.
وكان ريحان وقتها مفتشًا للآثار بجزيرة فرعون في طابا ويمر بين يوم وآخر للاستمتاع بجمال خليج العقبة ويزرف الدمع حين مشاهدته لطابا المحتلة وشجر الدوم السيناوى الذى يؤكد سيادة مصر على طابا وهو يظلل على من يغتصبون الأرض ويستغلون ثرواتها ويستمتعون بجمالها وظل أشجارها.
وحلم بأن يعيش يومًا ليجلس تحت ظل شجر الدوم وهى تحت السيادة المصرية حتى جاء يوم 19 مارس 1989 ورفع العلم المصرى على طابا ودخل إلى منطقة شجر الدوم ليستظل بظلها المصرى ولم تكتف هذه الشجرة الخالدة بأن تظلله بل شاركته فرحته بالنصر وأهدته ثلاث ثمرات تساقطت بجانبه يحتفظ بهما منذ عودة طابا ليحكي من خلالهما لكل شعب مصر قصص البطولة ومعنى الانتماء والحب لهذا الوطن الذى تجسّد فى أروع صوره فيمن ضحوا بأرواحهم وبأجزاء من أجسادهم حتى تم النصر فى أكتوبر المجيد وبمن استكملوا المسيرة بعقولهم وعلمهم وفكرهم ومثابرتهم وتصميمهم على عودة الحق حتى عادت طابا للسيادة المصرية.
وطالب ريحان بتسجيل أسماء أبطال هذه الملحمة فى ذاكرة مصر بحروف من نور وعلى رأسهم المؤرخ يونان لبيب رزق صاحب كتاب "طابا قضية العصر"، واللواء بحرى محسن حمدى رئيس الوفد المصرى فى اللجنة العسكرية المشتركة وكل أبطال الملحمة وتدريس هذه الملحمة لطلبة الثانوية العامة.