د.حماد عبدالله يكتب: قصر البارون إمبان !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر




هذا المبني العجيب الطراز المتصدر منطقة مصر الجديدة – علي محور القاهرة – المطار الدولي – واللافت لأنظار المارة في شارع صلاح سالم – والذي يرمز إلي " البارون إنبان " منشيء حي مصر الجديدة - عمراناً متكاملاً – كما لم يحدث في مصر – قديماً – وللأسف حديثاً !!
فنحن نستشهد بهذه الضاحية - وكيفية إنشائها – علي يد أحد المعمرين والمنميين – الأجانب – الذين إستثمروا في مصر قبل الثورة – أنشأ في صحراء العباسية – تلك الضاحية – ومد لها شبكات الأتصال ( المترو ) – والكهرباء والمياة ، والصرف ، والإتصالات ، وأنشأ الأسواق ،والنوادي ، والمجتمعات السكنية المتميزة ، وخطط للمباني المتعدده الأدوار – وربط الضاحية بالمركز الرئيسي للقاهرة – في محطة سكك حديد مصر ، وميدان العباسية ، ومنطقة قلعة صلاح الدين – وكانت قلعة أو ( سرايا ) البارون – ذلك المبني العتيق – ذو الإطلاله الأسيوية – كان مقراً لإقامته – ومع الزمن ومع التسيب في شتي مجالات حياتنا – تركنا المبني – وتعدينا علي التخطيط العمراني في الضاحية – حتي أصبحت منطقة مصر الجديدة " سمك ، لبن ، تمر هندي" – حتي إستطاعت جمعية مصر الجديدة – وبرعاية السيدة سوزان مبارك حرم المرحوم الرئيس (مبارك) أن تحافظ علي ماتبقي من منافذ للهواء وللحياة وللخضرة – وإتسعت بعض المناطق لكي تتنفس تلك الضاحية رغم كل تلك البنايات الخرسانية التي تعدت علي الإرتفاعات المحددة بأربعة أدوار – وسرقت الضوء والهواء من الشوارع ، ومن المساكن المتميزة – وكانت منطقة " الكوربة " ، و" قصر البارون " أحد أهم الإهتمامات لهذه الجمعية – وإستطاعت أن تنسق مع وزارتي الثقافة والإسكان لكي تصبح ملكية " قصر البارون" ملكية عامة – كأثر من أثارنا الحديثة ، ودفعنا مقابل ذلك ملايين الجنيهات – علي شكل أراضي – مقايضة مع الورثة من أصحاب القصر ، وكذلك في تنسيق الموقع – وترميم المبني وإذا بالفهلوة المصرية – تحيل القصر إلى ساحات متاحة للتأجير لقيام حفلات صاخبة ، ومقر لمعارض الموبيليا والمطابخ ، والسيارات وكان تلك الأموال – وهذه الإهتمامات الشعبية والتي قادتها حرم رئيس الجمهورية الأسبق كمواطنه قاطنه في هذا الحي ، رغم كل ذلك – إستطاعت الفهلوة الإدارية المشرفة علي هذا القصر – أن تخلق لنفسها ( سبوبة ) – بالتأجير لأغراض مختلفة – لم أري في روما القديمة – وفي أحيائها التراثية، وكذلك مبانيها الأثرية – أنها متاحه لإقامة الأفراح والليالي الملاح ، وكأن مصر والقاهرة – قد فرغت من قاعات الأفراح ، ومن أراضى للمعارض والمؤتمرات ، لكي نعتدي علي أثر دفعنا فيه من أموال المصريين – لكي نحافظ عليه ، جتى جائت ثورة يونيو 2013 وأعادت للقصر قيمته التاريخية فتحول إلى متحف للحياة فى مصر الجديدة منذ إنشائها فى بداية القرن التاسع عشر.
ولعل أثار كثيرة فى أحيائن القديمة تحتاج إلى تلك العناية الحكومية. 

   Hammad [email protected]