"من مياة البحر للتحنيط".. رحلة سمكة "نابليون" في معهد علوم البحار بالغردقة (صور)

محافظات

بوابة الفجر


شهدت مدينة الغردقة خلال الأيام الماضية، واقعة مؤلمة لكل من يهتم بالقطاع البحرى الثروة البحرية التى حب الله بها محافظة البحر الأحمر، عندما عثرت محميات البحر الأحمر، برئاسة الدكتور تامر كمال، على سمكة نابليون النادرة والمحظور صيدها، نظرًا لأنها مهددة بالانقراض، داخل جوال بأحد محلات الأسماك في مدينة الغردقة، فتم التحفظ عليها، وإثبات ملكيتها لأحد الصيادين، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد صائد السمكة الشهيرة، الذي تمت إحالته للنيابة العامة لمباشرة التحقيق في تلك الواقعة.

لجنة علوم البحار والبيئة تفحص سمكة نابليون

ومن جانبها أجرت لجنة من معهد علوم البحار بالغردقة، بالتنسيق مع باحثي البيئة بمحميات البحر الأحمر، فحصًا سريعًا لسمكة نابليون، وتبين أن وزنها يبلغ حوالي 60 كيلوجرامًا، ويبلغ طولها 60 سنتيمترًا، وتم صيدها باستخدام بندقية صيد، وتم أخذ القياسات اللازمة لتسجيلها بقاعدة البيانات الخاصة برصد الأنواع من الكائنات البحرية النادرة.


خطوات عملية التحنيط


فيما قام فريق من المعهد القومي لعلوم البحار، اليوم الاثنين، عملية تحنيط لسمكة نابليون النادرة، برئاسة الدكتور محمود دار، مدير معهد علوم البحار بالغردقة، حيث بدأت عملية التحنيط بتشفية وإزالة اللحم من السمكة، وحشوها بالملح، ثم دهنها بمادة كيماوية معينة للحفاظ عليها، وحشوها بنشارة الخشب، وذلك باستخدام الوسائل العلمية لاستكمال عملية التحنيط، والتي تستغرق 15 يومًا، حتى يتم عرض السمكة بالمعرض الخاص بالمعهد.


معلومات هامة عن سمكة نابليون


ووضعت سمكة نابليون الشهيرة فى القائمة الحمراء، التي تصدرها منظمة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، ضمن قوائم الكائنات البحرية والبرية المهددة بخطر الانقراض، وهو ما يعني إلزام الدول ذات العضوية بالمنظمة بتفعيل قرارات حماية هذه السمكة النادرة والمهددة بالانقراض من مياه البحار والمحيطات ومن بينها البحر الأحمر.

ومن جانبه أكد الدكتور تامر كمال، مدير المحميات، إلى أن سمكة نابليون من النوع المسالم وغير المؤذي، وهي سمكة معمرة تصل لنحو 50 عامًا، ولا تؤذي الإنسان، وتتغذى على الأسماك الصغيرة والمحار والمرجان، ويترواح طولها ما بين متر ونصف إلى مترين، ويصل وزنها إلى نحو 200 كيلو جرام، وتُعد من الأسماك البطيئة التكاثر، مما يجعلها مهددة بالانقراض، وهو سبب جذبها للسائحين من هواة الغطس، ومن أهم عناصر الجذب السياحي في البحر الأحمر.

وأكد تقرير لجنة البيئة، الخاص بالسمكة، عن أن قيمة الأضرار البيئية الناتجة عن صيد هذا النوع النادر والمهدد بخطر الإنقراض، من خلال تقدير حجم السمكة والأضرار الناتجة عن تدمير البيئات البحرية، بما يعادل 3 آلاف دولار للسمكة الكبيرة، بالإضافة إلى 500 دولار عن السمكة الصغيرة، وأن إجمالي قيمة الأضرار البيئية عن صيد هذا النوع النادر والمهدد بخطر الإنقراض تبلغ حوالي 3 آلاف و500 دولار.