بعد تسجليها مستوى جديد.. "بيتكوين" تصعد 113 % منذ مطلع 2021
قفز سعر العملة المشفرة بيتكوين إلى مستوى قياسي جديد، مسجلة 61699 دولارا للوحدة، لترتفع أشهر عملة مشفرة 113 في المائة منذ مطلع العام الجاري، بما قيمته 32750 دولارا عن مستوياتها المسجلة بنهاية العام الماضي البالغة 28949 دولارا.
وسجلت العملة المشفرة أدنى مستوياتها خلال العام الماضي في الـ13 من آذار (مارس) عند 4001 دولار للوحدة بالتزامن مع بداية تفشي الجائحة وصدمة غلق الاقتصادات والحدود وتراجع الطلب عليها، لكنها صعدت من هذا القاع "خلال 12 شهرا" بنحو 1400 في المائة "14 ضعفا"، بحسب أسعار أمس، بزيادة 57698 دولارا.
ويتجه كثير من المستثمرين والمؤسسات إلى العملات المشفرة كتحوط لمعدلات التضخم المتوقعة بعد إقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن حزمة تحفيزية ضخمة بـ 1.9 تريليون دولار.
كما يمكن تفسير ارتفاعات العملة المشفرة بتوالي قبول عديد من المؤسسات المالية والشركات الكبرى عالميا لـ"بيتكوين" كعملة قابلة للتداول.
وكانت سيدة العملات المشفرة بيتكوينسجلت بنهاية عام 2020 أعلى إغلاق سنوي في تاريخها على الإطلاق عند 28949 دولارا للوحدة، مرتفعة 302 في المائة، بما يعادل 21737 دولارا، حيث كانت أغلقت عام 2019 عند مستوى 7196 دولارا.
وأصبح المستثمرون يهتمون بالعملات المشفرة، خاصة "بيتكوين"، ويخصصون لها جزءا من محافظهم الاستثمارية، ما يرجح أن السوق الصاعدة ستسيطر على العملة، كما أن الاعتقاد المتزايد بأن عملة بيتكوين ستكون بمنزلة تحوط فاعل ضد الارتفاع المحتمل للتضخم يدعم سعرها.
ويأتي ذلك خاصة أن الحكومات في دول العالم تزيد من معدلات الإنفاق بتريليونات الدولارات في غضون أسابيع، لتمويل برامجها التحفيزية، التي تهدف إلى تخفيف الضرر الاقتصادي الناجم عن جائحة كورونا.
والعملات الافتراضية المشفرة لا تملك رقما متسلسلا ولا تخضع لسيطرة الحكومات والبنوك المركزية، كالعملات التقليدية، بل يتم التعامل بها فقط عبر شبكة الإنترنت، دون وجود فيزيائي لها.
وكان غموض سوق العملات المشفرة يثني بعض المستثمرين، مثل صناديق التحوط والحسابات العائلية، لكن تشديد الرقابة ساعد على تهدئة تلك المخاوف.
وجعلت الجائحة العملات المشفرة تبدو أبعد من كونها دعاية رقمية خالصة، حيث اشترى كثير من الأشخاص عملة "بيتكوين" بكميات كبيرة، خوفا من أن تخفض البنوك المركزية، التي يقودها "الاحتياطي الفيدرالي" الأمريكي، قيمة عملاتها، وزاد سعرها أكثر من خمسة أضعاف منذ آذار (مارس)، ما يجعلها أحد أهم الاستثمارات في 2020.
واستجابة لعمليات الإغلاق بسبب كوفيد - 19، كان المسؤولون الأمريكيون واثقين بأنه يمكنهم طباعة الدولار بكميات غير محدودة دون تقويض وضع العملة الاحتياطية، ما يسمح للبلاد بالاستمرار في إدارة العجز الضخم دون عواقب واضحة.
ومنذ إطلاقها في 2009، سعى مخترعو عملة بيتكوين إلى ترسيخها، لتكون "ذهبا رقميا"، ومخزن قيمة موثوقا به يوفر ملاذا آمنا في الأوقات العصيبة، لكن المتشككين يجدون صعوبة في الشعور بالأمان في الاستثمار في أحد الأصول شديدة التقلب، حيث انفجرت آخر فقاعة "بيتكوين" منذ أقل من ثلاثة أعوام.
والمتشككون خصوصا بين الذين لم يكبروا مع التكنولوجيا الرقمية، يجدون أنهم يميلون إلى تفضيل الذهب الذي ظل الناس لمئات الأعوام يشترونه على أنه حماية من تراجع العملات القياسية.