الدكتور خالد صلاح يكتب: لماذا الآن؟

مقالات الرأي

بوابة الفجر


هذا  السؤال  فرضته الأيام الأخيرة على الساحة المصرية والعربية والتركية خاصة بعد تصريحات الجانب التركي ورغبته في تحسين العلاقات مع مصر في كافة المجالات وأن مصر ذات دور هام في المنطقة ومن مصلحة البلدين هذا التقارب.

وهذه التصريحات تثير كثير من التساؤلات أهمها: لماذا الآن؟ وهل اكتشفت تركيا كل هذه الأدوار لمصر حديثا ولم تعرفها من قبل.

ربما لا يغيب عن كل مهتم سواء كان سياسي أو عادي أن القيادة في تركيا لا تبحث الا عن مصلحتها وليس حباً في مصر قيادة وشعباً في التقارب مع مصر.

الشيء الآخر أن تركيا وخاصة أردوغانها احتضن كل المتطاولين على مصر ليس حبا فيهم ولا الحامي الوحيد لهم وإنما احتضانه لهم مبعثه المصلحة الأولى والأخيرة في تقليل الدور المصري بالمنطقة ليتعاظم الدور التركي ويكون الملاذ لكل من يدفع لينال البركة الأردوغانية.

 والذي لا يخفى على أحد أن التغير في السياسة التركية تجاه مصر أخيراً ورائه كثير من الأسباب والتي تتمثل في الوضع المزري الذي وصل إليه الاقتصاد التركي بسبب معاداته لمصر وتكتل العرب وخاصة الإمارات والسعودية وراء مصر ضد العداء التركي وتسبب ذلك في حرمان تركيا من كثير من الأسواق العربية,  ولا يخفى أيضا ًعلى أي أحد أن التغير في السياسة التركية تجاه مصر ورائها التحولات السياسية في العالم ومجيئ إدارة أمريكية جديدة كشرت على انيابها لأردوغان.

 وبجانب هذا كله قبله أو بعده أن هذا الشهر سوف تُعقد جلسات للاتحاد الأوربي لاتخاذ قرارات ضد تركيا وتدخلاتها واعتداءاتها على الحدود اليونانية والقبرصية في البحر المتوسط.

 وسواء كانت تركيا متواجدة أم لا على الساحة السياسية فلا يهم!!!!!!!!!!!!!

 وليس بيننا وبين الشعب التركي أي عداءات وانما خلافنا مع الإدارة التركية وتدخلاتها في شئوننا واحتضانها لكل الأقلام والمنابر التي تفح فحيح الافاعي ضد مصر قيادة وشعباً.

وإذا ارادت الإدارة التركية بالفعل تحسين علاقتها مع مصر؛ فعليها أولاً أن تقدم اعتذار رسمي على كل ما اقترفته الإدارة التركية طيلة ثماني سنوات ماضية ملأت فيها دعاوى وأخبار كاذبة عن مصر, بالإضافة إلى ضرورة الالتزام والتعهد بعدم التدخل في شئوننا.

وأن يكون هناك إجابة لكل سؤال يثيره الجانب التركي جراء التصريحات الرومانسية الحالية تجاه مصر. 
 
والشيء الأهم من ذلك أن لا ننخدع بأي تصريحات مهادنة لا تهتم الا بمصلحتها  وأن نعلم جيدا إجابة السؤال الأهم لماذا الآن؟؟؟؟؟؟؟؟