منال لاشين تكتب: قولوا.. فل«تحيا الستات»

مقالات الرأي




المرأة المصرية اكتوت فى الحرب والسلم بينما معارك البناء الكبرى لا تستوعب نسبة معقولة من النساء

ما بين 8 مارس يوم المرأة العالمى وبين 16 مارس يوم المرأة المصرى مسافة شاسعة وليست مجرد عدة أيام.

مسافة شاسعة فيما حققته المرأة فى العالم المتقدم وما خسرته المرأة المصرية.

مسافة شاسعة بين طموحات المرأة فى العالم المتقدم وشكاوى المرأة المصرية.

فى مصر نحتاج إلى الكثير والكثير من العمل لنحتفل بيوم المرأة المصرية من واقع قوتها وليس ضعفها. ومن واقع نجاحاتها وليس تكرار فشلها.

لمن لا يعلم فإن نسبة المرأة العاملة فى مصر قد تراجعت فى قوة العمل فى القطاعين الخاص والعام.

لمن لا يعلم فإن نسبة تعليم النساء أو الفتيات لم تحقق قفزات واسعة ولا حتى ضيقة.

لمن لا يعلم فإن المرأة المصرية أكتوت فى الحرب والسلم، فقد حصدت الحرب ضد الإرهاب الزوج والأب والشقيق والحبيب، بينما معارك السلم والبناء الكبرى لا تستوعب بطبيعتها نسبة معقولة من النساء. فمشروعات البنية التحتية فى مصر هى مشروعات ذكورية بطبيعتها.

لمن لا يعلم خصوم وأعداء حرية المرأة فى تزايد بمصر يوما بعد يوم، ومؤسسة وراء أخرى.

ما قيمة أن يصبح لدنيا برلمان ربعه من النساء، إذا كان هذا البرلمان غير قادر على إنصاف المرأة عبر قانون الأحوال الشخصية، ويؤجله المجلس تلو الآخر.

ما قيمة وجود 8 أو حتى 10 وزيرات فى الحكومة، إذا كانت الحريات الأساسية تنتزع من المرأة واحدة تلو الأخرى.

حرية الملبس وحرية الحب وحرية اختيار الزوج وحرية الطلاق.

فالمرأة المصرية فى مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد أقل من عشيقة وأكثر قليلا من جارية.

المثير أن الأزهر لم ينقذ المرأة ولم يدعمها فى حربها أو بالأحرى حياتها فى هذا الملف لأن الأزهر آراؤه أكثر محافظة ولا أقول تشددا من مشروع القانون الذى انفجر فى أوجه النساء كأسوأ هدية من الحكومة فى يوم المرأة.

هدية تحرمها من كرامتها وأمومتها لمجرد أنها أرادت أن تخرج من شركة الزواج، شركة يستطيع الرجل أن يفسخ العقد بكلمة وبدون عقد، ويدخل فيها شريكات أخر مثنى وثلاث ورباع، وإذا حاولنا مجرد محاولة حفظ حق الزوجة فى معرفة أن زوجها تزوج عليها وأصبح لها شريكة أخرى يقول لنا كفر، وخروج عن الإسلام.

تصوروا أننا بعد 100 عام من مشاركة النساء فى الكفاح ضد الإنجليز واستشهاد بعض المتظاهرات نحاول إقناع نسبة لا بأس بها من المجتمع أن عمل المرأة لن يفسد أخلاقها.

تصوروا أن انحطاط التفكير وصل إلى سؤال لماذا ذهبت الفتاة إلى فندق أو حفلة فتم اغتصابها.. نلوم الضحية ونمجد المجرم.

تصوروا أن فرنسا ألغت الفرق اللغوى بين آنسة ومدام لأنه لا يجوز التعامل مع المرأة على أساس علاقتها بالرجل أو الزوج، ونحن بنتكلم عن مهر البكر ومهر السيدة.

تخيلوا أن العالم يعتبر أن حديث أو كلمات عن جسد المرأة ولو على سبيل الإعجاب تحرش، وإحنا لسه بنتكلم عن مسئولية ملابس البنات فى التحرش الجماعى فى مواسم الأعياد.

تخيلوا أن المرأة المصرية التى عملت كوزيرة اقتصاد وتخطيط ورشحت لوزارة المالية محرومة من التصرف فى أموال أبنائها لو مات زوجها.

تخيلوا أن صندوق النقد والبنك الدولى بيوصوا مصر كل سنة وكل تقرير على المرأة وتوفير مناخ آمن للعمل.

تصوروا أن المرأة العاملة بعد مصبية كورونا مخيرة بين أن تترك أولادها الأطفال الصغار فى البيت بمفردهم أو تترك العمل، لأن الحكومة نسيت تفكر فى حل للأمهات العاملات اللاتى أغلقت فى وجه صغارهن الحضانات والمدارس.

ومع ذلك فإن نساء مصر صامدات فى وجه كل الشكوك والعقبات اللاتى تعترض حياتهن.

ورغم ذلك لا تزال بعض شابات وسيدات مصر قادرات على العمل والإبداع وكسر القيود.

لا تزال الأحلام حية فى واقع أفضل، فى مواجهة حقيقية مع التخلف الذى يجر المجتمع للخلف من خلال تهميش المرأة

لذلك قولوا معايا فل (تحيا الستات)