19 حجرة منحوتة وكنيسة.. تفاصيل الكشف الأثري بموقع تل جنوب قصر العجوز
لا تزال الأراضى المصرية فى مختلف المحافظات، تذخر بالكثير من الآثار، التى تقف شاهدة على عظمة وبراعة الإنسان المصرى القديم، وتحكى عن التاريخ المصرى، وتكشف عما به من أحداث على مر العصور، كما تكشف عن مزيد من أسرار مصر المتجذرة والضاربة فى عمق التاريخ.
وفيما تتوالى نجاحات البعثات الأثرية، فى الكشف عن مزيد من المواقع، والاكتشافات المهمة، نجحت البعثة الأثرية النرويجية الفرنسية، العاملة بموقع تل جنوب قصر العجوز، بالواحات البحرية، فى موسمها الثالث، فى الكشف عن عدد من المبانى المشيدة من حجر البازلت، والمنحوته فى الصخر، ومبانٍ مشيدة من الطوب اللبن.
وقال الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، إن مبانى الطوب اللبن، التى ترجع إلى ما بين القرن الرابع والقرن السابع الميلادى، عبارة عن 6 مناطق، تتضمن بقايا 3 كنائس، وقلالى للرهبان، وتحمل الجدران مخربشات ورموز، تحمل دلالات قبطية.
فيما يلى من سطور، تستعرض "الفجر" تفاصيل الاكتشافات الأثرية الجديدة التى عثرت عليها البعثة الأثرية النرويجية الفرنسية، العاملة بموقع تل جنوب قصر العجوز، فى الواحات البحرية:
كشف الدكتور فيكتور جيكا، رئيس البعثة الأثرية النرويجية الفرنسية العاملة بموقع تل جنوب قصر العجوز، فى الواحات البحرية، عن أن الموسم الحالى للبعثة لعام 2020 شهد الكشف عن العديد من الاكتشافات الأثرية بالمنطقة، تتمثل في:
- الكشف عن 19 حجرة منحوتة فى الصخر.
- الكشف عن كنيسة تحتفظ بالهيكل الخاص بها، ملحقا بها حجرتان منحوتتان فى الصخر، وتحمل الجدران كتابات بالمداد الأصفر تتضمن كتابات دينية من الكتاب المقدس باللغة اليونانية، تعكس طبيعة الحياة الرهبانية فى هذه المنطقة وتشير إلى استيطان الرهبان هذه المنطقة منذ القرن الخامس الميلادى.
- القطاع الاول من المناطق الستة عبارة عن كنيسة، ومطعمه "قاعة طعام"، وقلايات لسكن الرهبان، وعدد من الحجرات، بالإضافة إلى العديد من قطع الاوستراكا، وهي شقافات من الفخار تحمل كتابات يونانية ترجع للقرن الخامس والسادس الميلادي.
- ترجع أهمية هذا الكشف إلى التوصل إلى تخطيط المبانى، وفهم تكوين التجمعات الرهبانية الاولى فى مصر في هذه المنطقة.
نجاحات مستمرة
كانت البعثة الأثرية المصرية من المجلس الأعلى للآثار، والعاملة بموقع حصن شيحة بمحافظة أسوان، قد أعلنت فى 18 يناير الماضى عن نجاحها فى الكشف عن بقايا حصن رومانى، يتضمن بقايا كنيسة من أوائل العصر القبطى، وبقايا معبد من العصر البطلمى.
وأعلن الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن البعثة اكتشفت داخل الحصن مجموعة من العناصر المعمارية لمعبد بطلمى، ولوحة من الحجر الرملى غير مكتملة، صور عليها نموذجا لمدخل المعبد ورجل بهيئة امبراطور رومانى، يقف بجوار مذبح يعلوه جزء من معبود، بالإضافة إلى 4 كتل من الحجر الرملى نقش عليهم سعف النخيل، وخراطيش لملوك بطالمة ونقش هيراطيقى متأخر، وأحد الأباطرة اليونان.
وأضاف وزيرى أنه تم العثور أيضا على إناء من الفخار، وجزء من قبوة من الطوب الأحمر تعود للعصر القبطى.
وقال محمد عبد البديع، رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، إن البعثة استكملت أعمال الكشف عن بقايا الدير والكنيسة التى تم بناؤهما على أطلال هذا الحصن، والذى استطاع عالم الآثار الألمانى هرمان يونكر الكشف عن جزء منهما سابقا فى الفترة 1920 إلى 1922 م، مشيرا إلى أن البعثة كشفت عن امتداد بقايا سور مبنى من الطوب اللبن، يحيط بكنيسة شيحة من الناحية الغربية، ويصل عرضه إلى 2.10 متر تقريبا.
وفى يوم 16 يناير الماضى، أعلن الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن البعثة المصرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار، ومركز زاهى حواس للمصريات بمكتبة الإسكندرية، والتى تعمل فى منطقة آثار سقارة، بجوار هرم الملك تتى، أول ملوك الأسرة السادسة من الدولة القديمة، توصلت إلى اكتشافات أثرية مهمة، تعود إلى الدولة القديمة والحديثة والعصور المتأخرة.
وقال الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار المصرية، ورئيس البعثة، إن هذه الاكتشافات سوف تعيد كتابة تاريخ هذه المنطقة، وخصوصا خلال الأسرتين 18 و19 من الدولة الحديثة، وهى الفترة التى عُبد فيها الملك تتى وكان الدفن يتم فى ذلك الوقت حول هرمه.