علي جمعة: الرسول صعد إلى السماء وعاد ليلة الإسراء والمعراج في 4 دقائق

إسلاميات

بوابة الفجر


قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن النبي ﷺ هو صخرة الكونين، وعماد وسند العالمين في الدنيا والآخرة، فما معني صخرة العالمين والكونين، يعني: كل الناس تستند إليه، فتجده خير مستند، وخير معتمد. كالصخرة، فهو صخرة الكونين ﷺ، والعالمين الدنيا والآخرة، عالم الشهادة، وعالم الغيب، {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}.

وأضاف جمعة عبر الفيسبوك: صلى الله عليه وسلم له أحوال عند ربه، جمع فيها كل ما اختصّ به الأنبياء، فأجرى الله على يديه كل ما أجرى على يد الأنبياء من معجزات، حتى عدّوا معجزاته ﷺ ففاقت الألف لكنه مع ذلك تفرد ﷺ بمعجزاتٍ لا تُعجز العادة فقط، بل حتى تُعجز قوانين الكون، ومن ذلك الإسراء والمعراج {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

قال الإمام الألوسي: «هو السميع البصير يعني به: محمدًا ﷺ ». وقال بعض المفسرين: راجعة إلى الله، و{هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير}، هو الله عز وجل، أو يجوز إنها ترجع إلى سيدنا النبي -ﷺ-؛ حيث إنه أراه في هذا اليوم، وأسمعه في هذا اليوم، ما لم يكن قد خطر على قلب بشر.

وأوضح: في ليلة السابع والعشرين من رجب الأصم، الأصبّ، الفرد، المحرم، هل أُتِيَ النبي ﷺ عند الكعبة وكان نائمًا عندها، أم كان في فراش السيدة خديجة عليها السلام؟ قد وقد؛ لأنه عندما عاد وجد فراشه دافئًا كما تركه، معجزة تُعجز الأكوان. لماذا ؟لأنه ذهب إلى السماء السابعة ورجع، في أربع دقائق ! لا سرعة الضوء تنفع، ولا سرعة الصوت تنفع.

إذن، هذا خلقٌ بـ (كُنْ) كُنْ في السماء الأولى فكان، كُنْ في السماء الثانية فكان، كُنْ في السماء الثالثة فكان وهكذا، فعلى هيئة الانتقال ظاهرًا، والتكوين حقيقةً.

وتابع: هذه معجزة حتى للكون نفسه، يعني: الكون نفسه لا يستطيع فعل ذلك، ارتقى إلى سدرة المنتهى، ورأى ما رأى {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} فسيدنا ﷺ اختُصّ بهذه المعجزة؛ ولذلك فهي معجزةٌ لم يرها أحد، وإنما رأوا آثارها، فأخبرهم على البعير، وعلى القافلة، وعلى أبواب بيت المقدس.

وأكمل: لكنه لم يكن معه أحد من البشر؛ لأن المختصّ هو سيدنا ﷺ وليس البشر؛ البشر إنما يؤمنون بها تحت إيمانهم بقدرة الله، {إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ولكن هناك من ينازع في كون الإسراء قد حدث بالروح، أم بالمنام،..بكذا. {أَسْرَى بِعَبْدِهِ} روحًا وجسدًا، العبد هنا يُطْلق على الروح والجسد.ما هذا ؟ هذا أمر الله، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} هذه هي القضية، فإذا قلنا سرعة الضوء، لا يمكن وهذه معجزة أيضًا تُعجز الضوء، فتُعجز الصوت، لأن الصوت أقل، فتُعجز الكون، من عرشه إلى فرشه.

من العرش إلى الفرش، لا تدخل لأحد بهذه المعجزة، هذه {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} فمن صاحب هذه المعجزة ؟ الله تعالى فقط، تسليم مطلق بقدرة الله.