مجلة أمريكية تفضح أردوغان وتدهور مستقبله السياسي
قالت مجلة "تايم" الأمريكية، أن استمرار الحكم الاستبدادي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يمثل خطرًا على العالم بسبب سياساته المثيرة للمشاكل والتوترات داخليا أو خارجيا، مضيفة أن التدهور الاقتصادي الذي تشهده بلاده سيؤثر بشكل كبير على مستقبله السياسي.
وأوضحت المجلة
في تقريرها الذي كتبه "إيان بريمر"، رئيس مجموعة أوراسيا لاستشارات
المخاطر السياسية، أنه على مدى السنوات الـ 18 الماضية، سعى أردوغان على تعزيز
وزيادة نفوذه في الحكم من أجل إشباع غرائزه الاستبدادية، حتى أصبح من أكثر
الروؤساء الذين واجهوا انتقادات لحكمهم وسياستهم.
وقال
"بريمر"، أن أردوغان انتهج نهجا قاسيا تجاه المعارضة الداخلية بعد
الانقلاب الفاشل في عام 2016، وأعاد كتابة دستور البلاد لمنح رئاسته سلطة إضافية،
في حين تعاني بلاده وضعا اقتصايا صعبا تفاقم بعد تفشي وباء كورونا، حتى بلغت نسبة
البطالة 14٪ وارتفعت معدل التضخم بشكل ملحوظ.
وأضاف:
"يدفع أردوغان وحزبه العدالة والتنمية ثمنًا سياسيًا لكل هذا، حيث انخفضت
شعبية الرئيس وحزبه الحاكم بشكل كبير وفقا لعدد من استطلاعات الرأي الأخيرة"،
حيث كشف استطلاع رأي أجرته ركة Turkiye Raporu وهي شركة أبحاث تركية، عن تهاوي شعبية حزب العدالة
والتنمية لما دون الـ30% لأول مرة منذ وصوله للسلطة نهاية العام 2002.
وأوضح التقرير
أن استمرار تدهور الوضع الاقتصادي في تركيا أدى إلى أن الضغط السياسي المحلي
والرغبة في التغيير والإصلاح أصبح آخذا في الازدياد، وبرز ذلك بشكل واضح في
احتجاجات الطلاب على اختيار أردوغان لأحد الموالين لحزبه السياسي لمنصب عميد إحدى
الجامعات الكبرى، لا سيما بعد أن وصفهم الرئيس بـ"الإرهابيين" وقام
باعتقال العديد منهم.
وتابع تقرير
المجلة الأمريكية، أن أردوغان، في أعقاب الاحتجاجات ضد نظامه السياسي، قام
بالإعلان عن تغييرات دستورية جديدة من شأنها أن تمنح الرئيس سلطات جديدة يقول إنه
يحتاج إليها، مشيرا إلى أن ذلك كان نابعا من شعوره بالقلق ازاء تدهور شعبيته وفشله
في جني الأصوات في الانتخابات المقبلة.
وترى
"تايم" أن قمع أردوغان للمعارضة بالداخل وسجله السىء لحقوق الانسان أثار
التوترات مع الحكومات الأخرى على مستوى السياسة الخارجية، حيث أعربت إدراة الرئيس
الأمريكي جو بايدن عن تحفظاتها بشأن هذا الملف مطالبا بالضغط على أنقرة لعدم
احترامها للديمقراطية وحقوق الأنسان، بالإضافة إلى العديد من القضايا التي تفرق بين
تركيا والغرب، من بينها شراء تركيا العضو في الناتو لنظام صواريخ روسي من طراز S-400 ما أثار غضب واشنطن
والاتحاد الأوروبي.