د.حماد عبدالله يكتب: "مشكلة شباب مصر " !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر




كتبت فى عمود سابق فى هذه الصفحة عن رئيس وزراء الحكومة البريطانية وبرنامجه للشباب فى صيف هذا العام ، وتخصيصه مبلغ ستون مليون جنيه إسترلينى لإقامة معسكرات فى الأحياء وفى المدن لجذب الشباب فى سن السادسة عشر لقضاء العطلة الصيفية مع برامج ثقافية وسياسية وتقنية ، ولم أسمع أو أقرأ تعليق على المقال مما جعلنى أستمر اليوم فى الكتابة عن هذا الموضوع (مشكلة شباب مصر) حيث تأتى من وجهة نظرى فى ترتيب أول المشاكل على الأجندة الوطنية ، هذا الشباب سواء كان فى مراحل التعليم أو فى مراحل البحث عن وظيفة بعد الحصول على شهادة متوسطة أو جامعية -ولعل شباب مصر من غير الحاصلين على شهادات أوفر حظاًَ حيث إمتلك كل منهم مهنة أو حرفة أو يعمل فى أشغال معاونة فى البناء أو الصيد أو النقل أو حتى كباعة جائلون !!
أى أن الشباب الذى لم يحصل على قسط من التعليم بأغلبية عظمى فهم قد قرروا كيفية التواصل مع الحياة ، وأصبح لهم مقصد يذهبون إليه يومياً لقضاء يوم عمل وهناك ناتج لجهد مهما كان تواضعه إلا أن المشاركة فى الحياة موجودة !.
وموضوع اليوم هو إنتشار الأولاد (الشباب) فى الشارع المصرى (على النواصى) حيث التجمعات دون هدف – إلا تمضية الوقت والله أعلم !! فهم يتحدثون أو فيما يعلقون !! على أحوالهم وما حولهم من ناس وإتجاهات و(زَّن على الوِداَنْ) من البعض الأخر – ومن يعلق على فتاة فى الشارع أو سيدة أو حتى أمثالهم من شباب أخر ، والبعض يستخدم الشارع كملعب للكرة ، وبعض أخر يستخدم السيارات على جوانب الطريق (مصاطب)! 
ومن كل هذه الأنشطة العاطلة !! تحدث المشاكل والمشاجرات وبالقطع البعض منهم يتوجه إلى دور العبادة لقضاء فروض دينية وأيضاً "لتأكل" الوقت دون طائل!!
والله أعلم أيضاً ماذا يتلقون ممن ؟ (يجدون جنازة يشبعوا فيها لطم !!) مثل شعبى !!.
وهكذا يحصد الوطن نتائج أجازة صيف مريرة ونحن أى المثقفين المصريين ننهب الورق فى الكتابة ونصرخ بين سطور المقالات دون جدوى !!
بل دون إشارة لجدوى من مسئول عن وزارة أو جهاز أخذ إسمه من مشكلة هؤلاء الشباب الحائر –الذى لا يعلم ماذا يفعل فى أجازة صيف ، فليس كل شباب مصر من قاطنى الساحل الشمالى ، وأيضاً ليس كل شباب مصر هم أعضاء معسكرات الشباب النى نسمع عنها فى نشرات الأخبار بمعسكرات "أبى قير" ومعسكر القادة فى حلوان "!!
ليس كل شباب مصر أعضاء فى أندية الدرجة الأولى أو أندية العواصم فى المحافظات !
نحن فى أشد الإحتياج لتشغيل الشباب فى معسكرات صيفية ضمن خطة قومية تفتح فيها المدارس والجامعات والمعاهد مبانيها لكى تساهم هذه القوى من الشباب فى نظافة البيئة وترسيم الشوارع ، وضبط ومساعدة رجال المرور –نظير أجر يومى رمزى !!لتحسين مناخ البيئة من تكدس بلا معنى ولا هدف لقوى ممتلئة بالنقد والرفض بل الإكتئاب !! هذه المعسكرات اليومية سوف تجد إقبالاً شديداً –حيث تمت التجربة فى الماضى القريب فى الستينيات والسبعينيات ونجحت !!.
بل أن هذه المعسكرات لها فائدة أخرى أهم من المظاهر التى تحدثت عنها ، أهم تلك الفوائد هى غرس الإنتماء لدى هؤلاء الشباب للحى والشارع والمدينة والوطن كله .
ولو كانت الموازنات العامة للدولة لم تستعد لمثل هذه الإنشطة فإن البدائل للموارد كثيرة ولا مكان لسردها ولكن المهم أن ينتبه الجهاز المعنى بالشباب بالشارع المصرى وبما يحدث فيه وما يترتب عليه ، نرجو الإنتباه !!

   Hammad [email protected]