في يوم المرأة العالمي وانتخابات "الصحفيين".. استمرار لـ كفاح وصيفات صاحبة الجلالة
دائمًا كانت المرأة رائدة وبقوة داخل بلاط
صاحبة الجلالة، واستمر نضالها عشرات السنين، لا فرق هنا بين رجل وامرأة، فقط العمل
النقابي هو الأساس، حمِلن راية الدفاع عن الحقوق والحريات، وظللن لسنوات طِوال
مثالًا يُسطِر التاريخ.
استمر نضال الصحفيات داخل أروقة نقابة
الصحفيين عشرات السنين، وتولت المرأة مناصب نقابية مهمة، أبرزها الوكيل والسكرتير
العام، وخاضت معارك قوية، استطاعت من خلالها أن تكون صوتًا مدافعًا عن القضايا وعن
العمل النقابي بقوة.
وعلى الرغم من أن نسبة الصحفيات بالجمعية
العمومية للنقابة تتراوح من 30 إلى 40%، ودورها المؤثر، لم تنجح حتى اليوم في
الوصول إلى مقعد النقيب، وشهد مجلس النقابة غياب لحضور المرأة على مدار دورتين
متتاليتين، برغم أنها خاضت معارك انتخابية كبيرة، واقترب البعض منهن للفوز.
وعلى مدار 80 عامًا من عمر نقابة الصحفيين، لم تتولَ عضوية المجلس، سوى 9 سيدات
فقط، ولم تنجح أيًا من عضوات الجمعية العمومية، من الوصول إلى مقعد النقيب حتى
الآن، ولكن ظلت الصحفيات فاعلات في العمل النقابي، وحاضرات في الأزمات، ومتفاعلات
في القضايا المختلفة.
وبالتزامن مع انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين، نحتفل باليوم العالمي
للمرأة، مع 8 مرشحات لعضوية مجلس النقابة، واللائي تنوعت برامجهن الانتخابية،
مدافعات عن حقوق الصحفيين والصحفيات.
ومع ارتفاع وتيرة الأزمات التي تتعرض لها
الزميلات داخل المؤسسات الصحفية، انطلقت مطالب بتخصيص لجنة للمرأة داخل النقابة،
وبحث مشكلاتهن، والتدريب على الدفاع عن أنفسهن، ويستمر كفاح وصيفات صاحبة الجلالة.
وترشح لعضوية مجلس النقابة الزميلات: "دعاء النجار، سمية العجوز، إكرام
منصور، نور الهدى زكي، هبة باشا، فكرية أحمد، سامية فاروق، داليا أبوشقة".
دعاء النجار: لجنة للمرأة بالنقابة تهتم
بقضايا حواء
الكاتبة الصحفية دعاء
النجار، محرر الملف الصحفي بجريدة الجمهورية، والتي خاضت انتخابات التجديد النصفي
للنقابة الماضية، وحصلت على ما يقارب 1100 صوت، تقدمت بأوراق ترشحها لخوض
الانتخابات المقبلة "تحت السن".
ووضعت "النجار" تأسيس لجنة للمرأة على رأس أولوياتها وبرنامجها الانتخابي؛
حيث قالت إن تخصيص لجنة للمرأة داخل النقابة تهتم بقضايا حواء بشكل عام هو أمر
ضروري، لبحث مشكلات الصحفيات، وما يتعرضن له خلال ممارستهن للعمل الصحف، والسعي
لتوفير ظروف أفضل للزميلات المغتربات، وتقديم الحماية اللازمة لهن.
وأضافت في تصريحات صحفية، أنه من الغريب غياب تمثيل المرأة في مجلس النقابة على
مدار دورتين متتاليتين، وهو ما دفعها للترشح مرة أخرى، مؤكدة أن الصحفيات دائمًا
قادرات على إدارة المشهد، وخوض المعارك من أجل الحصول على حقوق الزملاء.
سمية العجوز مديرة تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، والتي خاضت انتخابات النقابة السابقة على مقعد النقيب، أمام منافسيها ضياء رشوان وهو النقيب الحالي، ورفعت رشاد، وخاضت انتخابات التجديد النصفي المقبلة على عضوية المجلس "تحت السن"، والتي تتبنى بقوة قضية وجود امرأة داخل مجلس النقابة، سواء كانت هي أو أي مرشحة أخرى، داعمةً زميلاتها المرشحات عن طريق توزيع الدعاية لهن، ودعوة الزملاء لانتخابهن، في مبادرة نراها لأول مرة.
وقالت في تصريحات لـ"لفجـر"، إن الصحفيات يعانين من أزمتين؛ أولهما انقطاع المعاش عنهن بعد وفاة الزوج أو الوالد، بخمس سنوات من الانتقال لجدول المشتغلين، في ظل ظروف اقتصادية صعبة تمر بها المهنة، وتوقف العديد من الصحف عن الصدور، وانخفاض الرواتب للحد الأدنى، ووجود شريحة كبيرة من الصحفيات يعشنّ على البلد فقط.
وأضافت أن القضية الثانية، هي عدم وجود عم لأبناء الصحفيات بالمدارس، على الرغم من توفير هذا الدعم لفئات كثيرة في المجتمع، ليسنا منها، مؤكدة ضرورة وجود لجنة للمرأة في النقابة؛ تدير الأزمات التي تعاني منها الزميلات مؤخرًا داخل المؤسسات، وعلى رأسها التحرش، متابعةً: "أي زميلة تفوز بعضوية المجلس هو نجاح شخصي لي، قضايانا كسيدات صحفيات في منتهى الخطورة، ويجب أن ندعم فكرة تواجد المرأة بشكل دائم داخل مجلس النقابة".
الكاتبة الصحفية إكرام منصور، التي تقدمت بأوراق ترشحها لعضوية المجلس "تحت السن"، والتي تبنت تمثيل المرأة بشكل حقيقي داخل المجلس، وخاضت انتخابات النقابة بحثًا عن حقوق الصحفيات والشباب أيضًا.
وقالت في تصريحات لـ"الفجـر"، إن النقابة لم تشهد أي تمثيل للمرأة على مدار دورتين، وذلك في وقت أكد فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي دعمه للمرأة ودورها في المجتمع.
وأضافت أن المرأة كان لها تمثيلًا حقيقيًا داخل الحكومة، وأيضًا داخل مجلسي النواب والشورى، وهو ما يستوجب على مجلس النقابة أن يكون به تمثيلًا حقيقيًا للمرأة في داخله، مؤكدة أن بعض المؤسسات الصحفية لا تأخذ على عاتقها أزمات الزميلات الصحفيات، وهو ما يستوجب على مجلس النقابة أن يبحث فيها، ويبدأ في إيجاد حلول حقيقية لها.
الكاتبة الصحفية نور الهدى زكي، والتي تقدمت بأوراق ترشحها "فوق السن"، وطالبت بوقف احتكار منصب نقيب الصحفيين وعضوية المجلس على الزملاء من الرجال فقط، مما يترجم حالة الانسحاب أو العزوف من المرأة الصحفية، وتبنت ضرورة أن تكسر المرأة هذا القالب، ووجود مرشحة قوية لمقعد النقيب.
وأكدت في تصريحات لـ"الفجـر"، ضرورة أن تشارك الصحفيات بالعمل النقابي، ونكرر كوادر نقابية نسائية من طراز رفيع، شهدتها النقابة من قبل، ويخضن معارك حقيقية من أجل الزملاء أعضاء الجمعية العمومية.
وقالت إن الصحفيات لا يحتجن "كوتة" داخل مجلس النقابة؛ نظرًا أنهن فئة عالية الوعي، وعملها الأساسي هو القراءة والكتابة، والاشتباك في معارك كبيرة، ولكنها تحتاج في الأساس أن تعرف أنها نقابية من الطراز الأول، ويدفعها لأن تكون نقيبًا للصحفيين وعضو مجلس قوي.
الكاتبة الصحفية هبة باشا مديرة تحرير مجلة نصف الدنيا، وعضو اللجنة الإعلامية للمجلس القومي للمرأة، تقدمت بأوراق ترشحها لعضوية المجلس "فوق السن"، والتي رفضت التحدث عن المرأة كتمييز، باعتبار أنه في النهاية تمييزًا، على الرغم من أنه قد يظهر أمام المجتمع إيجابيًا، مؤكدة أن القوة قوة فكر في الأساس، وقدرة على طرح رؤى وأفكار مختلفة.
وقالت في تصريحات لـ"الفجـر"، إن الصحفيات قوة لا يُستهان بها داخل النقابة، وأن فكرة وجود شُعبة أو لجنة للمرأة داخل النقابة من أهم وأول قراراتها في حال الفوز، نهتم فيها بقضايا الصحفيات، ورفع وعيهن وقدراتهن.
وأضافت: "قدوتي هي الأستاذة والكاتبة الصحفية أمينة شفيق، والتي لم تُصنف يومًا كمرأة، ولكنها كانت نقابية قديرة، وكادر سياسي كبير، ويجب علينا أن نعمل على وجود عناصر ونماذج صحفيات مصريات على قدر عطاء الأستاذة أمينة شفيق النقابي، وهذه فرصة مُتاحة لنا الآن، وسأحاول أن أضع حجر واحد من الجدار النقابي الرائع الذي وضعته".