دكتور خالد صلاح يكتب: دموع التماسيح

مقالات الرأي

بوابة الفجر


دموع التماسيح: هوسلوك يصف المشاعر الكاذبة تجاه شيء ما مثل إدعاء المنافق البكاء على حزن أو مصيبة وهو في الحقيقة لا يشعر بالحزن، وتستخدم التماسيح أسلوب النحيب والبكاء أحيانًا لكي تستدرج فريستها ومن هنا جاء وصف دموع التماسيح أي لأنها دموع كاذبة ووهمية.

وهذا السلوك الكاذب يُطلق أحيانًا على سلوك البشر عندما يتشابه مع التماسيح في الغاية وليس في تشابه النوع، ويلجأ بعض البشر لهذا السلوك ليس لالتهام البشر وإنما لاستعطاف المحيطين بهم والاصطفاف في صفهم وفي حزبهم حتى لو كانوا ظالمين ومعتدين وليسوا على حق.

وكثيراُ ما يقوم بهذا السلوك كثير من الدول وساستها ولنا في التاريخ تذكرة للبعيدين على قلوبنا!!! ومبكاهم على حائطهم وصاروا مثل وقدوة يحتذي بهم كل من أراد أن يسلب حق الغير.

وهذا السلوك استدعى لدي كل هذه المعاني السابقة عندما رأيت تصريحات بعض الإعلاميين الاثيوبيين على بعض قنوات الاخبار ونحيبه وبكاءه المستمر وكأن بلاده محتلة والمحتل هو مصر، فأنجذبت لأرى وأسمع لماذ يبكي هذا التمساح.... عفوًا هذا الإعلامي؛ لأجد أن سبب نحيبه هو تقارب مصر الطبيعي إلى السودان وزيارة الرئيس لاخوته وأشقاءنا هناك، والذي أدهشني الادعاءات والاتهامات الساذجة التي أخذها هذا الإعلامي الاثيوبي والباحث الاستراتيجي في بلاد الموز يكيلها ظلمًا وعدوانًا على مصر وقيادتها وكأن مصر هي سبب أزماتهم ومشاكلهم القديمة والحديثة، وكان هذا الباحث ينقصه أن يقول أن مصر سبب حالات الطلاق والعنوسة والجوع عندهم!!!!!!!!!!!!!!!!.

وما حملته زيارة الرئيس السيسي إلى السودان من رسائل يفهمها القاصي والداني أن مصر والسودان أصبحتا الآن قوة واحدة سياسيًا واقتصاديًا وعسكريا ومصيرًا.
والذي يقلق الاخوة في أثيوبيا هو تقارب مصر والسودان وخاصة في ملف سد النهضة............عفوا ليسوا بأخوة ولا أصدقاء!!!!!!!!

من يريد أن يحرمنا من الحق في ماء النيل ليسوا بأخوة ولا أصدقاء، ومن يريد حرماننا من حقنا في الحياة ليسوا بأخوة ولا أصدقاء.... وإنما يصدق عليهم كل من يريد بنا سوءًا.

ولذلك فإن التعامل مع ملف سد النهضة والتعامل مع ادعاءات وكذب وتحايل الاثيوبيين يجب أن يكون فيه أشكال أخرى وسياسة جديدة تبدأ من توحيد الرؤى والقرارات مع أشقاءنا السودانيين والتعاون في كافة المجالات وخاصة اقتصاديا وعسكريًا وسياسيًا وضرورة تفعيل وتنشيط الاستثمارات المتبادلة بين مصر والسودان برجال أعمالها ومستثمريها والتوحد في كافة المناسبات لمن يريد بنا سوء والتصدي لكل خداعات وتماطلات الاثيوبيين في ملف سد النهضة وعدم الاستجابة وتصديق وعودهم الكاذبة ودموعهم الخادعة.

لأننا لا ننخدع بدموع الأثيوبيين... عفوا بدموع التماسيح