منال لاشين تكتب: المرأة والرئيس

مقالات الرأي



السيسى فكر فى اختيار امرأة لرئاسة الحكومة من أيام حكومة شريف إسماعيل

كانت سحر نصر أول مرشحة بقوة لهذا المنصب.. والآن هالة السعيد تتخطى كل العقبات

منذ عهد الرئيس عبد الناصر لم تحصل قضايا المرأة على دفعة كبرى إلا فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، قانون التحرش ومساعد رئيس الجمهورية للأمن القومى امرأة، وارتفاع غير مسبوق سواء فى عدد الوزيرات أو النائبات، بالطبع هناك ملفات أخرى تحتاج إلى دفعة أخرى، ولكن المناخ العام أصبح داعما للمرأة، وقد لا يعرف الكثيرون أن الرئيس السيسى بلغ من درجة إيمانه وثقة بالمرأة المصرية وقدراتها أنه فكر بشكل جدى فى اختيار امرأة لمنصب رئيس الوزراء، ولم ولن تكون هذه الفكرة مجرد عابر سبيل فى عقل الرئيس أو أولوياته، بل كانت ولا تزال قناعة من قناعات الرئيس، وقد دعم هذه القناعة أن الرئيس قد لفت نظره أن بعض الوزيرات يعملن بحماس اكثر من الرجال، كما أن تجربته مع السفيرة الفاضلة فايزة أبو النجا كانت ناجحة جدا، وبالنسبة للرئيس فإن وصول المرأة إلى منصب رئيس الحكومة هو استحقاق أثبتت المرأة المصرية جدراتها بالفوز به، وتأخرت كثير من دول العالم فى الحصول عليه.

ربما بدأ تفكير الرئيس السيسى فى اختيار امرأة لمنصب رئيس الوزراء منذ انتخابه رئيسا للجمهورية، فأول مرة كشف الرئيس السيسى عن إيمانه بحق المرأة المصرية فى تولى رئاسة الوزراء كان فى عهد رئيس الحكومة الأسبق الدكتور شريف إسماعيل وهو ثانى رئيس حكومة فى الرئيس مبارك.

كان الرئيس السيسى فى افتتاح أحد المؤتمرات الاقتصادية وبعد انتهاء حفل الافتتاح، كان يوجد بجانب الرئيس رئيس الحكومة وعدد من الوزراء وكبار المسئولين ورؤساء هيئات رقابية وعليا، وطرح الرئيس الفكرة فى هذا الجمع، وقال إن المرأة المصرية تصلح لمنصب رئيس الحكومة ولدنيا مصريات بالفعل يصلحن للمنصب، وأضاف متساءلا: يا ترى أنكم هتتحملوا هذه الخطوة، وذلك فى إشارة إلى احتمال رفض البعض أن تكون رئيسة الحكومة امرأة.

فى هذا التوقيت كان نجم وزيرة الاستثمار السابقة الدكتورة سحر نصر ساطعا بقوة، وكان أداؤها قويا ولذلك فهم البعض أن الرئيس يشير بحديثه عن تولى المرأة منصب رئيس الحكومة بالدكتورة سحر نصر، وأظن أن شخصية نصر قد أثارت قلق بعض الوزراء وكبار المسئولين، فقد كانت الدكتورة سحر وسط خلافات مع عدد من الوزراء وكبار المسئولين، فرغم كفاءتها التى لا خلاف عليها إلا أن سحر لم تستطع تفادى الخلافات لفترة طويلة من عمرها الوزارى، وعندما فعلت ذلك كان الوقت قد نفد.

ولكن بعد رحيل سحر لمع نجم وزيرة أخرى بقوة وهى وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد، فهى امرأة ذكية ونشطية ومتحمسة جدا، وتدير العديد من الملفات المهمة فى الاقتصاد المصرى، والأهم أن هالة شخصية توافقية تجيد التعامل مع الجميع وتخطى صعوبات العمل بلباقة ودون أن تفقد صلاتها بالآخرين.

ولذلك عاد الحديث عن تولى امرأة منصب رئيس الحكومة يتردد مرة أخرى ويلتصق بشخصية هالة السعيد، ويعتقد بعض المتابعين أن هالة قد تكون رئيسة الحكومة القادمة بعد الدكتور مصطفى مدبولى، وبحسب مصدر قريب الصلة من التغييرات، فإنه لولا كفاءة ونشاط مصطفى مدبولى لكان الرئيس أجرى تغييرا حكوميا واختار هالة السعيد لرئاسة الحكومة.

والجدير بالذكر أن تعيين امرأة فى منصب رئيس الحكومة بمصر يقفز بترتيب مصر فى مؤشرات التنمية البشرية لأكثر من 20 نقطة.

المثير أنه فى الوقت الذى لا يدخر الرئيس السيسى وسعا لاستكمال حصول المرأة المصرية على حقوقها، تأتى وزارة العدل والحكومة بمشروع قانون مسىء ومهين للمرأة المصرية.