مى سمير تكتب: «الصندوق الأسود» لثروات رؤساء العالم وحساباتهم فى سويسرا
من صفقات أردوغان المشبوهة إلى شركات بوتين الخاصة
بوتين.. 70 مليار دولار
بيرلسكونى… 8.5 مليار دولار
كيم جونج.. 5 مليارات دولار
بينيرا.. 2.8 مليار دولار
كريستينا كيرشنر… 115 مليون دولار
أردوغان… 50 مليون دولار
ثروات رؤساء العالم ليست مجرد أرقام أو حسابات أو ممتلكات مختلفة بل هى فى كثير من الأحيان انعكاس لأسلوب إدارة البلاد، نشر موقع سيلبرتى نت وورث تقريرا خاصا عن قائمة أغنى الرؤساء بالعالم، تضم القائمة الرؤساء المنتخبين فقط، ورؤساء لايزالون فى الحكم، ورؤساء آخرين غادروا السلطة ولكنهم لم يغادروا المشهد السياسى.
يأتى فى المرتبة الأولى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بلغ صافى ثروة الرئيس الروسى 70 مليار دولار خلال مسيرته المهنية، والتى تشمل فترات خدمته كرئيس ورئيس وزراء لروسيا، اكتسب سمعة دولية مثيرة للجدل، ويخدم حاليا فترة ولايته الثانية كرئيس لروسيا، والتى بدأت فى عام 2012.
ومع ذلك، قدر بيل براودر، الرئيس التنفيذى السابق لشركة Hermitage Capital Management، وهو معارض لبوتين، صافى ثروة الرئيس الروسى بنحو 200 مليار دولار، قال براودر للجنة القضائية بمجلس الشيوخ الأمريكى فى عام 2017: «أقدر أن بوتين قد جمع 200 مليار دولار».
فى السابق، زعم مستشار الكرملين السابق، ستانيسلاف بيلكوفسكى، فى عام 2007 أن ثروة بوتين لا تقل عن 40 مليار دولار.
بشكل عام، كان من الصعب إثبات صافى ثروة بوتين، لكن بعض الأدلة سلطت بعض الضوء على مقدار ثروته. حسب الوثائق الرسمية، يصل راتب الرئيس الروسى بوتين إلى 187 ألف دولار (5.8 مليون روبل)، فى عام 2012، أبلغ عن دخل قدره 3.6 مليون روبل (113000 دولار)، كما يدعى بوتين أن لديه صافى ثروة ضئيل نسبيا يتكون من 180 ألف دولار فى حساب توفير، وعدد قليل من السيارات الروسية الصنع، وقطعة أرض مساحتها 16 ألف قدم مربع فى ضواحى موسكو. خلال فترة حكمه، يعتقد العديد من المطلعين والخبراء الروس أن بوتين استخدم سلطته للقيام بما هو أكثر بقليل من تحسين الحياة للمواطن الروسى العادى، يؤكد بعض معارضى بوتين أنه استفاد من سلطته للحصول على حصة ملكية 4.5٪ فى شركة غازبروم المنتجة للغاز الطبيعى، وحصة 37٪ فى شركة سورجوتنيفتجاس للنفط، وحصة 50٪ فى الشركة السويسرية جينفور، تحقق شركة غازبروم وحدها ما يزيد عن 150 مليار دولار من العائدات سنويا، بينما تحقق شركة جينفور 80 مليار دولار أمريكى، بينما تحقق شركة سورجوتنيفتجاس أكثر من 20 مليار دولار.، وحصص الملكية المجمعة لبوتين تمنحه صافى ثروة شخصية تبلغ 70 مليار دولار.
فى المرتبة الثانية يأتى سيلفيو بيرلسكونى هو رئيس وزراء إيطاليا الأسبق، ورجل أعمال و إمبراطور الإعلام ويبلغ صافى ثروته 8.5 مليار دولار، ولد فى 29 سبتمبر 1936 فى ميلانو بإيطاليا، وهو أحد رؤساء الوزراء الإيطاليين الأطول خدمة بعد الحرب ومعروف على نطاق واسع بأنه متورط فى جرائم جنائية ومتهرب من الضرائب، علاوة على ذلك، فهو صاحب نادى كرة القدم الإيطالى إيه سى ميلان.
يحتل بيرلسكونى عناوين الصحف العالمية بفضل علاقاته العاطفية المتشعبة وحياته الشخصية المثيرة للجدل، ينحدر بيرلسكونى من عائلة من الطبقة المتوسطة الدنيا، ودرس القانون فى ميلانو وعمل كمغنى على متن السفن السياحية والنوادى الليلية. بعد أن نجح فى الحصول على قرض صغير من أحد البنوك المحلية، أشرف على إنشاء مشاريع صغيرة فى مدينة ميلانو، دخل برلسكونى عالم الإعلام لأول مرة فى عام 1973 من خلال إنشاء شركة تليفزيونية صغيرة تسمى Telemilano، وسرعان ما بدأ فى جمع ثروته من خلال مجموعة مختلفة من المشاريع، وفى عام 1993 ظهر برلسكونى لأول مرة على الساحة السياسية أثناء ترشحه لمنصب رئيس الوزراء فى ظل حزبه السياسى فورزا إيطاليا (Go Italy).
احتل المرتبة الثالثة كيم جونج أون وهو رئيس كوريا الشمالية الذى تبلغ ثروته الصافية 5 مليارات دولار، على الرغم من أنه لا يُعرف الكثير عن كيم جونج أون مقارنة بالقادة السياسيين الآخرين بجميع أنحاء العالم، إلا أنه يتلقى اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام، يحمل كيم جونج أون العديد من الألقاب فى كوريا الشمالية، بما فى ذلك «مارشال» ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، ورئيس لجنة الدولة للشئون، والقائد العام للقوات المسلحة، غالبا ما يشار إليه فى وسائل الإعلام الكورية الشمالية بـ «القائد العزيز». فى مارس 2013، وجد تحقيق مشترك بين كوريا الجنوبية وأمريكا ما يصل إلى 5 مليارات دولار من الأصول والحسابات المصرفية التى يسيطر عليها كيم جونج أون وعائلته، تم العثور على هذه الأصول فى أكثر من 200 حساب مصرفى أجنبى منتشر بجميع أنحاء العالم فى دول مثل النمسا وليختنشتاين وروسيا وسنغافورة والصين وسويسرا ولوكسمبورج. كما تقع العديد من هذه الحسابات فى الصين ويقال إنها تحتوى على مئات الملايين من الدولارات نقدا. وفقا للتقارير، يمتلك كيم ما يقرب من 20 قصراً منتشراً فى جميع أنحاء كوريا الشمالية لاستخدامه الشخصى، يقال أيضا إنه يمتلك أكثر من 100 سيارة فاخرة، مع تفضيله للسيارات الرياضية الأوروبية، بالإضافة إلى ذلك يمتلك كيم طائرة خاصة ويختاً فاخراً يزيد طوله عن 100 قدم، ويقضى كيم جونج أون معظم وقته فى جزيرة خاصة قبالة سواحل كوريا الشمالية.
احتل المرتبة السادسة رئيس تشيلى سيباستيان بينيرا، تَقلد منصب رئيس تشيلى فى الفترة ما بين 2010 - 2014، وأصبح رئيسا مرة أخرى فى مارس 2018، تبلغ ثروة بينيرا الصافية 2.8 مليار دولار، سيباستيان بينيرا مستثمر ورجل أعمال وقائد التحالف من أجل التغيير، وهو أيضا المالك الوحيد لشركة تشيليفيزيون، وهى شركة إذاعية تشيلية.
ولد بينيرا فى سانتياجو، تشيلى فى ديسمبر 1949، عندما كان طفلاً عاش بينيرا فى بلجيكا ومدينة نيويورك، تخرج عام 1971 فى الجامعة البابوية الكاثوليكية فى تشيلى حيث كان أفضل طالب فى فصله، حصل على الماجستير والدكتوراه فى الاقتصاد من جامعة هارفارد، أصبح أستاذاً فى جامعة تشيلى من بين جماعات أخرى، ساعد بينيرا فى إنشاء مؤسسة Enterprising Women فى عام 1989، وقد امتلك أسهم فى شركات مثل كولو-كولو، خطوط طيران إل أيه إن .
جاءت فى المرتبة الرابعة والعشرين كريستينا كيرشنر سياسية أرجنتينية تبلغ قيمة ثروتها 115 مليون دولار، وهى المرأة الوحيدة فى القائمة، فهى محامية وسياسية أرجنتينية تشغل منصب نائب رئيس الأرجنتين منذ عام 2019، شغلت سابقا منصب الرئيس الحادى والخمسين للأرجنتين منذ عام 2007 وحتى عام 2015. ولدت كريستينا إليزابيت فرنانديز دى كيرشنر فى لا بلاتا، الأرجنتين فى فبراير 1953، وهى أرملة الرئيس السابق نيستور كيرشنر، كانت السيدة الأولى خلال مدة حكم زوجها نيستور كيرشنر، كما كانت ثالث امرأة تشغل منصب نائب الرئيس الأرجنتينى، وثانى امرأة تتولى منصب الرئاسة، وأول رئيسة منتخبة مباشرة، وأول امرأة أعيد انتخابها لهذا المنصب. عندما تولى نيستور السلطة لأول مرة فى عام 2003، أبلغ هو وزوجته كريستينا عن صافى ثروة إجمالية قدرها 3 ملايين دولار، بحلول عام 2009، زادت ثروتهم الصافية مجتمعة إلى 14 مليون دولار، وفقا للإفصاح المالى لعام 2009، فقد امتلكوا 28 عقارا بقيمة 4 ملايين دولار أمريكى وودائع بنكية بقيمة 8 ملايين دولار، بحلول عام 2013، بعد وفاة نيستور، أبلغت كريستينا عن صافى ثروتها الشخصية 82 مليون دولار، واتُهم الزوجان بشراء أراض بأسعار زهيدة وبناء سلسلة من الفنادق والمجمعات السياحية باستخدام سلطتهما السياسية.
احتل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان المرتبة الثامنة والثلاثين بثروة 50 مليون دولار، حسب التقرير دخل أردوغان عالم السياسة دون أن يملك أى ثروة، أضاف التقرير أنه فى عام 2004 بعد فترة وجيزة من انتخابه رئيسا للوزراء أفادت برقية دبلوماسية أمريكية أن رجب أردوغان كان يملك 8 حسابات مصرفية سويسرية على الأقل فى عامى 2011 و 2012 خلال الفترة التى كان يشغل فيها منصب رئيس الوزراء، وحول ما لا يقل عن 15 مليون دولار إلى الصناديق الخارجية، يقال إن صافى ثروته اليوم فى نطاق مئات الملايين أو مليارات الدولارات. فى عام 2016، أجرت صحيفة بيلد الألمانية تحقيقا وجد أن نجل الرئيس التركى الأكبر أحمد أردوغان يمتلك ثروة صافية قدرها 80 مليون دولار بدون مصدر واضح، وأفادت نفس الصحيفة كيف أن بلال، نجل أردوغان الأصغر، مرتبط «بصفقات إجرامية مشبوهة»، وبحسب ما ورد تم اعتراض مكالمة طلب فيها الرئيس التركى من أحد البنوك «تصفية ربما مليار دولار نقدا». فى عام 2017، أجرى منفذ إخبارى أوروبى يسمى theblacksea.eu تحقيقا وجد أن عائلة أردوغان تسيطر على ثلاثة صناديق على الأقل تقع فى جزيرة مان، كما كشف المنفذ الإخبارى أن الأسرة تسيطر على أصول نفطية بقيمة 25 مليون دولار، فى عام 2018، عين رجب نفسه رئيسا لصندوق الثروة السيادى التركى البالغ قيمته 40 مليار دولار.
كما تضم قائمة أغنى الرؤساء فى العالم الكثير من الرؤساء الأمريكيين، يحتل دونالد ترامب المرتبة السابعة بثروة تقدر بـ 2 مليار دولار، ويأتى باراك أوباما فى المرتبة الثلاثين مع 70 مليون دولار، المرتبة التاسعة والثلاثين والأربعين يحتلها بوش الابن والأب على التوالى، بنحو 40 مليون دولار للأول و25 مليون دولار للثانى.
لم يغب رؤساء وزراء بريطانيا عن القائمة، احتل تونى بلير المرتبة الواحدة والثلاثين مع ثروة تقدر بحوالى 60 مليون دولار، وجاء ديفيد كاميرون فى المرتبة الرابعة والثلاثين بحوالى 50 مليون دولار، كما ضمت القائمة العديد من رؤساء القارة الإفريقية مثل أوهورو كينياتا الرئيس الكينى الذى ينتمى إلى واحدة من أعرق العائلات بكينيا وتقدر ثروته بنحو 500 مليون دولار وقد احتل المرتبة السابعة عشرة، تلاه الرئيس الجنوب الإفريقى ماتاميلا سيريل رامافوز بثروة تقدر بـ 450 مليون دولار.