كبريت بـ"ريحة الموت".. 15 دقيقة مؤلمة في حياة طفلة شقة فيصل المُحترقة وإهمال الأم لغز الكارثة

حوادث

بوابة الفجر

مؤشرات الوقت كانت تشير إلى الثانية عشر ظهر أمس الإثنين، إذ تفاجأ المارة بالشارع بالقرب من كوبري فيصل، بتصاعد أدخنة كثيفة يتبعها ألسنة لهب، من داخل شقة كائنة بالطابق الأول علوي بمنزل قديم.


حالة من الفزع والرعب انتابت سكان الشارع، بعد سماعهم أصوات صراخ وبكاء أطفال، تعلو بشكل مخيف ليسرعوا إلى الشقة المندلع داخلها النيران لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبكسرهم باب الشقة نجحوا في إنقاذ طفلين شقيقين لا يتجاوز عمر أكبرهما 7 سنوات، من الموت، قبل أن تلحق بهم النيران.



فشلت محاولات الأهالي في إخماد ألسنة اللهب، لتمدد النيران حتى وصلت إلى كل أرجاء الشقة الصغيرة المساحة، فأجرى أحدهم اتصالا هاتفيًا بشرطة النجدة للإبلاغ بنشوب حريق هائل بالمنزل المشار إليه.


دقائق معدودة ودفع اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة بقوات الدفاع المدني مدعومين بـ 3 سيارات إطفاء، وفرضت القوات كردونا أمنيا بمحيط الحريق لمنع تمدد النيران إلى باقي المجاورات.


في ذاك الوقت كانت قد توقفت الحركة المرورية بشارع فيصل في إتجاه ميدان الجيزة، لتجمع المواطنين أمام المنزل المُشتعل، ووصول سيارات الإسعاف إلى المكان.


سرعة وصول قوات الحماية المدنية بالجيزة، منعت وقوع كارثة محققة، داخل المنزل، وحاصرت ألسنة اللهب وتمكنت من السيطرة على الحريق.


لكن الكارثة الحقيقة ظهرت أبعادها بعد إخماد ألسنة اللهب، وكان المشهد مؤلم للغاية أمام الجميع، عندما عثروا على جثة طفلة عمرها عامين متفحمة داخل الشقة الصغيرة المساحة ( 40 مترًا).



15 دقيقة مؤلمة عاشتها الطفلة الصغيرة أمام أعين شقيقيها بعد ترك والدتهم أطفالها الثلاثة، داخل الشقة، وإغلاق الباب من الخارج عليهم، وأثناء جلوس الأطفال سويا ولهوهم، فكروا في اللعب بـ" الكبريت"، وبتنفيذ فكرتهم، حرقت النيران أصغرهم، ولفظت أنفاسها الأخيرة وهي تصارع الموت أمام أعين شقيقيها.