مدير مجرى العيون يكشف عن مصاعب العمل في ترميم السور الأثري (صور)
تطوير هائل بمنطقة سور مجرى العيون برعاية الدولة المصرية، فالمشروع هو مشروع دولة من الطراز الأول، والأمر ليس مجرد ترميم أثر ولكنه عدد من الإجراءات المتتابعة التي أدت في النهاية للنهوض بالمنطقة ووضعها في طريق المناطق الأثرية المتكاملة.
وبدأت الحكومة المصرية أولًا في إزالة منطقة المدابغ والتي احتلت المنطقة خلف سور مجرى العيون، حيث نقلت تلك المدابغ إلى الروبيكي، ثم كانت الخطوة التالية وهي إزالة جميع المباني العشوائية ونقل السكان إلى الأسمرات.
أما الخطوة الثالثة فكانت بإزالة جمعية صناع الأثاث والتي كانت معتدية على حرم الأثر، وقد فجرت بوابة الفجر الإلكترونية قضية جمعية صناع الأثاث ولفتت الانتباه إليها.
ثم كانت المرحلة الهامة وهي ترميم وصيانة السور الأثري، وهو قناطر المياه التي تسقي قلعة صلاح الدين والتي كانت مقرًا لحكم مصر منذ العصر الأيوبي مرورًا بالعصرين المملوكي والعثماني، وحتى عهد الخديو إسماعيل الذي أمر بنقل مقر الحكم إلى قصر عابدين.
والتطوير في منطقه سور مجري العيون تم على أكثر من محور بين أعمال صيانة مبني السواقي بكافه أجزائه وسط صعوبات كبيرة، خيث أن موقع العمل غير مجهز بعد.
لا كهرباء ولا ماء
وكشف أحمد السيد مدير عام السور، عن المصاعب التي تواجه العاملين في منطقة سور مجرى العيون، فلم يتم مد خطوط الكهرباء له أو المياه، وليس به حمامات للاستخدام الآدمي، رغم ما تم توجيهه من خطابات للجهات المختصة التي لم تتعاون معنا بالشكل الكافي في هذا الشأن، والأمل معقود على أن تتم أعمال إدخال تلك المرافق للسور الأثري حتى تكتمل منظومه الإنجاز.
وقال "السيد"، إن الموقع لا يوجد به مصدر كهربي أو مياه أو حمامات للاستخدام الآدمي، مع غلق الحمامات بالمساجد العموميى نظرًا للظروف الحالية، وهنا يتحمل الموظف والعامل كم معاناة كبير في هذا الموقع الذي يمتد لمسافة 3 كيلومتر طولًا من ميدان فم الخليج حتي ميدان السيده عائشة.
وأشار إلى أن تلك المسافة مليئة بالتعديات التي يجاهد العاملون بالسور لوقفها وإزالتها بكافه الطرق القانونيه فكم الإجراءات لا حصر لها والمشاكل الفنية والإدارية ذات أبعاد ممتده منذ فترات طويلة.
وأضاف أنه يتم مواجهة تلك التعديات بمنتهي القوه والحزم فأعمال الصيانة لمبنى السواقي لا تنفصل عما يتم من إجراءات في باقي أجزاء السور فهو وحده متكاملة لا ينفصل جزء عن آخر، موضحا أن العاملين يتابعون يوميًا المشاريع الضخمة والشركات العاملة التي تطور منطقه المدابغ لحظة بلحظة حفاظًا على الأثر وحرم الأثر واحترام بيئه الأثر وبانوراما الأثر.
الحفاظ على هرم العمارة المائية
وأكد "السيد"، أنه بمزيد من الجهد خلال الفتره القادمة باذن الله سنحافظ على هرم العمارة المائية وسيعود سيعود إلى سابق عهده في ظل قياده ناجحة وعاملين على مستوى المسؤولية الفنية والإدارية.
ما هو سور مجرى العيون؟
ويعرف سور مجرى العيون باسم قناطر المياه، وقام بإنشاء هذه القناطر السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (صلاح الدين الأيوبى) مؤسس الدولة الأيوبية في مصر الذي تولى الحكم من 565 هـ - 1169 م إلى 589 هـ - 1193 م.
جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدًا كاملًا سنة 712 هـ - 1312 م، وأقام لها السلطان الغوري خلال حكمة مأخذا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة.
ولم يبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين شئيا غير بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة، كان قد استغل فيها سور القاهرة الذي بناه وجعل مجرى المياه أعلاه.
أما القناطر الحالية فقد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما أربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبي، وهو المبنى الذي حوله محمد علي باشا أثناء حكمة إلى جبخانه للسلاح.
وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديمًا حتى القلعة وقد بنى ها السور من الحجر النحيت وتجرى عليه مجراه فوق مجموعة ضخمنه من القناطر (العقود) المدببة كانت تنتهى بصب مياها في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، وفي عصر السلطان الغوري أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواق بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة.
وآلية عمل السور تضمن أمرين الأول هو إيصال المياه بسهولة وسرعة للقلعة، والثاني هو حماية المياه من اعتداء أي جيش يهاجم القلعة.
ومن ناحية إيصال المياه بسهولة فالسور يبدأ من عند النيل بمأخذ مرتفع للغاية، وبه سواقي ترفع مياه النيل لأعلى المأخذ حيث تصب في حوض يسمى حوض الترصيد، والذي تتم عليه عمليات معالجة وتنقية، والحوض مكسي بالفخار، وعندما تزداد المياه في حوض الترصيد تجري في المجراه المخصصة لها فوق السور، والتي كانت أيضًا مكسية بالفخار الذي يساهم في التنقية وسرعة الجريان.
وتتحرك المياه فوق السور دون آلات دفع أن السر يكمن في هندسة البناء، حيث أن السور به انحناءات وانكسارات متتالية مع انخفاضه التدريجي تجعل المياه تندفع تلقائيًا في المجراه الملساء حتى تصب في أحواض خاصة داخل القلعة.
والغرض الثاني وهو حماية المياه من أن يستولي عليها الجيش المحاصر للقلعة مثلًا، يتوفر أيضًا بسهولة لأن السور مرتفع للغاية، والمأخذ محمي بالجنود.
باستبدال التالف من أخشابها، وتدعيم ما يحتاج لدعم، وسوف يتم استكمال الأعمال بها خلال الأيام القليلة القادمة، ويعرف سور مجرى العيون باسم قناطر المياه، وقام بإنشاء هذه القناطر السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (صلاح الدين الأيوبى) مؤسس الدولة الأيوبية في مصر الذي تولى الحكم من 565 هـ - 1169 م إلى 589هـ - 1193م.