خلال 14 عاما.. الإمارات تقدم المساعدات الإنسانية لـ 90 دولة بينهم اليمن
تعتمد مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في الإمارات على ثوابت أساسية لتحقيق أهدافها السامية.
وترتكز
المؤسسة على تقديم المساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين والمساهمة في تنمية الدول
في قطاعات عدة؛ أهمها الصحة والتعليم، وفي أي مكان من العالم بغض النظر عن الدين
أو العرق أو اللون.
وتتعاون المؤسسة في تنفيذ مشاريعها مع
سفارات دولة الإمارات في الخارج والاستعانة بمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير
الربحية الدولية والمحلية في الدول المستفيدة ذات الصدقية ولها رصيد كبير في العمل
الإنساني.
وانطلاقاً من دور دولة الإمارات
الإنساني والتنموي والإغاثي تجاه المجتمع المحلي والدولي في شتى أنحاء العالم،
وإيماناً منها بأهمية هذا الدور المحوري في رفع المعاناة عن الإنسان أينما كان
ليعيش حياة كريمة، كان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قد أصدر
قانونا بإنشاء مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في يوليو 2007،
لتكون نقطة مضيئة في العمل الإنساني على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، ووصلت
بمشاريعها ومبادراتها لحوالي 90 دولة في العالم، على مدى 14 عاماً من العطاء
وتعزيز مسيرة العمل الإنساني الإماراتي.
وقال، في تصريح له بمناسبة صدور
التقرير السنوي 2020 لمؤسسة خليفة الإنسانية: "مع بداية هذا العام كانت جائحة
فيروس كورونا (كوفيد- 19) التحدي الأصعب للعاملين في كافة الميادين وبالأخص
الميدان الإنساني حيث له خصوصية في التعامل، ومع ذلك وبتوجيهات من قيادتنا الرشيدة
واصلت المؤسسة عطائها الإنساني بلا توقف داخل وخارج الدولة".
وأشار
إلى أنه للعام الخامس، حصدت اﻹمارات لقب أكبر مانح مساعدات إنسانية في
العالم بالنسبة للدخل القومي وفق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهذا التتويج
يزيدنا إصرارا على أن نجعل العطاء اﻹنساني الإماراتي رسالة محبة تتجاوز الحدود
الجغرافية والدينية وينطلق من عاصمة العمل الإنساني إلى كافة أرجاء المعمورة.
وجدد دعوة جميع العاملين في الشأن
الإنساني والخيري للعمل معا والتنسيق لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل لبناء
وتنمية المجتمعات الإنسانية خصوصاً خلال هذه الفترة الصعبة التي تمر بها البشرية
في ظل استمرار جائحة فيروس كورونا "كوفيد- 19".
من جهته، أكد محمد حاجي الخوري المدير
العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية أن المؤسسة بفضل الدعم
اللامحدود من قيادتنا الرشيدة ستواصل مهامها ومشاريعها ومبادراتها الإنسانية داخل
الإمارات وخارجها ولن تقتصر على بلد معين، مشيرا إلى أن العمل الإنساني الإماراتي
يعطي نموذجاً في التعامل الراقي بين البشر بغض النظر عن الجنس والعرق والدين.
وأضاف الخوري: "رغم التحديات
الكبيرة التي واجهت مشاريعنا داخل وخارج الدولة مع تفشي فيروس كورونا فإننا
استطعنا خلال العام الماضي أن ننفذ بنجاح مشروعين ضخمين داخل الدولة وبصفر إصابات
بفضل الالتزام الكامل من الجميع حيث نجحت المؤسسة في توزيع المير الرمضاني على أكثر
من 36 ألف أسرة مواطنة في كافة مناطق الدولة والمشروع الثاني وجبات الإفطار
الرمضانية للعمال في أماكن تواجدهم وتم توزيع أكثر 2.7 مليون وجبة في أبوظبي
والعين والظفرة".
وتنوعت مشاريع ومبادرات المؤسسة خلال
عام 2020 لتشمل إفطار الصائمين والمير الرمضاني بجانب مساعدة المتأثرين من الكوارث
الطبيعية والحروب وتقديم الدعم المتواصل لمبادرة " الأسر المواطنة"، ثم
تقديم المساعدات في المدارس والجامعات، والمساهمة في الأمن الغذائي للمواطنين من
خلال مشروع "المواد الغذائية المدعمة" في الإمارات الشمالية بالإضافة
إلى برنامج الرعاية الصحية وإصدار بطاقات التأمين الصحي للمرضى غير قادرين على
تكلفة العلاج.
ونستعرض في القسم الأول من التقرير أهم
وأبرز الإنجازات والمبادرات التي نفذتها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال
الإنسانية على الساحة المحلية: فقد قدمت المؤسسة، نحو 3500 أجهزة كمبيوتر
"حاسب آلي محمول" للطلبة بقيمة 3 ملايين درهم، وذلك بالتعاون والتنسيق
مع دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي ووزارة التربية والتعليم ومؤسسات التعليم
العالي في دولة الإمارات، لتفعيل مبادرة "التعليم عن بعد" التي أطلقتها
المؤسسات التعليمية من خلال استخدام التقنيات الحديثة والاستفادة من التكنولوجيا
المتقدمة بشكل استثنائي لمواجهة الطوارئ والأزمات في ظل فيروس كورونا.
كما أطلقت المؤسسة في شهر أبريل الماضي
مبادرة المير الرمضاني في 27 موقعاً شملت مناطق دولة الإمارات كافة ووزعت الطرود
الغذائية (الروشن الرمضاني) وعددها 46001 على الأسر المسجلة لدى وزارة تنمية
المجتمع في جميع أنحاء دولة الإمارات، وراعت خلال تنفيذ المشروع تطبيق كافة
الإجراءات الوقائية والاحترازية، وحفاظا على كبار السن تم إيصال المير الرمضاني
لمنازلهم.
وقد نجحت فرق المؤسسة في توزيع المير
الرمضاني على 18092 أسرة في أبوظبي، و7549 أسرة في دبي، و7882 في الشارقة، و2284
في عجمان، و5344 في رأس الخيمة، و3822 في الفجيرة، و1028 في أم القيوين، ليصل عدد
المستفيدين في جميع مناطق الدولة إلى 46001 أسرة.
كما قامت المؤسسة بالتعاون مع هيئة
أبوظبي للدعم الاجتماعي بالعمل سوياً في مشروع إنساني لتحقيق الاستقرار المعيشي
للأسر المواطنة، ودعم احتياجاتها الأساسية، بهدف توزيع المير الرمضاني على 2600
أسرة مستفيدة من برنامج الدعم الاجتماعي في إمارة أبوظبي.
وفي شهر يوليو 2020، وزعت المؤسسة 2000
سلة غذائية في أبوظبي والعين والظفرة ضمن سعيها لتطوير خدماتها تجاه الأسر
المتضررة من تداعيات فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
وفي فبراير 2020، عززت المؤسسة مبادرة
"الأسر المواطنة" بتوقيع اتفاقية تعاون مع مطارات أبوظبي لدعم الأسر
المواطنة وتحقيق نقلة نوعية من خلال تخصيص أماكن بيع منتجاتها في السوق الحرة في
مطار أبوظبي الدولي .
وتدعم المؤسسة من خلال مبادرتها
"الأسر المواطنة" المشاركة والتواجد وعرض ما ينتجونه في أهم الفعاليات
مثل مهرجان الشيخ زايد حيث تشارك 98 أسرة وفي القرية العالمية بدبي 62 أسرة مواطنة.
وخلال عام 2020 تم التعاون والتنسيق مع
العديد من المؤسسات الوطنية لتقديم العون من خلال البرامج التي تنفذها المؤسسة
داخل الدولة ومن أبرز هذه المؤسسات بنك دبي الإسلامي وشرطة الشارقة وجمعية القوات
المسلحة التعاونية والصندوق الوطني للمسؤولية المجتمعية للشركات واتحاد الإمارات
لكرة القدم.
وفي القسم الثاني من التقرير ورغم
الصعوبات التي واجهت المؤسسة في تنفيذ مشاريعها خارج دولة الإمارات، إلا أنه تم
تنفيذ بعض المشاريع التي كانت مدرجة على أجندة عام 2020، وأهمها: مستشفى محمد بن
زايد آل نهيان في كازاخستان، حيث استمر عطاء الخير الإماراتي حتى قبل نهاية عام
2020 بأسبوع حيث تم توقيع اتفاقية مع حكومة إقليم تركستان في جمهورية كازاخستان
لبناء مستشفى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مدينة تركستان على مساحة 3.5 هكتار،
حيث يأتي هذا التعاون في إطار العلاقات المتميزة التي تربط الإمارات وكازاخستان.
وتم الشروع فوراً في أعمال التصميم
المبدئي له ويقام المستشفى ضمن المنطقة الإدارية الجديدة التي تقوم بتطويرها حكومة
إقليم تركستان ليكون بذلك ضمن المشاريع الصحية ومكملاً لها بجانب المستشفى العام
المركزي ومستشفى آخر تخصصي للأطفال.
و نظمت المؤسسة في فبراير 2020 حفل
الزفاف الجماعي التاسع في مملكة البحرين الشقيقة، والذي ضم 1200 شاب وفتاة.
وكانت المؤسسة قد رعت حتى الآن زواج
5926 عريسا وعروسة خلال تسع حفلات للزواج الجماعي في البحرين أولها في ديسمبر عام
2011 وبلغ عدد العرسان 220 عريسا وعروسة، والثاني في عام 2012 وضم 224 والثالث في
عام 2013 ضم 222 والرابع في عام 2014 ضم 222 عريسا وعروسة، والخامس في عام 2016 ضم
870 عريسا وعروسة.
وفي عام 2017 ضم العرس الجماعي السادس
888 عريسا وعروسة، وفي عام 2018 ضم العرس الجماعي السابع 1000 عريس وعروسة وفي عام
2019 ضم العرس الجماعي الثامن 1080 عريسا وعروسة وفي 2020 ضم العرس الجماعي التاسع
1200 عريسا وعروسة.
وفي مارس 2020، قدم وفد من المؤسسة
مساعدات إنسانية عاجلة في جمهورية مدغشقر وبلغ عدد المستفيدين 32 ألف أسرة أي
حوالي 160 ألف شخص.
ونفذت هذه الإغاثة العاجلة بتوجيهات من
القيادة الرشيدة في إطار الجهود الإنسانية التي تقوم بها المؤسسة على الساحة
الدولية، انطلاقا من البعد الإنساني لمساعدة الإنسان أينما كان بغض النظر عن دينه
أو عرقة أو لونه، حتى أصبحت الإمارات العاصمة الإنسانية الأولى في العالم.
وقدم فريق المؤسسة الإغاثي 1300 طن من
المواد الغذائية الأساسية والاستهلاكية الضرورية .
وفي شهر سبتمبر 2020، نفذت المؤسسة
إغاثة عاجلة بقيمة 4 ملايين درهم للمتضررين من الفيضانات في جنوب باكستان، وبلغ
عدد المستفيدين نحو 75 ألف شخص في المناطق المتضررة.
وتم التنسيق مع سفارة الدولة في
باكستان وشملت المساعدات العاجلة الأدوية والخيام والبطانيات وحليب الأطفال
واستهدفت المتضررين في مناطق إقليم السند الجنوبي.
وتواصل مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان
للأعمال الإنسانية تقديم الدعم التنموي والإغاثي لصالح القطاع التعليمي في أرخبيل
سقطرى، ودشنت المؤسسة مع بداية العام الدراسي عملية توزيع الكتاب الدراسي على طلاب
وطالبات مختلف المدارس التعليمية في أرخبيل سقطرى.
وتسهم المؤسسة في تأهيل البنية التحتية
من مدارس ومنشآت تعليمية إلى جانب رفدها بالأثاث المدرسي والتجهيزات اللازمة وصولا
إلى توزيع الحقائب المدرسية ودفع مصاريف تشغيل غالبية المدارس وتوفير وسائل نقل
الطلاب الذين يقطنون في المناطق البعيدة من وإلى المدارس.
وكانت مؤسسة خليفة الإنسانية تبنت خلال
العامين الماضيين تقديم 120 منحة دراسية للطلاب المتفوقين من خريجي الثانوية
العامة من أبناء سقطرى وذلك ضمن الدعم الرامي لمساعدة الطلاب المتفوقين على
استكمال دراستهم الجامعية في دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية الشقيقة.
ونفذت المؤسسة مشروعاً متكاملاً من أجل
توسعة طريق عقبة حيبق الذي يعد المنفذ الرئيسي لمدينة حديبوه ويؤدي إلى مطار سقطرى
الدولي والمناطق الغربية في الجزيرة.
وفي مجال تأمين الطاقة الكهربائية،
عملت المؤسسة من خلال الفرق الهندسية على إيصال التيار الكهربائي إلى القرى
السكنية في الساحل الغربي عبر مدى خط ضغط عال بطول 5500 متر من محطة الشيخ زايد 4،
حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى في الحفر لكابل الكهرباء من المحطة الكهرباء
وصولا إلى منطقة صتمو بواقع 5.5 كيلو متر، في حين جرى تنفيذ المرحلة الثانية في مد
كابل آخر من المحطة باتجاه منطقة سلمهو بمسافة 9 كيلو مترات.
وفي سبيل تأمين المياه لسكان سقطرى تم
إقامة خزان مائي في منطقة سلمهو بسعة 250 ألف لتر من أجل إنهاء معاناة أهالي
المنطقة والقرى المجاورة لها عقب سنوات من المعاناة من ويلات شح المياه.
وفي مجال الرعاية الصحية لأبناء سقطرى،
نقلت المؤسسة في أواخر يوليو، 15 مريضاً ومرافقاً من العناية المركزة بمستشفى
الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بسقطرى ومن منازلهم، لتلقي العلاج بمستشفيات الدولة
على نفقتها.
وبدعم من المؤسسة وصلت إلى مطار سقطرى
الدولي في شهر أبريل، طائرة مساعدات إماراتية تحمل على متنها 3 أطنان من الأدوية
والمواد العلاجية والوقائية الهادفة إلى دعم القطاع الصحي في أرخبيل سقطرى وإنعاش
الخدمات الطبية المقدمة للمرضى والمحتاجين ولمساعدة القطاع الطبي على الحد من
انتشار فيروس كورونا.
نفذت المؤسسة خلال شهر رمضان الماضي،
مشروعها السنوي "إفطار صائم" في 10 دول، حرصاً على أن يصل خير الإمارات
إلى المستحقين على الرغم من الظرف الاستثنائي الذي شهدته دول العالم، بالتزامن مع
محاربة انتشار فيروس كورونا "كوفيد - 19".
واحتوت الطرود الغذائية على المواد
الغذائية الأساسية التي يتم استهلاكها عادة في شهر رمضان إضافة إلى التمر، ويكفي
الطرد الواحد من المواد الغذائية أسرة مكونة من خمسة إلى ستة أفراد طوال الشهر
المبارك.