الدكتور خالد صلاح يكتب: عاد لينتقم

مقالات الرأي

بوابة الفجر


عاد لينتقم ليس عنوان لفيلم أو مسلسل أو مسرحية أو حتى عنوان لرواية الجيب القديمة للبطل الخارق رجل المستحيل أدهم صبري.

وإنما عاد لينتقم تجسيد للإجراءات التي تشنها ومازالت تشنها الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة أوباما !!! عفوا جو بايدن.

والمدهش في الأمر أن الإجراءات التي تقوم بها الإدارة الامريكية الجديدة ما هي إلا أحلام وأمنيات قديمة ومستقبلية وعمل لم ينتهي قد رغبته وحلمت به إدارة أوباما القديمة.

والغريب أيضا في الأمر أن التقارير الامريكية هذه الأيام ليس لها إلا الشرق الأوسط وخاصة مصر والمملكة العربية السعودية: فمرة تقرير عن حقوق الانسان وادعاء انتهاكات في ملفه بمصر؛ دون دراسة جيدة لكثير من المواقف التي تحتاج لمراجعة.

بالإضافة إلى مراجعة الإدارة الامريكية لموقفها في ملف سد النهضة بعدما اتخذت الإدارة الامريكية القديمة قرار بتجميد المعونات التي كانت تُقدم لاثيوبيا من أمريكا!!!!!!!

والآن الدور على المملكة العربية السعودية واخراج تقرير كان يتم التمهيد له من فترة عن مقتل خاشقجي وادعاء تورط المملكة وقادتها في مقتله دون تقديم أي أدلة أو براهين!!!!! 

وكان هذا التقرير مصحوب بعدة قرارات ومنها مراجعة صفقات توريد الأسلحة للملكة، وأضف إلى ذلك الرجوع عن قرار الإدارة الامريكية السابقة بتصنيف الحوثيين جماعة أرهابية!!!!!!!!!!.

ولا ندري من عليه الدور في الأيام القادمة؟

ولا ندري أفرغت كل سلال الإدارة الأمريكية الجديدة فلم تجد غير الشرق الأوسط لتصب عليه جم غضب وقهر أوباما وادارته!!! عفوا... إدارة بايدن.....

وهل فرغت جعبة وأدراج نواب الحزب الديمقراطي من كل مشكلات العالم وحتى أمريكا نفسها فلم يجدوا إلا ملفات مصر والسعودية.

والمتأمل لسياسة الإدارة الجديدة فلا يجد إلا افتراض كثير من الأمور ابتداء من مساومة لقرارات قادمة والرغبة في تكتيل أو تحييد لقادة المنطقة وخاصة مصر والسعودية.

أو ربما ابتزاز سياسي وغيره من نية غير شرعية لهذه الدول.

أو ربما تقويض لقوى المنطقة وخدمة لنظرية قديمة وحديثة والمتمثلة في الحفاظ على تحقيق التفوق الإسرائيلي في المنطقة.

أم إشغال للرأي العام الأمريكي بقضايا خارجية لا ناقة للشعب الأمريكي فيها ولا جمل.

أم مواد ضارة قد امتلأت بها جنبات الحزب الديمقراطي؛ فأرادوا التخلص منها والقائها في منطقة الشرق الأوسط حتى لا تدمر جنبات حزبهم.

ولعل التركة الثقيلة التي خلفها ورائه أوباما من الإخفاقات في كثير من القضايا التي تخص الشرق الأوسط؛ فأرادوا إحيائها وإلبساها ثوب جديد يرضي طموحاتهم وآمالهم.

كل ما سبق وارد ويدور في فكر كل سياسي ينظر للمشهد السياسي جيدًا، ويجعله يفكر ويستنتج كثير من الاستنتاجات وخاصة من إدارة تحمل في طياتها ثأر أوباما من الشرق الأوسط وخاصة مصر والمملكة العربية السعودية ووقوفهما أمام ما طمع فيه أوباما والمشروع السياسي الإسلامي الوهمي الذي كان يحمل في طياته أطماع في المنطقة بمساعدة منظمات وجماعات إلى سُدة الحكم في كثير من دول المنطقة تخدم مصالحهم وتكون للإدارة الامريكية لهم تُبع؛ ولذلك تحاول هذه الإدارة تكتيل كل من يحقد علينا سواء كانوا دول أو منظمات لا تحب الخير للمنطقة.

وفي كل الأحوال نرفض شعبًا وحكومة التدخلات في شئوننا الداخلية، ولا يقتصر الأمر للرفض؛ بل يجب أن يكون هناك اصطفاف سياسي واجتماعي ضد من يتدخل في شئوننا.

فالتكتل العربي ضروري في هذا التوقيت وفي الأيام القادمة ونتصدى لكل التدخلات.

حتى لو عاد أوباما لينتقم..