إيمان كمال تكتب: افرجوا عن المهرجانات السينمائية

مقالات الرأي




فى الحقيقة لا أعلم السبب وراء تأخر قرار عودة إقامة المهرجانات السينمائية، التى يعمل أغلب القائمين بالفعل منذ أشهر على الدورات الجديدة التى من المفترض أن تقام فى العام الحالي، ولا أعلم السبب وراء تأخر القرار بالعودة، رغم أننا فى الموجة الثانية لفيروس كورونا لم يتم إلغاء معظم الفعاليات، فلم يتم إيقاف دور السينما، أو عروض الأوبرا أو المسرح، وكثير من الفعاليات الفنية، فلماذا المهرجانات تحديدا؟ وهنا بالتأكيد لا أقصد بأننا لابد وأن نلغى كل ما سبق، بل على العكس علينا أن نشجع استمرار الفعاليات والحياة العامة لكن مع أخذ الاحتياطات اللازمة والضرورية للوقاية من الفيروس، كما حدث وقت إقامة مهرجانى الجونة والقاهرة السينمائى فى الدورات الماضية.

لا يمكن أن ننكر بأننا نواجه أزمة عالمية أثرت بالتأكيد على مهرجانات عالمية وليست المصرية فقط، ولكن لا يمكن أن يكون الحل هو تجميد المهرجانات السينمائية فقط؟

فهذا العام يشهد انطلاق الدورة العاشرة لمهرجان أثبت فى دوراته الماضية أنه واحد من أهم المهرجانات فى مصر وإفريقيا أيضا، وهو مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية والذى ينتظر الضوء الأخضر من الجهات المختصة للانطلاق فى الخامس والعشرين من مارس المقبل، خاصة أن اللجنة العليا للمهرجان استقرت على كل ما سيقدم فى الدورة من مسابقات مختلفة، وأفلام ومائدة مستديرة وندوات وكتب ومطبوعات متنوعة، على أن تقام الفعاليات فى الأماكن المفتوحة فى حال تم السماح لإقامة الدورة هذا العام، وهو القرار الذى نرجو من الجهات المختصة بضرورة الإسراع به خاصة بعد استجابة رئاسة الجمهورية بالرد على طلب

رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى للمهرجان فى دورته العاشرة، حيث وجه بأهمية المهرجان بأن تكون الدورة تحت رعاية وزير الثقافة مع اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية وظروف الجائحة.

فرعاية الأقصر الإفريقى بالدعم المادى واللوجيسيتى هو واجب ليس فقط لقيمته وأهميته كمهرجان سينمائى يعرض أفلامًا مهمة بجانب فعالياته المختلفة، لكن أيضا لا يمكن إغفال دور المهرجان برئاسة سيد فؤاد ومديرة المهرجان عزة الحسينى فى التقريب بيننا وبين جذورنا الإفريقية، فالسينما هى القوة الناعمة والسحرية فى حل الأزمات الكبيرة، والفن هو وسيلة التواصل التى لا تحمل نفس الحسابات السياسية المعقدة، فالمهرجان نجح فى أن يعرفنا بالثقافات التى تحملها دول إفريقيا المختلفة، واستطاع أن يكون جسر التواصل بيننا وبين صناع الفن والدبلوماسيين أيضا فى إفريقيا، وكلنا نعلم علم اليقين بأزمة الاغتراب بيننا كمصريين وبين أصولنا الإفريقية والتى تسببت فى الأزمات والمشاكل التى نعانى منها حاليا.

فى الحقيقة أتمنى الإفراج عن المهرجانات السينمائية فى أقرب وقت وأن تستجيب وزارة الثقافة والجهات المختصة عن القرار لدعم الفعاليات السينمائية بدلا من تجميدها وإهدار مجهود كبير لأغلب القائمين على تلك المهرجانات فبجانب الأقصر هناك أيضا مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، ومهرجان شرم الشيخ السينمائى وأسوان لسينما المرأة ومهرجان الإسكندرية للفيلم القصير وهو المهرجان الذى يعمل القائمون عليه فى مواجهة كل الظروف الصعبة لإقامته، فبدلا من عرقتله أيضا نأمل أن يتلقى الدعم أيضا، فعودة المهرجانات السينمائية هو استكمال للحياة التى تستمر رغم أنف كورونا.