«رحلة زردة».. تنهي مصير 'عائلة مطيريد' في أعماق ملاحات بحيرة مريوط (صور)
لم تكن تعلم أسرة "مطيريد" أن رحلتهم للترفيه عن أنفسهم ستنهى حياتهم غرقًا في أعماق ملاحات بحيرة مريوط غرب الإسكندرية، وأنها ستكون رحلتهم للآخرة، ١٩ فردًا من عائلة واحدة بينهم أطفال من "نجع أبو مطريد" لقوا مصرعهم بمنطقة الهوارية بالعامرية، أثناء عودتهم من 'رحلة زردة'، كما يسميها البدو بإحدى الجزر بالملاحات.
مع دقات الساعات الأخيرة من الليل وبعد إنتهاء الرحلة التي اعتقدت العائلة أنها ستكون سببًا لسعادتهم، لم يتحمل المركب العدد الكبير على متنه لانه كان عبارة عن 'لانش'، أكبر حجمًا من "الفلوكة"وكان سائق المركب قد حملهم دفعة واحدة أثناء عودتهم، مما تسبب في غرق المركب.
"مواقع التواصل الاجتماعي تطلق الإستغاثات"
وخلال الساعة الثامنة مساء أمس الإثنين، بدأت الإستغاثات على مواقع التواصل الاجتماعي، مفادها: "مطلوب غطاسين ضروري.. غرق مركب في الملاحة عليها 19 من عائلة مطيريد.. جزاكم الله خير"، وبدأ الغواصون يبعثون رسائل من أجل التجمع والتوجه إلى موقع غرق المركب.
وقال الكابتن "إيهاب المالحي"مدرب غوص معتمد بالإتحاد الدولي ورئيس لجنة الانقاذ وحماية البيئة في إسكندرية ومطروح 'للفجر': تم انتشال 12 فرد من مياه البحيرة وتبقى ٧ أفراد داخل المياه، مشيرًا أنه يتواجد في مكان الغرق مع مجموعة من غواصين الخير المتطوعين، وقوات الإنقاذ النهرى، مطالبًا باقي الغواصين بسرعة الوصول لمكان الحادث،لينضم إلى فرق الإنقاذ غواصين من الإسكندرية،ومطروح.
"الإنقاذ النهري يساعد الأهالي في الدقائق الأولى للغرق"
ونجحت "قوات الإنقاذ النهري" بمساعدة الأهالي في الدقائق الأولى للحادث في استخراج 6 مصابين من ضحايا الحادث، وجرى نقلهم إلى مستشفى العامرية العام لتلقي العلاج اللازم.
فيما جرى استخراج 9 جثامين حتى الآن بينهم 5 أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و9 أعوام، وتواصل 4 وحدات إنقاذ نهري إلى جانب غطاسين متطوعين أعمال البحث عن مفقودين آخرين يقدر عددهم بـ 5 أشخاص وفقا لرواية الأهالي.
"مديرية أمن الإسكندرية تتلقى إخطارا بغرق المركب"
وتلقى اللواء محمود أبو عمرة، مدير أمن الإسكندرية إخطارا من قسم شرطة العامرية ثان، يفيد بغرق مركب صيد على متنهم أكثر من17 فرد بينهم أطفال من عائلة واحدة من نجع أبو مطريد أثناء عودتهم من رحلة زردة.
وعلى الفور توجهت قوات الإنقاذ النهرى وقوة من قسم شرطة العامرية ثان، ومسئولى حى العامرية ثان وسيارات الإسعاف لمكان الحادث، وتمكنت قوات الإنقاذ من انتشال 7 جثث ويجرى البحث عن آخرين سوء ناجين أو جثث.
"الشريف يتواجد مع الأهالي حتى الساعات الأولى من صباح اليوم"
وتواجد اللواء "محمد الشريف" محافظ الإسكندرية حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، مع الأهالي بمنطقة الجراري أمام استاد برج العرب، وذلك لمتابعة أعمال قوات الحماية المدنية والإنقاذ النهري لانتشال الغرقي ونقل المصابين بحادث غرق أحد المراكب ببحيرة مريوط الذي وقع مساء أمس.
هذا وقام المحافظ بزيارة مصابي حادث الغرق بمستشفى العامرية العام، وذلك للاطمئنان على تحسن حالتهم والتأكد من تلقيهم العناية الطبية اللازمة. واستفسر من المصابين عن وجود أي احتياجات لهم لسرعة توفيرها في الحال.
وتم توجيه عدد ٤ وحدات إنقاذ لانتشال الغرقي والمصابين، وتخصيص ٤ مستشفيات بمحيط الحادث لنقل المصابين إليها، وتوفير عدد ٤ عربات اسعافات بموقع الحادث، بالإضافة إلى تواجد مديرية التضامن الاجتماعي وجميع الجهات المعنية لتوفير أى احتياجات في الحال.
"جهود مبذولة من غواصين الخير لإنتشال الجثامين"
وقال الدكتور "رأفت حمزة" أستاذ مساعد بقسم تدريب الرياضيات المائية بجامعة الإسكندرية، أننا بذلنا جهدنا بعد أن تلقينا بلاغًا قبل الساعة الحادية عشرة مساءًا من العمدة ياسر صالح السمالوسي، واتجهنا لموقع الغرق وكانت غطستنا الأولى مع ثلاثة غواصين، وعندما رأينا انحراف الحلل والمعدات التي كانت مع الغرقى تتجه شمالًا من جهة الشاطئ، توقعنا أن الجثامين في تلك المنطقة، فتحركنا في هذا الإتجاه، وبدأنا رحلة البحث على قدر المستطاع بسبب برودة الطقس وصعوبة الرؤية تحت الماء، وبعد البحث عثرنا على سيدة في الأربعين من عمرها، على منطقة تبعد حوالي من 600 لـ 700 مترًا من موقع الغرق، ووجدنا طفلة عمرها 6 أشهر، وتبقى 5 جثامين جاري البحث عنهم ومن المتوقع ظهورهم خلال الساعات القادمة من الليل.
وتابع "رأفت" واجهنا العديد من العقبات بسبب الظروف الجوية وتقلب الجو البارد، ولا نتحمل المكوث تحت الماء فترات طويلة بسبب البرد، ففي الصيف كنا نظل حتى 4 ساعات، ولكن شتاءًا يكون أصعب، وأول غطسة في هذه الحادثة استغرقت ساعتان والثانية ساعة ونصف.
وأضاف لـ « الفجر» أن أكثر ما تأثرنا به هو العثور أثناء البحث على حقائب نسائية أحدها بداخلها لبن للأطفال، و«ببرونة» لرضيع، مما كان له تأثير محزن على طاقم البحث.
"شهود العيان يروون للفجر تفاصيل حادث الغرق"
وقال أحد شهود العيان: كنا في منازلنا وقت سماعنا بالواقعة، ووصلنا خبر عن غرق مركب في الماء وتجمعنا على البحيرة، وعلمنا بغرق 20 نفر، بعد إنتهاء رحلتهم التي لم يكونوا يعلموا أنها الأخيرة وأنها ستكون مثواهم للآخرة.
وتابع "عبد الكريم" صاحب مركب للصيد، صليت العشاء، وكنت في منزلي، وجائتني مكالمة بغرق ٢٠ شخص ولأنني لدي مركب وأصطاد، وصلت إلى المكان، وكنت أول من أستخرج "سيدة وطفل صغير" وانتشلنا الجثمانين واستكملنا البحث عن الآخرين.
وقال أحد جيران منطقة الهوارية أن المركب كان يستقلها نحو 19 فردًا من عائلة واحدة، وأنها كانت تضم كبار سن وسيدات وأطفال، وأنه يعتقد أنهم استقلوها بغرض الترفيه، لأن أهالي المنطقة لا يستقلون المراكب في فترة النوات الشتوية.