الراهب بولس للفجر: في صوم يونان الله يدعونا إلى التوبة والعلاقة معه
بدأت الكنيسة القبطية اليوم الاثنين، أول أيام صيام يونان النبى، وسط ترتيبات لصلوات القداسات لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، بين الحضور في الصلوات، في ظل استمرار ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات بالفيروس.
وقال الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني لـ"الفجر": في هذا الصوم المبارك الله يدعونا إلى التوبة والعلاقة معه، وتعيش الكنيسة في هذه الأيام من الصلوات لكي تساعد الإنسان على التقرب إلى الله بالتوبة كما فعلوا أهل نينوى.
وتابع: يصف سفر يونان النبي حب الله الشامل للبشرية جمعاء، فلقد جعل الله يونان نبيًا لكي يحمل رسالته إلى الأمم أي إلى نينوى وهي منطقة داخل دولة العراق. وعلى ضوء ذلك نكتشف أن حب الله لنا ينتظرنا ويقبل ضعفنا، يدعونا للعودة إليه بكل قلوبنا. الله يدعوا يونان ليحمل رسالته «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي». دعوة الله إلى العالم هي العودة إليه بكل القلب، والرجوع إلى الحالة الأولى أي حالة القداسة مع الله.
وأضاف: في هذه الأيام نحن مدعوون للصلاة والصمت والتأمل والتوبة. وعندما نصلي نكون في صلة بين الإنسان ولله تعالى. يقول أحدى الفلاسفة عن العلاقة مع الله: " لكي ينُضج الله الحصاد يلجأ إلى الشمس، ولكى يكثر أولاده يستعين بالرجل والمرأة، ولكي يُبشر أهل الأرض ويقيم الملكوت يطلب مساهمة الرسل، ولكى تكون في صله بينه وبين البشر أوجد الصلاة". بالصلاة ينفتح الإنسان ويضع نفسه بتصرف القدرة الإلهية. «فَصَلَّى يُونَانُ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِ مِنْ جَوْفِ الْحُوتِ، وَقَالَ: «دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ، فَاسْتَجَابَنِي. صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ، فَسَمِعْتَ صَوْتِي».(يونان 2: 1-2) يدعونا يونان النبي أن نصلي في كل وقت وفي الصعوبات التي نمر بها والأزمات التي ندخل فيها. في الصلاة نلتقي بالله في ذواتنا. والصلاة هي الحوار مع الله.الذي يدعونا بالاتحاد معه. فالصلاة الحقيقية هي أبعد من أن تكون مجرد تلاوة عبارات معينه.
وتابع الراهب بولس: الله ينتظر الجميع بحبه الغير متناهي وخلاصه إلى العالم أجمع. الله يُعلن عن حبه لنا وديمًا ينتظرنا لنحيا معه.