مي سمير تكتب: «أشياء جميلة».. كتاب جديد للابن الضال للرئيس الأمريكى يكشف فيه تفاصيل إدمانه وعلاقاته العاطفية المضطربة

مقالات الرأي




ينشر هانتر بايدن - ابن الرئيس الأمريكى المثير للمشاكل والمحاط بالكثير من الشائعات- مذكراته هذا الربيع، بعد أشهر فقط من محاولة الجمهوريين اليائسة لاستغلال سلوكه التجارى المتهور والمريب وعلاقاته العاطفية إلى أداة سياسية للنيل من والده.

يُزعم أن الكتاب، الذى يحمل عنوان «أشياء جميلة»، سيتعامل مع الكثير من تلك الأسرار فى حياة بايدن الأصغر، وفقا لبيان صحفى صدر هذا الأسبوع من دار نشر جاليرى بوكس، ولم يكشف الناشر عن المبلغ الذى دفعه إلى هانتر مقابل المذكرات، والتى تم الإعلان عنها فى عيد ميلاده الحادى والخمسين وبعد أقل من شهر من تولى والده منصبه.

1- حياة شخصية معقدة 

يصف هانتر كتابه بأنه «ذكريات مؤثرة للغاية عن الإدمان والخسارة والبقاء على قيد الحياة»، مضيفا: «لقد جئت من عائلة شكلتها المآسى ومرتبطة بحب رائع غير قابل للكسر».

أصيب كل من هانتر وشقيقه الأكبر بو بجروح بالغة عندما كانا طفلين صغيرين فى حادث سيارة عام 1972 أدى إلى مقتل والدتهما نيليا وشقيقتهما نعومى البالغة من العمر عاماً واحداً، بعد أقل من شهرين من انتخاب جو بايدن لأول مرة فى مجلس الشيوخ عن مدينة ديلاوير. 

وحسب البيان الصحفى، يتضمن الكتاب تفاصيل سقوط هانتر فى تعاطى المخدرات وطريقه الممتلئ بالعثرات من أجل التخلص من الإدمان. 

وعندما سُئلت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكى عن الكتاب، قرأت على الصحفيين بيانا من الرئيس بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن، أشار البيان: «نحن معجبون بقوة ابننا هانتر وشجاعته للتحدث بصراحة عن إدمانه حتى يرى الآخرون أنفسهم فى رحلته»، وأضافت ساكي: «هذا كتاب شخصى، عن رحلته الشخصية». 

وفقا للناشر، بدأ هانتر- الذى تخرج فى كلية الحقوق بجامعة ييل - كتابه بسؤال «أين هانتر؟»، أصبحت هذه العبارة مشهورة بين أنصار اليمين المتطرف فى الولايات المتحدة الأمريكية أثناء انتخابات الرئاسة، استغل فريق الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب تاريخ «هانتر» المضطرب من أجل الهجوم على الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن، وتتلخص حجة فريق ترامب فى الفكرة القائلة بأنه إذا أولت وسائل الإعلام مزيدا من الاهتمام لتاريخ «هانتر»، فمن غير المرجح أن يصوت الناخبون لوالده، حيث يتضمن هذا التاريخ تعاطى الكوكايين، والذى أدى بدوره إلى اضطرار «هانتر» إلى الاستقالة من منصبه كضابط احتياطى فى البحرية الأمريكية. 

قضى «هانتر» عقودا يكافح مع إدمان الكحول والمخدرات، ويعلق على هذه التجربة القاسية قائلا: «هناك إدمان فى كل أسرة، كنت فى ذلك الظلام، كنت فى ذلك النفق، إنه نفق لا ينتهى، لا يمكنك التخلص منه حتى تعرف فى النهاية كيفية التعامل معه».

يكشف الكتاب كيف بدأ مشواره مع الإدمان وهو لايزال طالبا فى الجامعة، ثم محاولاته المتعددة لكى يتخلص من إدمانه، وكانت وفاة أخيه الأكبر بو فى عام 2015 سببا فى عودته بقوة للمخدرات، حيث اشترى المخدرات من رجل مشرد فى الشارع، وظل يتعاطى لعدة أيام متتالية فى محاولة لنسيان حقيقة أنه فقد شقيقه الوحيد وأقرب الشخصيات إلى قلبه وعقله. 

انعكس إدمان المخدرات على حياة «هانتر» الشخصية التى شهدت الكثير من المنعطفات، تزوج هانتر من كاثلين بول فى عام 1993 ولديهما ثلاث بنات، ولكن الإدمان وضع كلمة نهاية لحياتها الزوجية، وانفصل الزوجان فى عام 2015. 

بدأ «هانتر» فى مواعدة هالى بايدن، أرملة شقيقه بو، فى عام 2016، وانتهت العلاقة بحلول عام 2019، خلال السنوات الأخيرة تورط هانتر فى قضية إثبات أبوة، وفى النهاية اعترف تحت ضغط قانونى بعد إنكار طويل بأنه قد أنجب طفلاً دون زواج رسمى من امرأة من أركنساس. 

فى عام 2019، فى منتصف قضية الأبوة، تزوج «هانتر» باندفاع من المخرجة الشابة من جنوب أفريقيا، ميليسا كوهين، بعد أقل من أسبوع من مقابلتها، أنجب الزوجان ابناً، اسمه بو، فى مارس 2020، وبعد زواجهما السريع اتصل «هانتر» بوالده وأبلغه أنه تزوج للمرة الثانية، وكان رد فعل جو بايدن إيجابياً حيث قال لزوجة ابنه: «شكرا لك على منح ابنى الشجاعة ليحب مرة أخرى»، وقال بايدن لابنه: «أعلم أننى استرجعتك من جديد بفضل وقوعك فى الحب». 

2- فساد مالى 

بالإضافة إلى الحياة الشخصية المعقدة لهانتر بايدن، أثارت حياته المهنية أيضا الكثير من المشاكل أثناء الحملة الانتخابية لوالده، وكانت تعاملاته المالية بمثابة الوقود الذى أشعل نظريات المؤامرة التى تبنتها إدارة ترامب أثناء جلسات استماع الكونجرس العام الماضى لعزل ترامب.

خلال حياته المهنية، عمل «هانتر» كمحام لأحد أكبر المانحين السياسيين لوالده، ومستشار أعمال، ومع جماعة ضغط، ومستثمر، وعضو مجلس إدارة لشركات فى أوكرانيا والصين.

انضم هانتر إلى مجلس إدارة شركة الغاز الأوكرانية Burisma فى عام 2014، فى الوقت الذى كان والده، كان نائب رئيس الولايات المتحدة آنذاك، يساعد فى إدارة السياسة الخارجية لإدارة أوباما بتلك المنطقة، أصر ترامب وآخرون على أن هانتر كان يستغل اسم والده، فى صيف عام 2019، حاول ترامب الضغط على الرئيس الجديد لأوكرانيا للإعلان عن تحقيق بشأن أنشطة هانتر وجو بايدن - الذى كانا فى ذلك الوقت أحد المنافسين الرئيسيين لترشيح الحزب الديمقراطى للرئاسة لعام 2020.

أدى إجراء ترامب، الذى جاء فى نفس الوقت الذى كان يمنع فيه المساعدة العسكرية التى وافق عليها الكونجرس لأوكرانيا، إلى محاولات عزله فى الكونجرس الأمريكى، وكان مجلس النواب قد وافق على قرار العزل، لكن تمت تبرئة ترامب لاحقا فى محاكمة فى مجلس الشيوخ.

قبل فترة وجيزة من انتخابات عام 2020، أعطى المحامى الشخصى لترامب، رودى جوليانى، صحيفة نيويورك بوست نسخة من قرص صلب للكمبيوتر يُعتقد أنه يخص هانتر، الذى يُزعم أنه ترك بعض أجهزة الكمبيوتر فى ورشة إصلاح فى ويلمنجتون، ديلاوير، العام السابق.

نشرت نيويورك بوست سلسلة من المقالات حول محتويات هذا القرص الصلب، والتى تضمنت معلومات حول الأنشطة التجارية ورسائل البريد الإلكترونى الشخصية و صور هانتر، وكشفت هذه الوثائق، على سبيل المثال، أن هانتر قدم والده، نائب الرئيس الأمريكى آنذاك، إلى مسئول تنفيذى كبير فى شركة الطاقة الأوكرانية قبل أقل من عام من ضغط جو بايدن على المسئولين الحكوميين فى أوكرانيا لإقالة المدعى العام الذى كان يحقق فى أنشطة الشركة.

حتى بعد خسارة الانتخابات أمام جو بايدن، واصل ترامب التركيز على استخدام «هانتر» لإلحاق الضرر بوالده، وبحسب ما ورد فكر ترامب فى الضغط على وزارة العدل لتعيين مستشار خاص للتحقيق فى ضرائب هانتر، لكن المدعى العام آنذاك ويليام بار قال إنه لن يفعل ذلك.

على الرغم من انغماس «هانتر» فى العديد من الأنشطة التجارية إلا أن كتابه يكشف الشغف الحقيقى لابن الرئيس الأمريكى، فى أوائل التسعينيات، تقدم هانتر بطلب إلى برنامج الكتابة الإبداعية بجامعة سيراكيوز، كان هانتر فى ذلك الوقت من المعجبين بالكتاب ريموند كارفر وتوبياس وولف، وكلاهما درسا فى سيراكيوز، وكانت «روايته المفضلة فى ذلك الوقت هى أولى مؤلفات تشارلز بوكوفسكى، «مكتب البريد» كتاب بوكوفسكى الأول، مثل روايات سيرته الذاتية الأخرى، يعرض بصراحة ودون اعتذار تفاصيل حياة مليئة بالكحول.