رامى المتولى يكتب: النسور المصرية تضرب مواقع الإرهابيين من جديد بـ«السرب»

مقالات الرأي




المحاولات المستمرة والدعوات الدائمة منذ عشرات السنوات لتكثيف إنتاج أفلام حربية تحديدًا الحماسية والدعائية لإبراز بطولات أفراد القوات المسلحة المصرية بشكل خاص والقوات المسلحة بشكل عام لم تجد استجابة بشكل عملى إلا فى السنوات الأخيرة فقط، الجيد أن هذه الاستجابة أتت فى الوقت الذى نحتاج فيه إلى مثل هذه النوعية من الأفلام بكل ما تحمله من قيم وطنية وتحميس والتفاف حول مفهوم الوطن.

لسنوات ظل الاهتمام والتركيز على الدعوة لإنتاج أفلام عن معارك حرب أكتوبر 1973 والتى تعتبر الحدث الأهم والابرز فى تاريخ العسكرية المصرية خاصة فى التاريخ الحديث، بعد ثورة 30 يونيو وطريقة عمل الآلة الإعلامية المضادة والتى تضم عددًا ممن يحملون الجنسية المصرية رسميًا فقط دون أى انتماء حقيقى، الذين يطعنون يوميًا من خلال ما يقدمونه على قنواتهم المشبوهة، وعبر الإنترنت على ما تحققه الدولة المصرية من إنجازات على عدد كبير من الأصعدة ويتفننون فى قلب الحقائق وتوجيه سهام التقليل من حجم ما يتم إنجازه مركزين فى هجومهم على المؤسسة العسكرية ورئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى باعتباره واحدًا من أبناء هذه المؤسسة العسكرية وواحدًا من المحافظين على مبادئها.

لهذا السبب تأتى الحاجة لنوعية الأفلام الحربية الدعائية ومع أهمية حرب أكتوبر المجيدة وتأثيرها، لكن الضرورة تقتضى الالتفات للأحداث الأقرب والتى يجرى تشويهها بصورة أكبر وأعنف، بالطبع يحدث تشويه وتقزيم متعمد لحرب أكتوبر وقادتها بشكل مستمر ونفس الشىء يحدث لحرب الاستنزاف وشخص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لكن الأحداث وتحركات القوات المسلحة المصرية بعد 30 يونيو يحظيان بالجزء الأكبر من الهجوم والتقليل، لذلك كما حظيت فترة حرب الاستنزاف بالتركيز فى فيلم «الممر» عام 2015، والذى يمكن أن يكون نواة لسلسة من الأفلام تتناول فترة ما بعد النكسة، والتركيز على تفاصيل بعينها مثل بطولات الفرقة 39 قتال التى نفذت عمليات نوعية خلف خطوط العدو، أو منظمة سيناء العربية التى اشتركت بشكل فاعل مع القوات المسلحة المصرية فى مقاومة الاحتلال الإسرائيلى لسيناء.

التأثير الكبير الذى أحدثه فيلم «الممر» سواء وقت عرضه فى السينما، أو عرضه بشكل موسع عبر شاشات التليفزيون مع الاحتفالات بنصر أكتوبر له دلالته، والتفاعل الكبير من قبل قطاعات كبيرة من المصريين تأكيد على هذه الدلالات، وبالتوازى مع التوثيق والتأكيد على الصمود والرغبة فى تصحيح الأوضاع بعد النكسة، يأتى مسلسل «الاختيار» ليدعم ويشرح التفاصيل فى فترة زمنية قريبة قد يظن البعض أنها لا تحتاج إلى عمل حديث يكشف أبعادها وتفاصيلها لقرب حدوثها زمنيًا، لكن الاستغلال السيئ لوسائل التواصل الاجتماعى والقنوات التليفزيونية من قبل الهاربين خارج مصر، ومحاولاتهم المستمرة لتشويه النظام المصرى والمؤسسة العسكرية والأكثر وضوحًا هو حالة «الهياج» ناحية أى إشادة بعمل وطنى بشكل عام لكن التركيز فى الهجوم يكون فى الأعمال التى تتناول أحداثًا تلت خروج الجماعة الإرهابية من حكم مصر، لذلك كان الهجوم على مسلسل «الاختيار» والشهيد الراحل أحمد المنسى أكبر من الهجوم على فيلم «الممر».

حظى مسلسل «الاختيار» بهجوم مفصل ليس فقط من خارج مصر لكن من داخلها أيضًا، قليل ممن انتقد المسلسل فنيًا وكثير ممن هاجم لمجرد الهجوم، متصورًا أنه يمنع رمزًا مصريًا جديدًا يمثل المؤسسة العسكرية تتكون محبته فى قلوب المصريين ويحصد بشكل واسع مشاعر إيجابية جراء استشهاده فى سبيل الوطن، لذلك انطلق الهجوم بمجرد الإعلان عن المسلسل وظل مستمرًا بشكل يومى أثناء عرضه فى شهر رمضان الماضى، وفى المقابل شهد المسلسل حالة من المتابعة المكثفة من الجمهور المصرى على اختلاف طبقاته، وهو نجاح كبير يمثل الهدف الرئيسى والأهم من صناعة مثل هذه النوعية من الأعمال.

اليوم وبعد مرور عدد من الأيام على طرح تريلر الفيلم الحربى «السرب»، نتابع بأنفسنا عودة حالة «الهياج» مرة أخرى أمام عمل يبرز جزءًا من بطولات سلاح الجو المصرى فى الفترة الحديثة، من خلال عملية نوعية للرد على قيام تنظيم داعش الإرهابى بذبح جماعى لعدد من المصريين العاملين فى ليبيا، فى مشهد أثار استياء وحزن المصريين، وهو ما استتبعه قيام سلاح الجو المصرى بتدمير عدد من مواقع التنظيم الإرهابى فى ليبيا، أى أننا بشكل عام أمام بطولة جديدة للقوات المسلحة المصرية وبشكل خاص أمام انتصار ورد كرامة قام به عدد من الضباط من الأجيال الأحدث فى العسكرية المصرية، وكلا الشكلين هما الأسباب الواضحة فى الهجوم على الفيلم حتى قبل عرضه أو مشاهدته، فلا يستطيع اتباع الجماعة الإرهابية تأكيد ما فعلته المؤسسة العسكرية للدفاع وحماية مصر من مخططاتهم، أو أن الفيلم ينفى دعايتهم السلبية الكاذبة بتدهور أوضاع القوات المسلحة المصرية وعدم قدرتها على الدفاع عن مصر.

الهجوم السابق لأوانه والانتقاد السياسى لوجود فيلم جديد يبرز بطولة القوات المسلحة المصرية، مع الاهتمام الجماهيرى الكبير للفيلم هو إحدى الدلائل القوية على ضرورة استمرار تبنى الدولة المصرية إنتاج الأفلام والمسلسلات الحربية والشرطية بشكل خاص عن الفترة ما بعد 30 يونيو وبشكل عام عن بطولات أفراد الشرطة والجيش، فكلما زاد الهجوم الممنهج على هذه النوعية تأكدنا أنها تسير فى الاتجاه الصحيح، وتوثيق عملى لجملة «وليعلم القاصى والدانى أن للمصريين درعًا تحمى وتصون أمن البلاد وسيف يبتر الإرهاب والتطرف» التى ذكرت فى بيان القوات المسلحة المصرية عقب إتمام العملية النوعية بنجاح أنها قاعدة تطبقها القوات المسلحة المصرية بحذافيرها.