هجرة الاف الاتراك بسبب القمع والانتهاكات من نظام أردوغان
كشف استبيان نفذه ناشط تركي عن أسباب تصاعد موجات هجرة الشباب التركي خلال السنوات الأخيرة، حيث أشار إلى أن بيانات هيئة الإحصاء الرسمية تشير إلى هجرة مجموعة تتكون من نحو 330289 شخصا من تركيا خلال عام 2019، معتبرا أن الحديث عن هجرة الأدمغة في تركيا كان منتشرا لعدد من السنوات.
وذكر جون لوبوك الناشط التركي أنه من خلال تجربته الشخصية ومن القصص المتناقلة يعرف كيف تبدو هجرة الأدمغة، حيث لفت الى أنه يعرف كثيرين من خريجي أفضل الجامعات في تركيا، بما في ذلك جامعة بوغازجي (البوسفور)، التي تتعرض حاليا لهجوم الحكومة والصحافة اليمينية التركية يوميا.
وأضاف في المقال الذى نشره بصحيفة أحوال تركية المعارضة :"بعد احتجاجات منتزه غيزي في 2013، بدأ العديد من الشباب المتعلمين والتقدميين سياسيا في تركيا يتحدثون عن مغادرة البلاد. ومع محاولة الانقلاب في 2016، نظروا إلى رد الحكومة القمعية والسلطوية، وتطهير القطاع العام من المعارضين، وقرروا أن الفرص في قطاعات الأعمال أو الثقافة أو المؤسسات الأكاديمية أو الخيرية لم تكن مهيّأة لأمثالهم ولأولئك الذين لا يدعمون الحكومة التركية".
وذكر أن حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي شارك الرئيس رجب طيب أردوغان في تأسيسه، نشر جذوره في جميع أنحاء الدولة وعبرها وفي جميع أنحاء قطاع الأعمال. وإذا لم تكن داعما مطيعا للحكومة، لن تكون فرصك في تركيا كبيرة.
وأشار إلى طبيعة الاستطلاع الذى قام به حيث قال :"أردت معرفة أسباب مغادرة تركيا، وطلبت من البعض ملء استبيان دون أن أطلب هوياتهم حتى أتمكن من فهم أسباب هجرة الأدمغة في تركيا بشكل أفضل. وتلقيت 129 ردا حتى الآن. ولن أتظاهر بأن هذه البيانات تشكل عينة تمثيلية من المنفيين في تركيا وأسباب مغادرتهم حقا، لكنها تعطي لمحة عن جزء من هذه المجموعة الكبيرة من الأتراك الذين يعيشون في الخارج"
وذكر نتائج الاستطلاع قائلا :"أن 49.2 في المئة من المستجوبين تراوحت أعمارهم بين 30 و40 سنة، و67.2 في المئة بين 25 و40. ومن المؤكد أن هذا يعدّ سلبيا بالنسبة للاقتصاد التركي، فقد دفعت البلاد لتعليم هؤلاء الأشخاص، الذين لا يرون الآن مستقبلهم في تركيا، والذين أخذوا مهاراتهم ورؤوس أموالهم إلى الخارج. وقد تعتقد أن هذا النزوح الجماعي للمتعلمين والمنتجين اقتصاديا سيثير قلق الحكومة التركية، لكنها تزيد الوضع سوءا بمهاجمة الطلاب في جامعة البوسفور المرموقة".
وتابع :"ذكر 47 من أصل 129 من الأشخاص (36 في المئة) قلة الفرص التعليمية كسبب رئيسي للمغادرة، وحددوا بحثهم عن فرص تعليمية أفضل في أماكن أخرى في إجاباتهم. كما ذكر ما مجموعه 16 من 129، أو 12 في المئة، على وجه التحديد المغادرة لمتابعة درجة الماجستير أو الدكتوراه. كما ذكر 32 مشاركا، أو 24 في المئة، الحكومة أو الرئيس أردوغان أو الضغوط السياسية بشكل عام كسبب رئيسي للمغادرة، بينما ذكر 28 مشاركا، أي 21 في المئة، أسبابا اقتصادية للمغادرة. وذكر 18 مشاركا، أو 14 في المئة، أسبابا اجتماعية".
ونقل عن أحد الشباب المهاجرين قوله : "في فقاعتي الصغيرة كنت سعيدا وربما أكثر سعادة مما أنا عليه في الوقت الحالي. لكنني كنت أتعرض للإهانة باستمرار، فشعرت بالحاجة إلى إجراء تغيير"."
وأوضح أنه لم يقتصر الأمر على تجفيف الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا، بل رأينا بعض رأس المال المملوك للأتراك يغادر البلاد أيضا، مما يزيد من تفاقم عجز ميزان المدفوعات التركي ويقلل من قيمة الليرة التركية.
وأكد أن الحكومة التركية تواصل استهداف المؤسسات الليبرالية مثل جامعة البوسفور، لأسباب تشمل تشتيت الانتباه عن الوضع الاقتصادي المزري. لكن هذا سيؤدي إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية المتزايدة في تركيا، حيث لن تنجح كل الأساليب التي تستخدمها الحكومة