مصطفى عمار يكتب: رسالة «فريدا» إلى «دييغو».. كيف أحببت رجلاً بكل هذا القبح؟!

مقالات الرأي




بينما أبحث عن بعض المواد المتعلقة بعملى على محرك البحث العملاق «جوجل»، وقعت عينى على عنوان «ماذا كتبت فريدا لحبيبها قبل بتر قدمها».. بالطبع أعلم من متابعتى لسيرة «فريدا كاهلو» أن حياتها كانت مليئة بالجنون، وبنفس الجنون الذى كانت تعامل به «فريدا» الحياة، عاملتها الحياة بمنتهى القسوة، كنت أعلم أنها أحبت زوجها «دييغو ريفيرا» لدرجة الكره! نعم لا تستغرب، أحبته لدرجة الكره، هى من وصفت حبها له على هذا النحو.. وقبل أن أتركك تقرأ الرسالة التى كتبتها «فريدا » إلى زوجها «دييغو»، قبل دقائق من دخولها غرفة العمليات، دعنى أخبرك أن «دييغو ريفيرا» كان رجلا بدينا للغاية ويكبرها بعشرات السنين، ولكنه فى نفس الوقت كان كما يقولون «زير نساء»، تتهافت عليه النساء ربما لجاذبيته، أو بسبب شهرته كرسام وشيوعى نشط داخل المكسيك، وتبقى قصة حبه زواجه وخيانته لفريدا من القصص الدرامية الكبيرة التى جذبت صناع السينما لتحويلها لفيلم سينمائى يحمل اسم «فريدا» .. والآن سأتركك صديقى القارئ مع ترجمة بديعة قام بها «محمد عصمت» للرسالة الشهيرة «لفريدا»

المكسيك عام ١٩٥٣

عزيزى دييغو

أكتب هذه الرسالة من غُرفتى فى المستشفى قبل دخولى إلى غُرفة العمليات، يُريدون منى أن أسرع، ولكننى مُصممة على إنهاء هذا الخطاب أولا، لأننى لا أُريد أن أترُك شيئ غير مُكتمل. خاصة الآن بعد ما عرفت ما يخططون له.. فهُم يريدون إيذاء كبريائى بقطع ساقى، أخبرونى بضرورة البتر.. وعلى الرغم من ذلك لم تُؤثر فى الأخبار بالطريقة التى كان يتوقعها الجميع. فلقد أصبحت بالفعل تِلك المرأة المُشوهة بعد فقدك، ولكننى ما زلت على قيد الحياة.

لا أخشى الألم وأنت تعلم ذلِك جيداً، فالألم كما تعلم مُقترن بى دائماً، وعلى الرغم من اعترافى بأننى عانيت كثيراً عندما خُنتنى، فى كُل مرة فعلت فيها ذلك، وليس فقط عندما خنتنى مع أختى ولكن مع العديد من النساء الأخريات. أسأل نفسى كيف انخدعوا بك؟ أنت تعتقد بأننى غاضبة بشأن كريستينا ولكننى أعترف بأن ذلِك لم يكن بسببها، بل كان بسببى أنا وأنت، أولاً بسببى لأننى لم أستطع أن أفهم ما كُنت تبحث عنه لدى الأخريات، وما هو الشىء الذى كانوا قادرين على إعطائك إياه ولم أستطع أنا. دعنا لا نخدع أنفُسنا يا عزيزى دييغو، فلقد أعطيتك كُل ما يُمكن أن يقدمه إنسان، وكلانا يعرف ذلِك جيداً، كيف بحق الجحيم تمكنت من إغواء هذا الكم من النساء بينما أنت إبن عاهرة قبيح.

السبب فى كتابتى لك ليس مجرد اتهامى لك بشيئ، ولكننى أكتُب إليك بسبب بتر قدمى (شىء لعين، حصلت قدمى على ما تُريد بالفعل فى النهاية). لقد أخبرتك فى بداية علاقتنا بأننى شخص غير كامل، ولكن لماذا بحق الجحيم، يجب أن يعرف الجميع عن ذلك، والآن سيرى الجميع عجزى أخيراً. أُخبرك بذلك قبل أن تسمع من مصادر أخبارك، وسامحنى على عدم ذهابى للمنزل لأخبارك بذلك شخصياً ولكن نظراً لظروف حالتى وعدم قُدرتى على مغادرة الحُجرة ولا حتى ذهابى للحمام فإننى حقاً لا أستطيع. لا أنوى جعلك أن تشعُر بالشفقة أو أى شخص أخر، ولا أُريدك أن تشعُر بالذنب . ولكننى أكتب لأخُبرك بأننى سأطلق سراحك وأننى سأبترك أيضاً مثل قدمى، كُن سعيداً ولا تبحث عنى مرة أخرى، لا أُريدك أن تسمع أى أخبار عنى ولا أُريد أن أسمع عنك أى شيئ. إذا كان هُناك أى شيئ سأستمتع به قبل موتى، هو عدم رؤية وجهك اللعين المقيت وهو يتجول داخل حديقتى.

هذا كُل شىء، الآن فقط يُمكننى أن أقوم بالبتر فى سلام، وداعاً من شخص مجنون يُحبك بشدة.

عزيزتك فريدا