«أبوشقة» يطيح بمعارضيه بينهم رئيس الهيئة البرلمانية للحزب
انتهت حالة الحراك التى شهدها حزب الوفد، الأسبوع الماضى بفصل عدد من قيادات ونواب الحزب، فى مذبحة قلعة كما وصفها الوفديون قطعت رؤوس الأشرار داخل بيت الأمة، الذين وقفوا عائقا أماما حزب الوفد طوال السنوات السابقة.
وعلى مدار الأسابيع الماضية تحول موقف الحزب وبالأحرى رئيسه بهاء أبو شقة وكيل مجلس الشيوخ 180 درجة، إذ كان تعرض لضغوط لترك منصبه والدعوة إلى انتخابات مبكرة داخل الحزب، وهو ما استجاب له «أبو شقة» فى البداية حيث أعلن عزمه على الاستقالة ثم تراجع، وأنهى المشهد بمؤتمر صحفى أعلن خلاله فصل المعارضين له فى الحزب وسرد ما أسماه بـ»تفاصيل المؤامرة على الوفد».
«أبو شقة» اعترف خلال حديثه بالمؤتمر الصحفى فى مقر الحزب بشارع بولس حنا بالدقى، بما نشرته الفجر العدد الماضى تحت عنوان «فضيحة فى الوفد.. نائبان يتبرعان للحزب بشيكات بدون رصيد»، حيث قال نصا «البعض تواصل مع النواب لتحريضهم على عدم سداد التبرعات التى التزموا بها، فكلفت أمين الصندوق بالحزب بوضع تقرير مدعم بالمستندات فيما يخص هذه الأموال».
وكانت «الفجر» كشفت تفاصيل تهرب نائبين بمجلس الشيوخ من دفع التزاماتهما الخاصة بالتبرع للحزب الخاص بخوض انتخابات مجلس الشيوخ، الأول سدد مليون جنيه نقدا ووقع شيكا بالمليون الآخر، فيما دفع الثانى 2.2 مليون جنيه وتعهد للحزب بدفع 1.8 مليون جنيه عن طريق شيك مستحق الدفع، لكن عندما جاء موعد التحصيل، فوجئ الحزب برفض هذه الشيكات من قبل البنك، الأول بدعوى عدم صحة التوقيع والثانى لعدم كفاية الرصيد.
وبلغت إجمالى قيمة تعهدات التبرع الخاصة بانتخابات مجلس الشيوخ 14 مليون جنيه، نجح الحزب فى تحصيل 11.2 مليون جنيه، وفشل فى تحصيل 2.8 مليون جنيه بسبب عدم وفاء النائبين بالتزماتهما تجاه الحزب.
قائمة المفصولين ضمت عددا من الطامحين فى الوصول لرئاسة الحزب أبرزهم ياسر الهضيبى، عضو مجلس الشيوخ والذى كان ينتوى الترشح لرئاسته حال استقالة أبوشقة وهو من أبرز المحرضين على بهاء أبوشقة وأكبر الداعمين لإقالته من منصبه الأمر الذى يفسر قرار أبوشقة بفصله.
أما النائب محمد عبد العليم داوود رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، فقرار فصله جاء بعد أن تحول من مساند له إلى أبرز المعارضين منذ انتخابه فى 2018، ومهاجمته الدائمة له ولسياساته، إضافة إلى أن اختياره بالتزكية رئيسا للهيئة البرلمانية للحزب بعد إحالته للجنة القيم وضعه فى حرج، نظرا لأن داوود وضعه فى معركة غير مبررة مع الأغلبية البرلمانية، بافتعاله مشادات ليس لها علاقة بالعمل الرقابى – طبقا لمصادر وفدية- والتى أضافت أن أبو شقة كان يرغب فى اختيار سليمان وهدان رئيسا للهيئة البرلمانية منذ البداية تعويضاً عن إخفاقه فى انتخابات وكيل مجلس النواب، وبمجرد إعلان فصل داوود، عاد أبو شقة ليصحح الأوضاع وأخطر مجلس النواب باختيار النائب سليمان وهدان رئيسا للهيئة البرلمانية، ومحمد خليفة، وهانى أباظة، وأيمن محسن نائبين له.
مصادر قيادية بحزب الوفد قالت لـ«الفجر» إن قرار أبوشقة بفصل 10 أعضاء وفديين وإحالة أحدهم إلى النيابة بتهمة التخابر، يعد ميلادا جديدا للحزب خاصة أن عددا ممن صدر ضدهم قرار بالفصل لم يكونوا يوما وفديين وخلفياتهم السياسية فى الأصل إخوانية، إضافة إلى أنهم كانوا أكبر عائق ضد تقدم الوفد منذ اندلاع ثورة يناير، متوقعين أن يعود الحزب مرة أخرى إلى ترتيب أوراقه بإعادة قياداته التى هجرت خلال السنوات السابقة، وبناء بيت الأمة من جديد.
كان المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، أعلن الثلاثاء الماضى فصل عدد من أعضاء الحزب فصلًا نهائيًّا؛ للاشتراك فيما أسماه بـ«المؤامرة التى كانت تحاك ضد حزب الوفد» وقرر فصل أحد أعضاء الحزب، وإحالته إلى النيابة العامة؛ للتحقيق معه واتهمه بالتخابر مع قنوات أجنبية.