د.حماد عبدالله يكتب: التباطؤ فى إتخاذ القرار ("سمة مصرية !!)

مقالات الرأي

بوابة الفجر



نحن متأخرون جداَ أمام إتخاذنا لقرارات حاسمة حتى فى ملعب "كرة القدم"  نجد أن الفوز يكون بين أرجل لاعبينا مسيطرين على منتصف الملعب الكرة تتأرجح بين أقدام الفريق والمذيع يقرأ الغيب بكلماته وشعاراته "نحن مسيطرون" "نحن محتاجين للمسة الأخيرة" "نحن على وشك الفوز" وفى حمية هذه المشاعر وهذا النصر "القاب قوسين"نجد أن إنقضاضاَ على كرة طائشة قادمة من الأطراف ينقض هداف الخصم برأسه أو بقدمه لكى يكسر الصمت أرجاء الملعب حينما يسجل الهدف !! وخاصة حينما تكون المباراة تجرى أحداثها فى أحد ملاعبنا بالمحروسة وحينما نفكر جيداَ فيما حدث نجد أننا نلعب ولكن "لاننقض على الكرة" لكى ننفذ الهدف والكرة كما قال ناقدنا الرياضى الكبير محمد "لطيف" هى الأهداف .. !!
وهكذا الحياة السياسية والإقتصادية وإيضاَ فى أغلب مشاكلنا الحياتية فى "مصر" نجد أن "الإنقضاض على الهدف" يكون بمثابة حلم من أحلام الصبى!! ولعل "تأخرنا فى إتخاذ" قرار فى مشكلة قائمة وترددنا أن نصيب الهدف رغم علمنا وتأكدنا بأن الحلول هى أن نتخذ موقف أو نجرى تغييراَ أو نتخذ إجراءاَ إلا أننا ننتظر ولا أعلم ما هذه "الخاصية المصرية الأصيلة" فى سلوكنا العام .

ولعل أحداث بعينها سوف إستحضرها لكم للتدليل على هذه السلبية فى صفات شعبنا حينما سقط ترولى باس رقم "44" وهو يحمل طلاب جامعة القاهرة فى طريقهم إلى منازلهم ظهر أحد أيام شهر مايو 1964 سقط الترولى باس فى "نهر النيل" بمنطقة العجوزة ، حيث كان نهر النيل فى العاصمة دون أسوار!! كنا عاصمة يجرى فى منتصفها النهر العظيم ولكن لم تستكمل الحكومة أسوار حماية للسيارات على الطريق المجاور للنهر وكان ضحايا هذا الحادث أكثر من خمسون طالب ومواطن غرقاَ فى النهر !! وحينها بدأت التصريحات الحكومية وبدأت الخطة الخمسية تضع أسوار لنهر النيل فى العاصمة !! نفس الموقف نجد أن قرار قد أتخذ ببناء جراج عظيم بخرساناته المسلحة ويقام بمواجهة محطة "سكك حديد مصر" الأثرية وإذا بالمنشأ الخرسانى يعلى أدواره من بدروم وأرضى وأربع أدوار حتى "يعتلى كوبرى أكتوبر" ويغطى واجهة "المحطة الرئيسية للسكك الحديدية" وإذا بكل الأقلام تناهض إستكمال هذا "المنشأ العشوائى" وإذا بقرار حكومى بهدمة !! وإهدار المال العام ..ويتم هدم الجراج وإزالته من فوق الأرض وضاع على الموازنة العامة للدولة عدة ملايين من الجنيهات حينها !!.
والغريب فى الأمر  أن كل الأراء التى وقفت أمام هذا المشروع أثناء إنشاؤه لم يعتنى بها ، ولكن بعد أن تم كامل البناء بدأت الحكومة فى إتخاذ قرار الهدم شىء غريب !! 
كما أن هناك قرار يجب أن يصدر بتقنين "التوك توك" الذى يجرى "عياناً جهاراً " أمام الناس دون قيد رسمى من الدولة ، ومع ذلك "أذن من طين وأخرى من عجين " !!

لدينا مصائب فى الإدارة فى التعليم والتعليم العالى ، والصحة ، والإدارة المحلية والنقل وغيرها من أزمات تمر بها البلاد والحلول تحتاج لإنقضاض على قرار "إتخاذ" إجراء عاجل دون إنتظار" حيث ليس لدينا رفاهية الوقت لكى ننتظر ومع ذلك نستخدم "خاصية التباطوء" والكسل وربما إنتظار التوجيهات  سبحان الله !!