البدء في نقل ضريح آل طباطبا الأثري وخبير يوضح الإجراءات الصحيحة (صور)
حصلت بوابة الفجر الإلكترونية على بعض الصور لأعمال تجري حول مشهد آل طباطبا بجوار المتحف القومي للحضارة المصرية، والتي من المحتمل أن تكون محاولة لنقل الضريح من وسط مياه بحيرة عين الصيرة.
وكانت الفجر قد علمت منذ فترة كبيرة أن هناك قرارًا بنقل الأثر من مكانه بسبب الطفح المستمر لمياه عين الصيرة داخل وحول الأثر مما قد يتسبب في سقوطه.
القرار تأخر كثيرًا ولكن يبدو أنه بدأ في التحقق حيث تُظهر الصور أعمال فك للقبة النادرة والتي ترجع للعصر الإخشيدي، بل هي الأثر الإخشيدي الوحيد الباقي في مصر.
ولم تعلن وزارة السياحة والآثار عن البدء في فك الأثر ونقله، وهو ما دعانا للتواصل مع أحد خبراء الترميم واستشارته في الصور لمعرفة ماهية ما يحدث في مشهد آل طباطبا.
وقال أحد خبراء الترميم، إن ما يحدث حول آل طباطبا هو عملية نقل للأثر لحمايته من المياه الجوفية، والنقل بشكل عام له خطوات يجب اتباعها.
أولى تلك الخطوات هي التجفيف التام للمياه من الأثر ثم إجراء عملية التوثيق الأثري الدقيق مع عمل مكاشفة على الجدران لتحديد الزخارف وإظهارها إن وجدت.
وفي حال كشفت أي زخارف أو رسومات، يتم عمل حماية لها حتي لا تتعرض للتلف أثناء الفك والنقل، ثم عمل خريطة وترقيم للاجزاء التي تم فكها، مع ضرورة تحديد طريقة الفك والتشوين واماكنه، وكل هذا يجب أن يتم تحت إشراف ومتابعة مباشرة من أثريين وأخصائي ترميم واستشاريين.
تفاصيل المشروع
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط قد أعلنت أن وزارة السياحة والآثار بدأت مشروع فك ونقل مشهد آل طباطبا وعمل سياج حول البيت الطولونى والحمام الفاطمي وأعمال الصيانة اللازمة لهم وذلك ضمن خطة الدولة لتطوير منطقتى عين الصيرة والمدابغ،وهو ما توافق مع إعلان عدد من مسئولي الآثار الإسلامية بدء المشروع بالفعل،ورغم ذلك لم تعلن الوزارة ذلك رسمياً حتى الآن.
وتاريخيا مشهد آل طباطبا هو الأثر الوحيد المتبقي من الدولة الاخشيدية 934- 969م ويقع في قرافة الإمام الشافعي ، و يوجد مشهد طباطبا على بعد(500متر) إلى الغرب من مسجد الإمام الشافعي وعلى بعد (230 مترا) من شمال عين الصيرة.
وينسب هذا المشهد إلى أبوإسحاق إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبي طالب رضي الله عنهم زوج السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأمه هي السيدة محسنة بنت عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم .
ويعد مشهد "آل طباطبا" ضريحا يضم رفات الذين ينتهي نسبهم الشريف إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي، في تجسيد رائع للأضرحة في عمارة مصر الإسلامية.
والمشهد عبارة عن مستطيل غير منتظم يبلغ طوله 30 × 20 عرضا، وفي نهايته الجنوبية يوجد قبتان، وفي الجزء الشمالي الشرقي من سور المشهد يوجد المدخل، وإلى يساره يوجد مبنى حديث عبارة عن حجرة مربعة يغطيها قبة، وبهذه الحجرة يوجد بئر يغذى المشهد بالمياه.
ويتصل بجدار حجرة البئر مبنى مستطيل مقسم إلى ست حجرات صغيرة بعضها مربع والآخر مستطيل وقد اختلفت تغطية هذه الغرف باختلاف أحجامها فالغرف المربعة مغطاة بالأقباء المتقاطعة والقباب، أما الحجرات المستطيلة فمغطاة بالأقباء.
وبهذه الغرف الست يوجد مقابر عائلة طباطبا، وتتصل بمكان الصلاة بباب في الجهة الغربية، أما مكان الصلاة فيتكون من مربع يبلغ طوله 18 مترا تقريبا مبنى من الآجر وفي الجدار الشرقي يوجد المحراب، ويقسم المربع إلى ثلاثة أروقة صفان من الدعائم المتعامدة بأركانها أربعة عمد ملتصقة ويغطى كل المسجد تسع قباب بكل رواق ثلاث منها.
ويشبه هذا المشهد في تصميمه مشهد السبعة وسبعين ولى بأسوان و مئذنة بلال بالقرب من السد العالى، ويعاني من المياه الجوفية منذ سنوات.