من بينهم مستشار الرئيس السابق.. أردوغان يواصل التنكيل بمعارضيه

تقارير وحوارات

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان


يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التنكيل بمعارضيه، من خلال حملة الاعتقالات، التي تطال كل من يخالفه الرأي، أو يسعى للكشف عن فساده ونظامه، وفضح سياساته الداخلية التي تعتمد على القمع وتكميم الأفواه، والخارجية التي لا تحترم القوانين الدولية، من خلال تدخلات أنقرة في شؤون الدول، حتى ساءت علاقات بلاده بتلك الدول، وباتت تعيش حالة من العزلة السياسية.

وتواصل الشرطة التركية بإيعاز من أردوغان ونظامه اعتقال المعارضين، والزج بهم في غياهب السجون، والتنكيل بهم، من أجل تكميم الأفواه، وتكبيل المعارضة، والقضاء على آخر ما تبقى لدى الشعب التركي من آمال في أن يتم الإطاحة بذلك النظام القمعي الجاثم على صدورهم.

اعتقال مستشار الرئيس التركي السابق
وحسب صحيفة "زمان" التركية المعارضة، اعتقلت السلطات التركية، أحمد طاقان، الكاتب والصحفي الذي سبق أن شغل منصب مستشار الرئيس التركي السابق عبدالله جول.

وأصدرت السلطات التركية أمر اعتقال بحق طاقان، ليدلي بأقواله في القضية المرفوعة ضده بسبب مقاله عن اتجاه الحكومة التركية لإجراء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي في مسعى عن سبيل للخروج من الأزمة الاقتصادية.

وقال طاقان إنه عندما شاهد نظام معلومات الشبكة القضائية الوطنية، وجد أنه صدر قرار باعتقاله، مشيرا إلى أنه قدم التماسًا من خلال المحامي الخاص به يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، وطلب الإدلاء بشهادته في محكمة أنقرة، ومع ذلك، لم يتم النظر في الالتماس.

وأضاف طاقان أنه عندما كان يتواجد عند مكتب بريد في منطقة بالجات، بالعاصمة أنقرة، فوجئ بـ10 رجال شرطة يلتفون حوله، فسألهم: "ماذا تفعلون هنا؟"، فأجابوا: "أنت مطلوب القبض عليك".

وتابع طاقان: "أنا لم أكن هاربا، عنواني معروف، تم اعتقالي من قبل الشرطة لأخذ أقوالي، أي نوع من الدولة نعيش فيها يا ترى؟".

وعقب الإدلاء بأقواله، أطلقت السلطات التركية سراح طاقان قيد المحاكمة.

وقال مستشار الرئيس التركي السابق، عقب إطلاق سراحه: "أي نوع من العدالة هذا؟ هل أنا إرهابي؟ لقد قدمت التماسا لأنني لا أستطيع القدوم إلى إسطنبول بسبب فيروس كورونا، هل القانون والقضاء ينصب فخا للناس؟ يتم نصب الفخاخ رسميا في تركيا".

اعتقال على الهواء
على جانب آخر، نشرت عائشة شاهين، الكاتبة بصحيفة "أفرنسال" التركية تغريدة عبر حسابها بموقع "تويتر" أعلنت خلالها تعرضها للاعتقال على يد قوات الأمن، وذلك عندما كانت تشارك في برنامج عبر بث مباشر.

وذكرت شاهين، في تغريدتها، أن عناصر الشرطة تقف أمام باب منزلها وستقوم باقتيادها إلى مديرية الأمن الواقعة بشارع الوطن قائلة: "سأقوم بتغيير ملابسي والذهاب معهم، لم أستطع إبلاغ الجميع بهذا الخبر على حدة".

وأعلنت الصحفية أثناء البث المباشر للمشاركات الأخريات قدوم الشرطة لاعتقالها.

وأفاد رئيس تحرير صحيفة "أفرنسال"، فاتح بولوت، بأنه اتصل بشاهين عقب اعتقالها، مفيدا أنها أبلغته بأنها في مستشفى تقسيم للإسعافات الأولية، وأنه سيتم نقلها إلى مديرية أمن إسطنبول.

وذكر بولوت أن الشرطة لم تبلغ شاهين سبب الاعتقال بعد، مشيرا إلى احتمالية ارتباط اعتقالها بالمظاهرات الاحتجاجية لطلاب جامعة البوسفور.

بعد ذلك، أعلنت الصحفية أن السلطات اعتقلتها بتهمة "تحريض الشعب على البغض والكراهية" من خلال مشاركاتها المتعلقة بمظاهرات جامعة البوسفور على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بناء على تغريدة "مجموعة أبابيل" التابعة للصحفية الأخرى الموالية للحكومة هلال كابلان التي قالت فيها: "يجب اعتقال عائشة شاهين".

وأكدت الصحفية أنها كانت واثقة من نفسها، وأن تغريداتها لا تشكل جريمة، مشيرة إلى أن الفرق الأمنية أطلقت سراحها في وقت لاحق لما شاهدت ارتياحها واطمئنانها وهراء التهمة الموجهة لها.

وعقبت كاتبة "أفرنسال" على ما حدث لها قائلة على سبيل السخرية: "لقد أصبح المرور بمراكز الأمن أو السجون واجبا وطنيا في السنوات الأخيرة، يلتقي أبناء الوطن فيها على الترتيب، وكان الدور قد جاء علينا فقمنا بواجبنا".

وأضافت: "لقد أطلقوا سراحي، هذا أمر جيد، لكن ما ذنب الزملاء الآخرين المعتقلين يا ترى؟ ما فعلوه لم يكن مختلفًا كثيرًا عما فعلته أنا.. إنما هو نشر تغريدة في مواقع الإعلام الاجتماعي أو إنشاء مجموعة على واتساب، لا غير، هذه الأمور ليست جريمة، الحرية للجميع ليست لي فقط".