الاعتداء على برلماني وخلع الحجاب عن طالبة.. ماذا يحدث في جامعة البسفور التركية؟
لا تزال جامعة البسفور التركية على صفيح ساخن، إذ تستمر احتجاجات الطلبة، ضد قرار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتعيين مليح بولو، الحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال، رئيسا للجامعة في إسطنبول.
خلع الحجاب
وبحسب صحيفة "زمان" التركية المعارضة، حررت إحدى طالبات جامعة البسفور محضرا ضد الشرطة، بسبب سوء المعاملة التي تعرضت لها، أثناء اقتحام الشرطة لحرم جامعة البسفور، لتفريق الطلاب المحتجين على تعيين رئيس الجامعة المعيّن بقرار رئاسى.
وأوضحت الطالبة أن قوات الأمن قامت بسحلها أثناء الاعتقال وهو ما أسفر عن سقوط حجابها من أعلى رأسها، مؤكدة أنها تعرضت للإهانة، إذ لم تسمح قوات الشرطة لها بإعادة ارتداء الحجاب عقب سقوطه من فوق رأسها.
وذكرت الصحيفة التركية، أن حساب التضامن مع جامعة البوسفور على مواقع التواصل الاجتماعى، نشر صورة من البلاغ، وعلق عليها قائلا: "السلطة التي تعتدي على المجتمع المثلي وجميع الأقليات بحجة الثوابت الدينية والقومية تتجاهل المعتقدات الدينية لزملائنا المعتقلين، وتمارس شتى صور التعذيب بحقهم، وسنواصل تضامنا ضد ظلمهم الذي يمارسونه عبر الهيمنة".
وقالت الطالبة في بلاغها: "أثناء اعتقالي أمسكت شرطية بزي مدني بذراعي وقامت بسحلي على الأرض، مما تسبب في خلع حجابي، ولاحقا قامت بتكبيلي بالأصفاد ولم تسمح لي بتغطية رأسي، وعندما طالبت بتغطية رأسي قالت لي سأقوم أنا بتغطية رأسك، إحن رأسك إلى الأمام وسترين، وقد استمرت تلك المعاملة عقب إدخالنا إلى الحافلة، ولم يقوموا بإزالة الأصفاد".
الاعتداء على برلماني
كما اعتدت الشرطة على مجموعة من الأشخاص الذين تجمعوا بمنطقة كاديكوي، للتضامن مع طلاب جامعة البسفور، استجابة لدعوة قوى العمل والسلام والديمقراطية في إسطنبول.
واستخدمت الشرطة غاز الفلفل، وقنابل الغاز، والخرطوش، واعتقلت عددا من المتضامنين، كما قامت الشرطة بالاعتداء على نائب حزب العمال عن مدينة هاتاي، باريش أتاي، وسعت لاعتقاله.
ونشر حزب العمال عبر حسابه على موقع "توتير" لقطات تظهر الاعتداء على أتاى مع تعليق يقول: "الشرطة اعتدت على نائب حزبنا بارش أتاى منجولو أوغلو".
وأضاف الحزب فى تغريدته أن الشرطة اعتدت على أتاي ومجموعة من المواطنين الذين تجمعوا في منطقة كاديكوي رافعين شعار لن ننظر إلى الأسفل للتعبير عن تضامنهم مع طلاب جامعة البسفور المحتجين على رئيس الجامعة المعيّن بقرار جمهوري.
وقال أحد أعضاء الحزب إن هذه الاعتداءات لن تعرقل كفاحهم مطالبا السلطات بإنهاء هذه الاعتداءات وإطلاق سراح المعتقلين.
احتجاجات مستمرة
وتستمر احتجاجات الطلاب على تعيين مليح بولو، رئيسا لجامعة بوغازيجي.
واعتقلت شرطة إسطنبول عددا كبيرا من المشاركين فى الاحتجاجات، والمطلوبين أمنيا بتهمة مقاومة ضباط الشرطة، وخرق قانون حظر التظاهر، ووجهت لبعضهم تهمة الانتماء لتنظيمات إرهابية.
وقال أعضاء في هيئة التدريس بجامعة البوسفور، إنهم يحتجون على أن مليح بولو، وهو مرشح حزب العدالة والتنمية السابق للبرلمان الذى جرى تعيينه رئيسا للجامعة بقرار من أردوغان، هو أول رئيس جامعة يتم اختياره من خارج الجامعة منذ الانقلاب العسكرى فى تركيا عام 1980، وأضافوا: "لا نقبل ذلك، لأنه ينتهك بوضوح الحرية الأكاديمية والاستقلالية العلمية وكذلك القيم الديمقراطية لجامعتنا".
وعين أردوغان مليح بولو الحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال، رئيسا لجامعة البسفور في إسطنبول.
ويريد أردوغان عبر رجاله السيطرة التامة على الحرم الجامعي، الذي تختفي فيه حرية التعبير، ويشيع الرعب بداخله بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، إذ يخشى الجميع أن يصدر قرار بفصله إذا وصلت شكوى ضده بأنه يعارض الرئيس أو يتعاطف مع معارضيه.
وشنت عناصر الشرطة التركية، حملات أمنية ضد طلاب جامعة البسفور المحتجين على تعيين مليح بولو رئيسا للجامعة بقرار من الرئيس التركي.
وبزعم مخالفة الطلاب للقانون رقم 2911 ومقاومتهم قوات الأمن خلال الاحتجاجات، للإعراب عن رفضهم لرئيس الجامعة الجديد، تم اعتقال مجموعة جديدة من الطلاب المشاركين في الاحتجاجات.
ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ما يحدث داخل البوسفور بـ"حرب" يهدف أردوغان من خلالها إلى السيطرة على الجامعة.
كما طالب عمدة بلدية أنقرة، منصور يافاش، رئيس جامعة البسفور المعين بقرار رئاسى مليح بولو، للاستقالة من منصبه.
وتعليقا على العنف الذى شهدته التظاهرات الاحتجاجية بجامعة البوسفور فى إسطنبول، قال يافاش: "بحركة واحدة منك يمكنك تقديم معروف كبير لبلدنا وشعبنا، بإمكانك الاستقالة من رئاسة الجامعة التى تم تعيينك بها وتقديم تضحية تاريخية لبلدنا".
وسبق أن أعلن مليح بولو، رئيس الجامعة الجديد، المعين من قبل أردوغان، أنه لن يستقيل عن منصبه مهما حدث.