د. جهاد عودة يكتب عن رجل النار (2-2)

مقالات الرأي

د. جهاد عودة يكتب
د. جهاد عودة يكتب عن رجل النار (2-2)

نظرة عميقة لمحمود عزت

اختير محمود عزت ليكون مرشداً موقتاً ، ومن المفارقات أن هذه الصفة، المؤقت تجمعه بالرئيس عدلي منصور. ويذكر أن المادة الرابعة من النظام الداخلي للجماعة تنص على أنه في حال غياب المرشد العام خارج الجمهورية، أو تعذر قيامه بمهامه لمرض أو لعذر طارئ (كما هي الحال الآن)، يقوم نائبه الأول مقامه في جميع اختصاصاته . وبما أن النائب الأول خيرت الشاطر موقوف، يتم اللجوء إلى المادة الخامسة التي تفيد أنه في حال حدوث موانع قهرية تحول دون مباشرة المرشد مهامه، يحل نائبه الأول، ثم الأقدم فالأقدم ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد . وقع الخيار على عزت، النائب الثاني للمرشد. وكانت ترددت أنباء عن هروب قيادات في الجماعات خارج مصر عبر الأنفاق إلى قطاع غزة، وقيل إن عزت بين هؤلاء، وإنه يقيم في فندق الشاطئ في غزة ومعة اسامه ياسين وزير الشباب السابق والمسؤل المعليلتى عن ميدان التحرير انثاء ثورة 25 يناير والمنظم لعمليات قتل الثورا، بهذا يكون هو المرشد الأول في تاريخ الجماعة يقودها من خارج البلاد.

بعد 3 يوليو 2013 هرب محمود عزت من مصر إلى قطاع غزة ويسكن بإحدي الفلل علي البحر المتوسط تحت الرعاية الأمريكية الحمساوية. شارك محمود عزت فى تاسيس التنظيم الدولى للإخوان بدعم مخابراتى بريطانى أمريكى. فى عام 1981 اختيره ليكون المسئول الأول عن تنظيم الاخوان الدولى فى مصر ، لذلك تقرر سفره للخارج ولكن بشكل رسمى حتى لا تتشكك فيه أجهزة الأمن المصرى . فى ذلك الوقت ، كانت جماعة الاخوان تركز على عدد من الدول لتنشىء بها خلايا نائمة للتنظيم الدولى وتأتى فى مقدمتها :(1) إنجلترا (2) والولايات المتحدة (3) والمانيا . يلاحظ هنا أن ألمانيا كان مركزا نشطا لأعضاء الإخوان من خريجى كليات الهندسة ، بينما خريجى الطب يذهبون إلى انجلترا، أما الولايات المتحدة فكانت مركزا لتبادل المعلومات بين قسم الوحدات المخترق للجيش والشرطة المصرية والمخابرات الأمريكية. وفى نفس العام 1981 بعد حصولة على الماجستير فى 1980 عمل مكتب إرشاد الاخوان بكل جهد فى الحصول على عقد عمل لـ محمود عزت للعمل فى اليمن بقسم المختبرات كى يكون ذلك نقلة أولية نوعية للتدريب على يد خلايا عناصر الإخوان النائمة فى اليمن منذ عدة سنوات، وتدريب ميليشيا الإخوان على الأعمال القتالية إستعدادا للذهاب إلى أفغانستان للوقوف جنبا إلى جنب من المقاتلين الأفغان بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا . وفى اليمن إلتقى محمود عزت بأحد أهم الكوادر الاستخباراتية البريطانية ، وإستمرت اللقاءات عدة مرات ، بعدها قررت المخابرات البريطانية إعتبار محمود كنز ثمين للغاية ، وقررت إعادة تأهيله فى بريطانيا ، ولكن يتم ذلك بمعرفة جماعة الارشاد بالقاهرة فى سرية تامة. بعد عدة شهور فقط من تواجده باليمن حصل مكتب إرشاد جماعة الاخوان المسلمين على منحة خاصة بمحمود عزت لدراسة الدكتوراه فى إنجلترا، وهو شىء طبيعى تماما، معروف فى ذلك الوقت أن إنجلترا هى معقل الدراسات العليا فى الطب لأعضاء الاخوان المسلمين وغيرهم. ، قيل فى ذلك الوقت أن مكتب إرشاد الجماعة مارس ضغوطا شديدة على عميد طب قصر العينى، وقد دفع دفعا للموافقة بعد أن حصل الاخوان على موافقة الجامعة البريطانية فى سرعة لم تتوفر للعديد من خريجى طب القصر العينى . وبالفعل ذهب محمود عزت وحصل على الدكتوراه من انجلترا ليعود للعمل فى جامعة الزقازيق ، وذلك فى عام 1985. كان تواجده فى انجلترا هام للغاية ، فقد عمل على تأسيس التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين فى لندن، وذلك بعد تفاهمات مع جهاز الاستخبارات البريطانية وكان الهدف الرئيس هو:(1) دعم قسم الوحدات الاستخباراتى للإخوان ، (داخل الشرطة والجيش المصرى) ، وذلك بالتدريب والمعلومات مقابل الحصول على المعلومات المطلوبة (2) تحرك كوادر الاخوان المسلمين فى دول الخليج وشمال أفريقيا للدعوة على القضاء على النفوذ الشيوعى الكافر فى العالم العربى والاسلامى. وكانت أولى مراحل ذلك التعاون هى العمل على خروج السوفيت من أفغانستان.

وكان لمحمود عزت اتصالا بحادث الأمن المركزى فى فبراير 1986. ففى أوائل شهر فبراير عام 1986 بدأت الخبرات الجديده لمحمود عزت تظهر على السطح عندما مشطت خلايا الاخوان المسلمين داخل وزارة الداخلية وتحدبدا فى جهاز الأمن المركزى بالمعسكرات الهامة بالهرم وغيرها وإعلان العصيان على الجهاز ووزير داخليته أحمد رشدى ، الذى كان يقف بقوة لتلك الخلايا النائمة . وهذا التنظيم يكشف لنا حقيقة تنظيم الإخوان الذى أخذ من الإرهاب وسيلة لتنفيذه بوزارة الداخلية باستخدام ادوات المخدرات والمال العام وتجارة العملة فى ذلك. وأهتزت وزارة الداخلية تماما وكادت تسقط لولا تدخل القوات المسلحة. فى ذلك اليوم كانت ملكة الدانمرك تزور مصر، وأضطر جهاز الأمن إلى إنهاء الزيارة وأخذها بطائرة هليوكبتر إلى مطار القاهرة مباشرة إلى الدانمرك. فى هذا الوقت كان هناك تواجد كثيف لأعضاء جماعة الاخوان بجامعة الزقازيق حيث تورط محمود عزت فى عدة أعمال منافية للقانون ، وكان أشهرها قضية (سلسبيل) من خلال خيرت الشاطر ، وبالفعل تم القبض عليه وأودع بالسجن ، وخرج منه فى شهر مايو 5 أبريل 2010 .

قال عبدالمنعم عبدالمقصود، محامى جماعة الإخوان المسلمين، إن النيابة أفرجت عن قيادات الجماعة المقبوض عليهم فى تنظيم ما سمى «القطبيين»، وعلى رأسهم الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام للجماعة، وكان من بينهم الدكتور السيد عليوة، والدكتور عصام العريان. يذكر أن مجموعة القطبيين التى يقودها محمود عزت ومحمد بديع ورشاد البيومى وخيرت الشاطر ومحمد مرسى، قد تشكل وجدانها وتبلورت أفكارها فى السجن إلى جوار سيد قطب، وهى الأفكار التى تقوم على التكفير والإقصاء والإبعاد لكل مختلف مع الجماعة . ويعتبر محمود عزت، هو المهندس الحقيقي لسيطرة التيار القطبي وأهمهم الآن: (1) محمد بديع (2) خيرت الشاطر (3) حلمى الجزار (4) سعد الكتاتني (5) محمد مرسي (6) عصام العريان (7) والبلتاجي. ومنثم فإن محمود عزت هو المسيطر الحقيقى على مقدرات جماعة الاخوان المسلمين ، وقد إستطاع العمل على إقصاء الأصوات الإصلاحية التي تعرب عن ميل للتصالح والمشاركة مع القوى السياسية الأخرى.

فى 16 يوليو 2013 أكد اللواء ثروت جودة، الخبير الاستراتيجي، ووكيل جهاز المخابرات العامة السابق خلال حوراه مع الإعلامى أحمد موسى على فضائية التحرير أن الإدارة الإمريكية دفعت 25 مليار دولار لجماعة الإخوان المسلمين بعد وصولهم للسلطة فى مصر فى 30 يونيو 2012 كى يتمكنوا من تنفيذ المخطط الذى رسمه الاخوان بقيادة محمود عزت وهو تقسيم مصر إلى عدة إمارات إسلامية ونوبية وقبطية. وأوضح ثروت جودة أن المخطط كان يتكون من :(1) 8 مليار دولار تم تخصيصها لتنفيذ إمارة إسلامية تقع على الحدود مع غزة وحتى العريش، (2) و10 مليار دولار خصصت لإمارة إسلامية أخرى فى جنوب سيناء، مشيرا إلى أن جزءا من المنطقة الجنوبية حتى الخط أ ستعود لإسرائيل فى مقابل إعطاء جزء من النقب للإخوان ومن المنطقة أ وحتى رأس محمد ستخض لقوات متعددة الجنسيات...وأشار جودة إلى أن هذا المخطط تم الإعلان عنه بمشروع إقليم قناة السويس، (3)أما الامارة الثالثة ، فقد تم التخطيط لها لتضم محافظتى مرس مطروح والوادى الجديد إلى ولاية برقه بليبيا لتكون إمارة إسلامية، (4) والامارة الرابعة خطط لها لتبدأ من منطقة العلمين وحتى شمال محافظة أسيوط ، (5)بينما الدولة القبطية ، فقد خطط لها جنوب محافظة أسيوط لتكون دولة قبطية، (6) أما الدولة النوبية ، فقد خطط الإخوان لتكون بمنطقة النوبة وحتى جنوب مصر بإمتداد السودان . الشىء المثير للجدل هنا هو أن الأموال التىدفعتها أمريكا للإخوان والمقدرة بـ 25 مليار دولار لم تدخل الموازنة العامة ولا الخزانة المصرية . ويتسائل ثروت : أين ذهبت تلك الأموال؟، خاصة وأن القيادى الإخوانى خيرت الشاطر ارتفعت حصيلة أمواله بعد ثورة 25 يناير 2011 إلى 200مليار دولار فى 30 يونيو 2013 ، بعد ان كانت من أصل 8 مليار.

فى الخاتمه ان محمود عزت الذى سبقة فى منصب الصفر كمال السنانيرى والذى توفى في السجن كان علية الهروب لان السلطات فى مصر تعرف حجم خطرة . ومن الضرورى ادراك ماذا كان يعد لمصر. حيث يلاحظ خطاب بديع بعيد فوز جماعة الاخوان بنحو نصف مقاعد البرلمان في انتخابات العام 2012 كشف عن وجه ونيته الحقيقية ، حين قال ان للبرلمان المنتخب الحق في محاسبة كل مؤسسات الدولة وبينها المؤسسة العسكرية . ووصل الامر ببديع الى اعتبار ازاحة الرئيس المعزول اسوا من هدم الكعبة ، حيث قال في رسالته الاسبوعية في 25 تموز/يوليو ان ما حدث في مصر يفوق جرما ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة المشرفة حجرا حجرا .