"سجن وحريق وخسارة بالملايين".. ماذا حدث في عقار فيصل المُشتعل ٣ أيام؟

حوادث

عقار فيصل
عقار فيصل


حريق استمر ٣ ليال.. أهالي خائفون.. ملايين "راحت".. مشاهد كثيرة عاشها أهالي منطقة فيصل داخل عقار المجاور للطريق الدائري، عقب نشوب حريق ضخم داخل مخزن أحذية بالدور الأرضي (البدروم) وتصاعد الحريق حتى وصل للطابقين الأول والثاني، لم تهدأ النيران عند ذلك، بل وصلت لبعض الطوابق.

الأهالي يحاصرون النيران
"كتف بكتف" سارع الأهالي يطفئون النيران، بعد إبلاغ الحماية المدنية،  بإنزال قاطني الـ١٥ شقة سكنية لعدم إصابتهم بالأذي، وعلى الفور تكاتف الأهالي لإخماد النيران، فاستخدموا العديد من طفايات الحريق حتى وصلت لأكثر من ٤٥ طفاية، ولكن دون جدوى، حيث كانت النيران تتصاعد أكثر فأكثر.

سيارات إطفاء وخزانات مياة
ودفع اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، بـ٧ سيارات إطفاء و٤ خزانات مياه، وتبين أن المخزن عبارة عن بدروم  وطابقين على مساحة ١٠٠٠متر، واندلاع الحريق في البدروم قبل انتقال النيران إلى الطابق الأول ومنه إلى الثاني بسبب وجود مواد سريعة الاشتعال.

ونتيجة لوجود مواد سريعة الاشتعال، حاولت قوات الدفاع المدني السيطرة عليها، ولكن دون جدوى، وكشفت المعاينة أن العقار مكونا من ١٠٨ وحدات سكنية، ويعيش فيه ١٥ أسرة فقط، ويفتقر لوسائل الأمن والسلامة الاصطناعية، وتسبب ذلك في إعاقة قوات الدفاع المدني بالجيزة عن إخماد ألسنة اللهب، ما دفعهم إلى الاستعانة بـ"دقاق" لإحداث ثقوب في الجدران من أجل فتح منافذ للنيران لكي تخرج للخارج الأمر الذي يهدئ من درجة الحرارة المرتفعة، إلا أنه لم يستطع ثقب أكثر من 4 ثقوب فقط بسبب قوة وصلابة الجدران.

الحريق استمر ٣ أيام
ظل الحريق لمدة ٣ أيام، مابين أن يهدأ فترة وجيزة ثم يتصاعد مرة أخرى لأسباب كثيرة، ومنها افتقار وسائل الأمن بالعقار ووجود مواد سريعة الاشتعال بالمخزن تعود لصناعة الأحذية من الألياف البلاستيكية، ومن هذه اللحظة قررت الأجهزة المعنية بمحافظة الجيزة، إزالة العقار بعد انطفاء الحريق من تلقاء نفسه، نتيجة لأنه آيلًا للسقوط حفاظًا على أرواح المواطنين.

كان هناك مشهدين آخرين شاهدتهما جموع المارة في هذا الطريق، ما بين تعرض مالك العقار السيد "سمير.ح" لخسارة كبيرة نظرا لخسارته لملايين الجنيهات وخسارته لتعبه في إنشاء مخزن الأحذية بالعقار، ومابين سكان العقار الذين فقدوا منازلهم في غمضة عين.

النيابة تبدأ التحقيق
بدأت نيابة كرداسة، بشمال الجيزة، برئاسة المستشار حسام خالد وكيل النيابة وسكرتيره أحمد الحناوي، التحقيق في الواقعة، فطلبت تقرير المعمل الجنائي، فيما طلبت تشكيل لجنة هندسية لفحص الحريق والوقوف على ظروف الواقعة.

الاستماع للجنة الحي: مبني مخالف
وأدلى أعضاء لجنة الحي أقوالهم، أن العقار مكون من ١٣ طابقا، وكان مبنيًا مخالفًا، بالإضافة أن العقار كان مبنيًا بدون  الحصول على أوراق تراخيص من الجهات المختصة،حيث قررت النيابة إزالة العقار، بعد فحص اللجنة الهندسية له.

اعترافات مثيرة لمالك العقار: بنيت بدون تراخيص
إلى ذلك، باشرت النيابة، التحقيق مع مالك عقار فيصل ويدعى "سمير.ح"، حيث أفاد بأنه بنى العقار على قطعة أرض بعد شرائها من أحد المالكين، قائلًا: "بنيت بدون أوراق تراخيص".

قدمت طلب تصالح
وأضاف في اعترافاته أمام النيابة،  أن قبل اشتعال الحريق بالعقار، حرر ضدي محاضر لعدم وجود تراخيص، فقمت بعمل أوراق للتصالح بالحي وكان هناك فترة زمنية للرد على الطلب، ثم بفترة زمنية قصيرة نشب الحريق.

واستطرد مالك العقار في التحقيقات: "قبل نشوب الحريق أيضًا، تعاقدت مع شركة لاشتراطات السلامة الآمنية بالعقار، وتم تفعيل السلامة من حيث وجود طفايات وإنذار للحريق بالعقار بنسبة ٧٠ في المائة، وكان من المقرر إنهاء كافة  إجراءات السلامة حتى وصول النسبة كاملة في هذه الفترة قبل نشوب الحريق".

خسارة بحوالي ٦ ملايين تلفيات
و كشف مالك العقار في اعترافاته أمام النيابة، عن حجم الخسائر التي لحقت بالعقار، موضحا أن خسائر مخزن الأحذية فقط تصل لـ٤ ملايين جنيه، وخسائر تلفيات العقار تصل لحوالي مليوني جنيه، بإجمالي 6 ملايين جنيه.

واضاف، أن العقار اشتعل بسبب ماس كهربائي بسبب مخزن الأحذية المتواجد بالبدروم والطابقين الأول والثاني، نتيجة أن الأحذية مصنعة من الألياف البلاستيكية.

النيابة توجه بعض التهم
ووجهت النيابة لمالك العقار تهمتي تعريض حياة المواطنين للخطر، وبناء عقار دون الحصور على تراخيص اللازمة.

حبس مالك العقار ٤ أيام
وأمرت نيابة كرداسة، بشمال الجيزة، بحبس مالك عقار فيصل المُشتعل المجاور للطريق الدائري بمركز كرداسة، ٤ أيام على ذمة التحقيقات، وذلك لتعريض حياة المواطنين للخطر وبناء عقار دون الحصول على التراخيص اللازمة.