مؤيدوه رفضوا التصويت لصالحه.. نتائج استطلاع صادمة لحزب أردوغان

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يواجه نظام الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، الكثير من المعوقات، التى تشير إلى الصعوبات التى قد تواجهه فى سبيل الوصول إلى سدة الحكم مرة أخرى، خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، أو فى حال ما إذا جرى إجراء انتخابات مبكرة، يعقد عليها الأتراك آمالا كبيرة، من أجل الخلاص من أردوغان ونظامه وحزب العدالة والتنمية الحاكم.

فأمام تلك الغضبة، وفى ظل تراجع شعبية أردوغان وحزبه، لا يجد أردوغان طريقا إلا تكبيل المعارضة، وتكميم الأفواه، وسجن السياسيين والصحفيين، وحتى عامة الشعب، الذين لم يجدوا فى نظامه ضالتهم، وإنما وجدوا الفقر والجوع وسياسات بالية، أضرت بعلاقات بلادهم مع مختلف الدول، وأرهقت الخزينة التركية لصالح طموحات أردوغان، وأطماعه التوسعية، وهو ما أدى إلى حالة الانهيار التى يعانى منها الاقتصاد.

ولعل كل تلك الأزمات، التى تتداعى على تركيا تحت حكم حزب العدالة والتنمية، وتحت حكم رجب طيب أردوغان وحاشيته، كانت سببا رئيسا وراء إعراض من سبق وأيدوه فى الانتخابات الماضية التى جرت فى العام 2018، عن تأييده مرة أخرى، والاتجاه نحو تأييد أحزاب أخرى.

الاستطلاعات تصدم حزب أردوغان

فبحسب صحيفة "زمان" التركية المعارضة، كشفت نتائج استطلاع رأى عن نوايا قطاع كبير من ناخبى حزب العدالة والتنمية الحاكم، التصويت لصالح أحزاب الجيد، والمستقبل، والديمقراطية والتقدم.

وأوضح محمد على قولات، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "ماك" لاستطلاعات الرأى، أنه بعد تطبيق النظام الرئاسى، قرر ناخبو العدالة والتنمية العدول عن التصويت لحزبهم، والاتجاه نحو أحزاب الجيد، والمستقبل، والديمقراطية والتقدم.

وأضاف قولات أن استطلاع الرأى كشف أن واحدا من كل 3 ناخبين سيغيرون الحزب الذى صوتوا له فى العام 2018.

وتابع قولات: "فى الماضى، كان غالبية ناخبى حزب العدالة والتنمية هم ناخبون يمينيون محافظون، ونظرًا لأنهم لا يستطيعون رؤية بديل عن حزب العدالة والتنمية، فهم إما لا يذهبون إلى صناديق الاقتراع أو يذهبون للتصويت لحزب العدالة والتنمية، حتى لو كانوا غاضبين جدًا منه، لكن الآن ظهرت بدائل حزبية في الظهور (يمين وسط)، خصوصا فى فترة ما بعد نظام الحكم الرئاسى"، مشيرا إلى أن ناخبى حزب العدالة والتنمية لن يجدوا هدفهم فى حزب الشعب الجمهورى، بل فى أحزاب الجيد، والمستقبل، والديمقراطية والتقدم.

وأكد أن حزب الجيد هو العنوان الذى يجب أن يذهب إليه بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية، وربما يحصل على أصوات من حزب الحركة القومية، كما أن حزب المستقبل سيحصل على جميع أصواته تقريبًا من حزب العدالة والتنمية، وسيتلقى حزب الديمقراطية والتقدم أكثر من نصف الأصوات الأولية من حزب العدالة والتنمية.

استطلاعات الرأى تؤكد تراجع فرص أردوغان

يأتى ذلك معززا لاستطلاع أجرته مؤسسة "متروبول" للدارسات، خلال شهر يناير الحالى، واستطلاع آخر أجرته مؤسسة "أوراسيا" للدراسات، تضمن سؤال المشاركين عن أقوى منافسى الرئيس الحالى رجب طيب أردوغان.

فنتائج استطلاع "متروبول" كشفت أن عمدة بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وعمدة بلدية أنقرة، منصور يافاش، تفوقا على الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، إذ تضمن استطلاع الرأى سؤال المشاركين عن موقفهم الانتخابى فى حال انعقاد انتخابات مبكرة فى تركيا.

وقال مدير مؤسسة "متروبول"، أوزر سنجار، فى لقاء مع الصحفى جوركان هاجر، حول موقفه من الجدل المثار بشأن انعقاد انتخابات مبكرة فى تركيا، إن الإجابة عن هذا السؤال تتمحور فى نقطتين، ألا وهما ضرورة عقد انتخابات مبكرة من أجل فترة رئاسية ثالثة، وموعد انعقاد الانتخابات المبكرة.

وأضاف سنجار أن أردوغان هو من سيقرر هذا، قائلا: "سيتساءل ما كان سيفوز بالانتخابات المبكرة إذا ما عقدها، وإذ توافرت الظروف التى ستعطى إجابة إيجابية عن هذا السؤال، فستشهد تركيا انتخابات مبكرة"، مؤكدا: "باختصار الانتخابات المبكرة لن يحددها رغبة البعض بها، بل إيجاد أردوغان الظروف التى ستجعله يفوز بها".

وأوضح سنجار أنهم يجرون استطلاعات للرأى بشكل شهرى، وأن كلا من إمام أوغلو، ويافاش، يتفوقان على أردوغان فى الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن أصوات يافاش تتفوق على أصوات أردوغان بشكل يفوق هامش الخطأ، فى حين تتفوق أصوات إمام أوغلو على أصوات أردوغان فى نطاق هامش الخطأ.

أما الاستطلاع الذى أجرته "أوراسيا" خلال شهر يناير الحالى، تم فيه سؤال المشاركين المرشح المنافس لأردوغان الذى يفضلونه فى الانتخابات الرئاسية، تفوق كل من عمدة بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وعمدة بلدية أنقرة، منصور يافاش، على أردوغان.

وتم طرح عدد من الشخصيات ضمن قائمة منافسى أردوغان، حيث حصل عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو على 42.1% من الأصوات، وفى المقابل حصل أردوغان على 37.2%.

وفى حالة منافسة منصور يافاش، عمدة أنقرة، للرئيس الحالى، فإن الأصوات الممنوحة لأردوغان تمثل 36.9%، بينما تمثل الأصوات الممنوحة لمنصور يافاش 42.7%، بفارق نحو ألف نقطة.

وشهد استطلاع الرأى اقتراب كل من رئيسة حزب الخير، ميرال أكشينار، ورئيس حزب الشعب الجمهورى، كمال كليجدار أوغلو، من أردوغان بشكل سريع.

ففى حالة منافسة كليجدار للرئيس الحالى، فإن الأصوات التى حصل عليها أردوغان تمثل 37.4%، مقابل 35.9% من الأصوات لصالح كليجدار أوغلو.

أما يرال أكشينار، فى حالة منافستها لأردوغان، فإنه وفق استطلاع الرأى، حصل على 37.1% من أصوات المشاركين، فى حين حصلت أكشينار على 36.4% من الأصوات.