منال لاشين تكتب: زوجة مولانا 6.. فضائح شيخ النسوان

مقالات الرأي




بدأ يقبلنى برقة فى وجهى ثم شفتى ثم نزل إلى رقبتى، وكان بيديه الأخرى يلمس ظهرى بأصابعه فى رقة وبحركات دائرية

1- فضيحة الإسكندرانية

بعد أربعة أعوام من طلاقى والعلاج النفسى أصبحت إنسانة عادية أعيش بدون خوف أو كوابيس، كنت أعمل عملين بحماس شديد، وأقضى إجازات كثيرة وقصيرة فى كل مكان فى مصر. كنت أشعر بجوع إلى المعرفة.. معرفة بلدى التى عشت فيها طوال عمرى حبيسة خرافات القاعة الشرقية وسجن الزوجية. عدت أستمع إلى الأغانى دون أن أخفض صوت المشغل أو أغلق علَّى بابى، والأهم دون أن ينتابنى شعور بالإثم والذنب. رحت انتقل ما بين ثومة وعمرو دياب وحتى أغانى المهرجانات فى أقل من ساعة. أريد أن أعيش الحياة التى افتقدتها لأكثر من 24 عاما. ولكننى استرحت على شاطئ الأغانى القديمة والطرب مع بعض استثناءات. لم أعد أخاف أو أشعر بانقباض من سيرة مولانا النصاب، كانت أخباره تأتينى على طبق من فضة من خلال عماتى وإخوتى غير الأشقاء، كانت لى عمة تؤمن به إيمانا قويا، وعندما علمت أنه خد فلوس عشان يطلقنى كفرت به، وفتحت خزانة أسرارها، وكانت عمتى صديقة لإحدى زوجاته. أصبحت زيارات عمتى إلينا تتحول إلى سهرة من الضحك المتواصل حول نوادرها مع مولانا النصاب أو حكايات زوجته عنه، ودائما ما تأتى زينب لهذه السهرات وتنام معى لأن عمتى كانت تبقى معنا يوماً أو يومين حتى لا يفوتها شىء من حكايات عمتى.

ذات سهرة قالت عمتى بشماتة: ربنا خلص لك حقك يا زينة من الراجل النصاب ده، أما حصلت له «حتة» فضيحة يا زوزو إنما إيه، قالت أمى: اللهم لا شماتة، ردت زينب: يا طنط الشماتة فى أمثال النصابين دول طعمها حلو زى المهلبية دى، وأشارت إلى طبق المهلبية التى نأكلها، قالت عمتى: اسكتى يا سميرة يا أختى، دا أنا شايلة منه ومن عمايله. أصرخ أنا وزينب: احكى بس يا عمتى. قالت عمتى: الراجل الناقص دا اتزوج واحدة صغيرة وبنت بنوت من الإسكندرية عمرها 19 سنة وطلقها يوم الصباحية. انشدت أمى للحوار وقالت: يا ساتر يارب ليه، قالت عمتى: ما هى دى الفضيحة.. الراجل جاتله حالة وما كانش عارف يعمل معها حاجة فى ليلة الدخلة.البنت عفية وهو بقى مش عارف يعمل إيه عشان يدارى الفضيحة، فحاول يخلص الموضوع بصوابعه، فظلت البنت تصرخ وتقول له: حرام عليك منك لله، وفى الصباح أعادها لأهلها وقال لأبيها: بنتك لا تلزمنى، وأعطاه 50 ألف جنيه تعويضاً، قلت بصوت مسموع: الله يرحمك يا بابا لو كنت فقيرة زى البنت دى كان بهدلنى. قالت زينب: ما تعرفيش يا عمتى البنت الغلبانة دى فين واسمها إيه، أنا ممكن أخلى بابا يقف معاها ويجيب لها حقوقها. ردت عمتى: لا .. أصل البنت دى اتزوجها برة عمارته. وعشان كده الحكاية اتعرفت لأن فى شيخ بالإسكندرية عرف الموضوع، وفضحه بين الشيوخ التانيين.. أكملت عمتى: أحسن ربنا يفضحه كمان وكمان اللى كسر ظهرى. سألتها: لى يا عمتى أنا الحمد الله زى الفل، تدخلت زينب مثل ضباط المباحث وقالت: أنت بينك وبين النصاب إيه يا عمتى، أوعى يكون حاول معاكٍ يا قمر، ضحكنا جميعاً وقالت عمتى: أنا، هو اللى زى ده يرضى بواحدة زيى والا فى سنى، أنا اللى كنت خايبة وهبلة. صرخت أنا وزينب فى صوت واحد: أيوه كدة ياعمتى قولى قولى. اعترضت عمتى وقالت: أقول إيه بلا هبل أنت وهى، فتدخلت أمى فى الحديث: لا سيبك منهم وخليك معايا هو حصل بينك وبينه حاجة.

استسلمت عمتى للضغط وقالت: الراجل الواطى كان بيرمى كلام كل ما يشوفنى ويبص لى ويقول (ما شاء الله سبحان الله)، كان يشكر فى أكلى وكل حاجة باعملها قبل ما ينقل أبوكم قعدته فى بيتكم. وأنا بقى اتعشمت وبخدمه بعنيا، وكل شوية يطلب منى حاجات عشان صحته. مرة يقولى إن نفسه تعبان، ومرة صدره طابق عليه، ومرة الحموضة، وأنا زى الهبلة أعمل بالعشر علب وابعت له، وحتى بعد ما اتزوجت المرحوم زوجى كنت أعمل له الحاجة وابعتها لبيته، وفى آخر المتمة يطلع مشغلنى لمزاجه وأنا مش عارفة. سألنا ثلاثتنا: إزاى، قالت: الحاجات اللى بيطلبها عشان يقوى نفسه للزواج والحاجات دى ويفضل زى الشباب. قالت زينب: أنت بتعرفى الحاجات منين يا عمتى، ردت بضحكة: منه يا روح عمتك، يقول لى اقلى لى بصل بالزبدة وعسل النحل وافرمى عليهم زنجبيل وحبة الطيب. أعمل برطمان وأبعت له على عمارته، مرة تانية عسل يمنى من واحد مخصوص وأحط فيه كل أنواع المكسرات بس أفرمها فرم ناعم، مرة ثوم بالزنجبيل والصنوبر. غير بقى وصفات الأعشاب مع العسل. لحد مرة ما المرحوم شفنى بأعمل برطمان البصل بالعسل، فاستغرب وقال لى: أنت بتعملى الحاجة دى ليه، هو أنا مش قايم بالواجب ولا إيه. أكملت عمتى: أنا زى العبيطة مش فاهمة وقلت له وأنت دخلك إيه دى حاجات لمولانا، فضل المرحوم يضحك وقال لى: أما شيخ عايق دى مقويات جنسية. ارتفعت ضحكاتنا على عمتى، فدخل أخى الكبير علينا وهو يقول: خير ما ضحكونى معاكم.. فعدنا نضحك من جديد، فخرج وهو يقول: خير اللهم ما اجعله خير. قالت زينب: ياعمتى وأنت لما عرفتى عملت إيه، قالت: هاعمل إيه كنت برضه بأعمل اللى هو عايزه لحد ما زوجته صاحبتى قالت لى: منك لله.. أنت الكريمات والمراهم والأكل اللى بتبعتيه للراجل مخليه يتزوج كل شوية بنت بنوت. سألت: هو أنت يا عمتى.. كنت بتعملى كريمات ومراهم كمان، ردت ضاحكة: لا والله يا بنتى.. أكيد واحدة تانية هبلة كانت بتعمل له الحاجات دى. تذكرت أننى لاحظت أيام زواجى منه أنه كان بيطلب حاجات من الخادمة مباشرة ولا أعلم بها.. قلت لهم: عشان كده كان فى أسرار بينه وبين الخادمة التى أصر أن تأتى إلى بيتنا. قالت زينب ضاحكة: تعرفوا إحنا ممكن نعمل مشروع من الحاجات دى.. عمتى تعمل برطمانات وأنا وأنت يا زينة نسوق ونبيع، ردت عمتى: أنا والله ما يحصل. دا أنا عمرى ما فكرت أعمل حاجة للمرحوم. أنا مش عارفة هم الشيوخ دول بيفكروا بالحاجات دى كتير كده ليه. سألتها زينب: حاجات إيه يا عمتى، فاحمر وجه عمتى وهددتنا: والله لو ما بطلتوا قلة أدب هأقوم أنام، فأعلنت أنا وزينب التوبة عن مضايقتها، فعادت إلى حكاية زوجته اللى كانت تذهب إليها من الحين إلى الآخر.

2- رجوع الشيخ لصباه

كانت صديقة عمتى زوجة مؤقتة إلى أن تحولت إلى زوجة دائمة لسبب يجهله زوجها حتى الآن، ويجهل أن عمتى كانت سببا فى استمرار هذه المرأة الطيبة فى حياتها معه، عندما تزوجها مولانا النصاب كان لايزال قادرا على الإنجاب، ولكنه كان يأخذ احتياطاته حتى لا ينجب من زوجته الجديدة حتى يطلقها عندما يمل منها. وعندما اشتكت المرأة لعمتى من أنها لم تحمل وتخشى أن يطلقها الرجل وهى يتيمة وليس لها أسرة، نصحتها عمتى بنصيحة كانت سمعتها من زوجها دون قصد. فقد قال زوجها لشقيقه الأصغر أنه أفضل وقت لحدوث الحمل هو الجماع قبل فترة الحيض بثلاثة أيام، ولذلك نصحتها عمتى أنها تحرص على الأيام دى تبقى معاه، وبالفعل حملت زوجته مرة واثنين وثلاث، وأصبحت زوجة من الزوجات الثلاث الأساسيات خاصة أنها كانت أصغر زوجاته الأساسيات.

هذه الزوجة كانت تتحمل معه الحياة كارهة ولكنها تفرغت لأولادها، وهو أيضا كان لا يزورها إلا من حين إلى آخر، وكانت تسلى نفسها بالنزول إلى الزوجة الجديدة كلما سافر مولانا، وتحكى لعمتى حكايات عجيبة عن الراجل المجنون كما كانت تسميه، وكانت الزوجات الشابات يقصصن عليها قصص فحش الشيخ وأنه لا يستحى من شىء، ويقول للزوجة: إنه يعيد سنة الرسول والسلف الصالح وأن النساء ناقصات عقل ودين فعوضهن الله بالفتنة والجمال لخدمة الرجل. مرة قالت له إحدى زوجاته المؤقتات: أنت هطلقنى ليه أنا ما عملتش حاجة غلط، فرد عليها: أنا اتزوجتك لأمتع نفسى بالحلال، وأنت لم ترض ربنا فىًّ، قالت له: إزاى أنا باعمل اللى أنت عايزه منى، فرد عليها الزوجة الصالحة تعرف ترضى زوجها مش تستنى لما يقول لها اعملى كذا، أنا راجل أحب الحياة وربنا أكرمنى بالصحة والمال يبقى لازم استمتع بهم دا شرع ربنا، الزواج فى حالتى أمر وجوبى لأنى أخشى ألا أحصن نفسى. قالت له: مش قادر تحصن نفسك وأنت متزوج أربعة فرد عليها: الزوجة البكر تعيد للرجل شبابه وتفتح نفسه على الدنيا.

بعد طلاقها ذهبت الزوجة المسكينة إلى أحد شيوخ السلفية، وحكت له عما حدث معها، فصعد الشيخ إلى المنبر فى خطبة الجمعة، وعرض بمولانا النصاب اللى عامل نفسه مراهق، وعايز يحب ويتحب زى العيال الصغيرة، وكانت فضيحة لم تنتشر إلا فى أوساط السلفيين الذين أطلقوا عليه (شيخ النسوان) وكتب آخر عنه دون أن يذكر اسمه قائلا: أول مرة أعرف إن الدعوة إلى الله محتاجة أن يعود الشيخ يرجع لصباه، وعلق شيخ ثالث: الحور العين فى الجنة فقط، واللى يحاول يعمل لنفسه فى الدنيا حور عين يبقى مجنون ومتهتك وفاحش والعياذ بالله.

3- عملية جراحية

رغم أن مولانا النصاب كان يدعو مريديه فى جلساته الدعوية إلى الطب النبوى، ويقلل من الطب الحديث ويسخر منه. إلا أنه عندما أصيب بالعجز وحدثت له فضيحة الإسكندرية الشهيرة، ذهب إلى طبيب أمراض ذكورة كبير وشهير، وأجرى عملية جراحية لتركيب دعامة للعضو الذكرى، ولم أكن قد سمعت عن هذه العملية، كنت مثل الملايين لا أعرف سوى تركيب دعامة للقلب، إلا أن الطبيب الشهير أخبر الشيخ أن كل ما يتناوله من أكلات وأعشاب وكل الكريمات لا دخل لها بحالته، وأن إعادة الحياة لفحولته تتطلب تركيب دعامة له، تحكى عمتى نقلا عن زوجته: الراجل غاب أسبوعين ثلاثة، ومعاه زوجة شابة لا تتجاوز العشرين من عمرها وبالطبع بكر بيضاء وذات جسد يميل إلى الامتلاء، وقالت لها زوجة الشيخ: إنه لا يعترف إلا بالمرأة البيضاء فقط لأن وصف الحور العين أن نساء الجنة بيض البشرة، ضحكت زينب وقالت: الراجل ماشى مع الشرع عايزين إيه بقى، وذكرتنى زينب: فاكرة واحنا صغيرين مش قلت لك إنه مش طايق يبص فى وشى. أكملت عمتى: إن هذه الشابة كانت ابنة أحد مريديه، وأن والدها هو من أهداها للشيخ تقربا، فطلب أن يراها حسب الشرع، ولما تأكد من جمالها تزوجها على سنة الله ورسوله، وظلت على ذمته حوالى سنة، وبعدين طلقها وجاب غيرها، قلت: دا إحنا على كدة ممكن نعمل فريق اسمه زوجات ومطلقات مولانا الشيخ، ردت زينب بضحكة: وتلعبوا فى الدورى النسائى، قالت أمى بجدية: أنا عمرى ما تصورت أن الراجل ده فاسد كده، ده زواج متعة وربنا نهانا عنه، قلت لماما وأنا أقلد صوت الشيخ: يا ماما ده يستر بنات الإسلام، وتلاقيه دلوقتى بيتزوج سورية بيضاء لنصرة الإسلام. دهشت عمتى وسألتنى: وعرفتى منين يا زينة أنه البنت اللى اتجوزها من سوريا، قلت لها: أصل اللى بينصبوا باسم الدين نوعين.. نوع بيولع الحرب والنوع الثانى يتجوز من بنات المهاجرين بعد ما يتشردوا، ردت زينب بجدية: تصدقى فعلا يا زينة. لم يعجب حديثنا الجاد عمتى فبدأت فى «المتاوبة»، قامت وهى تقول جملتها المعتادة: أنا داخلة أنام.. دعوا الخلق للخالق.

4- فضيحة مالية

كنت أعمل طوال الأسبوع حتى الساعة التاسعة والعاشرة، وآخذ يومين الإجازة راحة تامة لأعمل فيهما، وقد تعلمت هذا الأسلوب من خالى عندما قمنا بزيارته فى فرنسا. فالأجانب يعملون بجدية تامة طوال أيام الأسبوع، ويتفرغون للمتعة أيام الويك إند، حتى إذا جلسوا فى المنزل لا يعملون، ولذلك كنت أنا وزينب وشقيقها أشرف نذهب ويك إند فى إحدى المدن القريبة، أحيانا تذهب معنا أمى وطنط ماما زينب أو أخى الأوسط وزوجته فاطمة، أو نقضى الويك إند فى راحة تامة، وفى الأسابيع التى لا نسافر فيها تأتى عمتى محملة بخيرات العزبة وأخبار جديدة لمولانا أو بفضيحة جديدة له. كانت عمتى تأتى بزبدة وتقوم بوضعها على النار لتعمل لنا «مورتة» طازجة ومملحة، وكانت تحضر بط أو أوز أو حمام مطهو، وتدعو أمى زينب وشقيقها أشرف للغذاء.أشرف أكبر منا بسنتين وقد اتبع خطا عمى المستشار وأصبح مساعداً فوكيل نيابة، وكانت عمتى تسأله دائما عن سبب عدم زواجه، فيرد ضاحكا: نصيبى لسه ما جاش يا عمتى.

فى إحدى وجبات الغذاء حكت لنا عمتى أن الحاج كامل «اللى كان حماى» دبر فضيحة للشيخ عشان ينتقم منه، إنما فضيحة بجلاجل، سألها أشرف باهتمام: إزاى. قالت له: المفروض إن الشيوخ دول مش مع الطلاق أبدا لأنه أبغض الحلال، فالحاج كامل بعت لمولانا واحدة غنية وأعطاها الحاج كامل فلوس كثيرة، فاتبرعت بـ 2 مليون جنيه للشيخ، وطلبت منه فتوى أنها تتطلق لأن زوجها بيضربها ويهينها، فأعطاها فتوى الطلاق، وكانت تسجل له، ووزعوا الشريط على بعض أتباع الشيخ، ده غير أن طليقها راح للشيخ وضربه. فاضطر مولانا أن يطلع فى التليفزيون ويقول عمرى ما قلت لواحدة اتطلقى. الست لازم تستحمل زوجها، وزوج خير من العنوسة أو الطلاق والزوج يعمل اللى هو عايزه فى زوجته. علق أشرف: يعنى تموت من القهر، قالت عمتى: هما كده. طيب ما مراته صاحبتى قالتلى إنه اتزوج بنت صغيرة وطلبت منه الطلاق أو تولع فى نفسها، قال لها: هتموتى كافرة، وفضل يعاشرها لحد ما زهق منها وطلقها، قلت لأغير الموضوع لأن أشرف تأثر جدا: ذوق يا أشرف المورتة.. دى تخصص عمتى، فضحك وقال: أنا عارف المورتة هو أنا فرنساوى زيك يا زينة، رددت محتجة: أنا مصرية بنت الحاج عزت والست سميرة.

5- حياة سعيدة

بعد الغداء اقترح أشرف أن نسافر الأسبوع الجاى الجونة لأن فيه إجازة طويلة فوافقت أنا وزينب على الفور.

لاحظت أن أشرف يريد أن يجلس معى على انفراد، فقلت له: تعالى نطلع الفرندة.. بعد لحظة صمت قال أشرف: زينة أنا بحبك وعايز أتزوجك، قلت: كده خبط لزق، ابتسم وقال: أنا رجل قانون ومليش فى الطريق العوج. سألته بقلق: بس الزواج يا أشرف مش اتنين بيحبوا بعض، فيه الأهل، وممكن عمى أو طنط يعترضوا وأنا مش عايزة أخسر زينب، قال: ليه عشان اتزوجت قبل كده، قلت: مرتين ، رد ببساطة: أنا مش ممكن هاقولك أتزوجك من غير ما أقول لأهلى وآخذ موافقتهم، وهم موافقين وشايفين إنك أحسن عروسة فى الدنيا. قلت بلهفة: طيب وهييجوا امتى، ضحك بصوت عالٍ وقال: دا أنتِ واقعة بقى، فضحكنا سويا.

فى الحقيقة كنت معجبة بأشرف، كان يعاملنى برقة وينفذ كل ما أطلبه منه وكان يكفى أن تقول له زينب إن زينة عايزة كذا أو كذا ليوافق فورا، ولكننى كنت أفسر رقته معى على أنها عطف على حالتى.

فى المساء زارنا عمى المستشار وطنط وأشرف وزينب، وطلبوا يدى من إخوتى وماما، وزغردت عمتى وقالت لأشرف ببساطتها: ياه ده أنا قلت مش هتنطق. أصرت على أن أطلب إخوتى من بابا وأقول لهم إن ابن عمى المستشار أتقدم لى فقال أكبرهم: على خيرة الله يا أختى خير الجيرة وخير النسب. اتفقنا على الزواج بعد شهر، وطلبت أمى من أشرف أن نتزوج معها فى بيتها لأنها ستبقى وحيدة بعد زواجى.. نظر أشرف إلى والديه فوافقا بنظرة فقال أشرف: تحت أمرك يا طنط، بس أنا عندى شقة كبيرة بجنينة فى الشيخ زايد، فقالت أمى: أنا عارفة يابنى أنكم أغنيا وأحسن الناس، فتدخلت زينب: خلاص يا أشرف سيب الشقة لأختك، فعلقت طنط: هو فى حد، فأحمر وجه زينب وقالت وهى تنظر لى: حد مين يا ماما، فقلت لإنقاذها: ما هو إن شاء الله هيبقى فى حد يوما ما، فضحكوا جميعا وقال أشرف لزينب: فضحتِ نفسك ثم قال: لو موافقين على الموعد أحجز للفرح يوم الخميس أو الجمعة بعد أربعة أسابيع، ولكن زواجنا اتأجل أسبوعاً لعدم وجود حجز. أجلنا رحلة الجونة وحجزنا فى فندق بها لشهر العسل، كنت أسابق الزمن للإعداد لزواجى، نشترى حاجات أونلاين، وفتشنا فى غرفتى فوجدنا ملابس نوم وبيت وخروج لم ألبسها من قبل بعضها من رحلة فرنسا، وأرسلت لشراء فستان الزفاف من باريس، وأخلت لنا أمى جناح إخواتى المكون من ثلاث غرف، فاشترينا غرفة نوم على عجل وأجلنا شراء باقى العفش، كنا أنا وأشرف نسرق ساعتين لنخرج معا كخطيبين، اكتشفت خلال هذه الأيام أننى كنت بحب أشرف، ولكن نظرا لظروفى استبعدت فكرة الزواج، عندما صارحته بهذه الفكرة قال ضاحكا: كل ده ومش حاسة دنا كان ممكن اتفصل لو عرفوا أنى نزلت التحرير عشان خاطرك. ده حتى عمتك كانت واخدة بالها، قلت له: بس زينب عمرها ما جابت لى سيرة، ضحك: أنا عمرى ما قلت لها حاجة، قلت: ده أنت راجل حويط قوى، ضحك وقال بالصعيدى: قوى قوى.

أصر عمى المستشار أن يقيم لنا فرحا كبيرا فى فندق شهير بالقطامية ودعا له كل أصدقائه ومعارفه وأقاربنا، وجاء أهل أبى كلهم من العزبة والصعيد وجاء خالى وأسرته من فرنسا لحضور الزواج لمدة يومين فقط. أعجبى أن عائلة أشرف لم تكن تعرف شيئا عن زواجى السابق، وعندما قلت لأشرف قال: هو مش عيب عشان نخبيه، بس مفيش حد من حقه يتدخل إلا بابا وماما فقط، قلت مبتسمة: راجل حمش.

بعد الفرح اصطحبنا أخى الأكبر وماما وطنط إلى المطار وذهبنا إلى الغردقة، ومنها إلى الجونة، كنت أشعر بالإرهاق وقلق لذيذ، غيرت ملابسى بسرعة لأنام، فقال أشرف وهو يقبل يديى: إحنا تعبانين تصبحى على خير. ضحكت رغما عنى بصوت عال، فدهش أشرف وسألنى بتضحكى على إيه، قلت: مفيش، امسك يدى برقة وقال: إحنا اتعهدنا ألا نخفى على بعض حاجة، فقلت ضاحكة: أصل أنا بابا زوجنى واحد قال لى برضه تصبحى على خير وكان لا مؤاخذة، صاح أشرف وهو يضمنى إلى صدره: إيه أنا لا مؤاخذة، طيب مفيش تصبحى على خير، بدأ يقبلنى برقة فى وجهى ثم شفتى ثم نزل إلى رقبتى، وكان بيديه الأخرى يلمس ظهرى بأصابعه فى رقة وبحركات دائرية، خفت أن يغمى علَّى، ولكن ذلك لم يحدث، وكنت أشعر أننى فى بحر موجة تشلنى وموجة ترجعنى، وفتحت عينى على ضوء الشمس ساطعا بشدة، وأشرف يقول لى: قومى يا كسلانة الساعة بقت واحدة الظهر، قبلته فى فمه بهدوء وقال لى: صباح الفل يا أجمل عروسة.. ثم تذكر شيئا فقال: بقى أنا لا مؤاخذة، ضحكنا معا فقال: كنت خايف لتكونى متوترة أو خايفة، ظللنا فى الجناح طوال اليوم، وفى المساء نزلنا للعشاء، وكنا نتنزه فى الفندق، الفندق جميل بلونه القرمزى وقبابه والبحيرات التى تشعرك أنك تعيش داخل جزيرة فى البحر.

قضينا شهر العسل فى سعادة تامة حتى إننى لم أتذكر أننى كنت متزوجة من قبل، لم يخطر لى زوجى الشاذ ولا مولانا النصاب، إلا خلال رحلة العودة بالطائرة، قمت بالشكر لربنا لأنه عوضنى عن كل ما جرى لى، حينما وصلنا للمنزل كان الجميع فى استقبالنا، ولما أخى الأكبر شاف السعادة تملأ وجهى قال والدموع فى عينيه: ألف رحمة ونور ليك يا بابا، زينة سعيدة ومع راجل يستحقها زى ما كنت عايز.

أشرف له شخصيتين، فى العمل حاسم جدا، ومعروف عنه أنه لا يقبل الغلط، ويكتفى بالابتسام وسمعته زى الجنيه الذهب، أما فى حياته الخاصة بيحب الضحك والفرفشة وحنين جدا وليست له طلبات خاصة، وأشرف يعد للدكتوراه فى القانون، ويذهب إلى فرنسا مرتين فى العام لمقابلة المشرف، ولذلك نكون أنا وهو مشغولين طوال الأسبوع، ونعمل اللى إحنا عايزينه فى الويك إند، وعندما كان أشرف ينشغل بالدكتوراه فى الويك إند يقول لى ضاحكا: يلا على ماما وزينب وعمتك، مش دول شلة الأنس، وكنت أرفض أن أتركه فيرد قائلا: يا حبيبتى حرام تقعدى لوحدك وأنا مشغول، فى هذه الأيام كانت جلسات عمتى تعود مرة أخرى بين الضحك والكركرة. ذهبت إلى دكتورة أمراض نسا لأننى كنت خائفة أن تكون الحاجات اللى كان بيعملها زوجى السابق أثرت على قدرتى على الإنجاب، ولكن الطبيبة طمأنتنى بعد إجراء الكشف وعمل أشعة وتحاليل فتركت أمر الإنجاب إلى الله، وبالفعل بعد شهرين بدأت أعراض الحمل علَّى، طار أشرف من الفرحة لخبر حملى، سألته عايز ولد ولا بنت، رد: اللى يجيبه ربنا كويس بس أنا عايز طفل بجمالك وطيبتك وذكائى وعبقريتى، وضحك فقلت له: أنت قصدك أننى غبية، وكأن الفرح قرر ألا يترك أسرتنا تقدم لزينب الشاب اللى بتحبه، مهندس ديكور ابن ناس طيبين فوافق عمى المستشار، ولكنه اشترط على العريس أن تقيم ابنته فى نفس العمارة، وطلب منى عمى شراء شقتى اللى تزوجت فيها مولانا النصاب فوافقت على الفور، كعادة عمى اشترط أن يأتى سمسار ويقدر ثمن الشقة ولم يقبل أن أترك جنيهاً من ثمنها، أنا سعيدة وكأن الدنيا كانت تدخر لى حظى الحلو، أصبحت آكل كثيراً جدا، وأشرف يضحك ويقول: روحى نامى عند مامتك خايف تأكلنى أنا كمان، فأرد: أنا باكل لاثنين فيقول «لا لعشرة» أجريت أشعة لمعرفة نوع المولود، وعرفنا أنها بنت، فقال أشرف: دى تبقى أول نائب عام ست فى مصر إن شاء الله، كان أشرف يحلم بان يكون نائباً عاماً أو حتى فى مكتبه الفنى، فأقول له: إيه الفرق بين قاضى القضاة والنائب العام، فيقول لى: القضاء مهمة عظيمة، ولكن القاضى بيحقق العدل لما ييجى له فى قضية، لأن المظلوم لازم يرفع قضية الأول، ولكن النائب العام عنده سلطة أن يوقف الظلم ويرجع الحقوق لأصحابها حتى بدون أن يذهبوا إليه، يعنى يعرف من الإعلام أن فيه واحد مظلوم أو وضع خطأ فيأمر بفتح تحقيق، النائب العام محامى الشعب، عرفتِ بقى أنا نفسى أبقى نائب عام ليه، عشان أرفع الظلم عن أى واحد، قبلته على خده فاحتضننى وقال: يا أم النائبة العام. وصلت جيهان هانم بعد طول تعب، وكان أشرف يترك مذاكرته ليداعبها ويشرح لها القانون والعدل، وعندما تبتسم يقول لى: شفت بنتى عارفة كل حاجة، فأحتج: دى ابتسامة عفوية أنا لو قلت لها هتبقى مهندسة ديكور هتبتسم برضوا، فينهى أشرف المناقشة: تختار اللى هى عايزاه، المهم نعلمها إزاى تختار صح.

6- أم الفضائح

بدأت أرجع لشغلى بالتدريج عشان أحافظ على مواعيد رضاعة جين كما كنا ندلل جيهان، وعندما كنت أذهب لمكتب الديكور آخذها معى فتقول عمتها زينب: كده أحسن عشان تحب الألوان والديكور عندا فى أبوها، ومضت حياتنا على أحسن حال، وكنت أتصدق كثيرا لأن الصدقة تزيد الرزق، ليس المال فقط بل الصحة والسعادة والستر.

وذات يوم عادت سيرة مولانا النصاب مرة أخرى، هذه المرة ليست عن طريق عمتى، ولكن طريق الفيسبوك، نادانى أشرف وهو يضحك وقال لى: اقرئى الراجل النصاب واحد صاحبه عمل له فضيحة بجلاجل قلت له: إزاى، قال: اتفضح وبان المستور والكل عرف أنه من الشيوخ اللى بيتجوزوا للمتعة ويطلقوا بدون سبب، والدنيا كلها مقلوبة عليه الصحف والبرامج والفيس.

حاول مولانا النصاب أن يغطى على فضائحه الجنسية وأن ينسى الناس إنه من مشايخ النساء والحيض فقرر أن يهاجم بقية المشايخ وأن يهاجم الحكومة لأنها لا تطبق شرع الله، فلبس فى قضية أمن دولة، ولم يخرج منها إلا بعد أن اعتذر وباس الأقدام قبل الأيادى، واضطر للاختفاء عن الأنظار لفترة طويلة بدعوى المرض مرة والسفر مرة وفقد كثير من مريديه الذين تحولوا إلى شيوخ آخرين، خاصة أن عدداً من شيوخ السلفيين والأزهريين معا هاجموه بضراوة لأنه يسىء استخدام سلطة الطلاق وحوله إلى زواج متعة، وبدأ بعض النشطاء المدنيين يعيدون كلام مولانا النصاب عن التكافؤ فى السن بين الزوجين، وعليها تعليقات ساخرة تفطس من الضحك، واحد كاتب فارق السن بينه وبين زوجته الأخيرة أكثر من 50 سنة هو دا قمة التكافؤ بين الجد وحفيدته، رد آخر: دول كذابين وبوشين أو بـ20 وش (فى إشارة لعدد زوجات مولانا النصاب)، وكتبت واحدة: نفسى أعرف بيجيب وقت منين، ده أنا زوجى مش متزوج غيرى ومن الشغل والتعب بقينا لا نفكر فى هذه الأشياء إلا نادرا، رد عليها آخر: عشان هو بتيجى له الفلوس بالكوم ومش محتاج يشقى، الفلوس يا جماعة بتقوى الصحة، كتب خامس: واحدة كانت متزوجة الراجل النصاب ده وبتحلف أن الفلوس بالملايين فى دولابه وما حدش بيسأله بيصرفها فين، فعلق واحد: برضه يا جماعة هو ما استخدمش الفلوس فى الإرهاب، أحسن إنه بيجاهد فى السرير، وتمكن شاب من الحصول على صورة للشيخ أمام مائدة عامرة بما لذ وطاب، وعلق: نفسى أبقى شيخ زيه أغوص فى اللحم وأتزوج كل شوية موزة، ويرجع النصاب ده يقولك (وهبت نفسى للدعوة) رد آخر: تصدق ممكن مراته الجديدة يكون أنها وهيبة ولا دعوة. انخفضت شعبيته كثيرا بعد هذه الفضيحة وقلت الملايين التى يحصل عليها خاصة من الخارج لأنه أصبح بالنسبة لهم ورقة محروقة، صحيح أنه لم ينته تماما ولكن الله فضحه حتى صوره اختفت منها النظرة الحانية والبشرة الموردة وعلا وجهه المرض وقيل إن ذلك من كثرة الزواج بفتيات صغيرات.

7- فيض الخير

فى هذه الأثناء كنت أنتظر مولودى الثانى، كنت أريد أن اسميه عزت على اسم بابا الله يرحمه، لم يعترض أشرف وقال: اللى أنت عايزاه، بس أنت مش شايفة أن عزت اسم قديم، إيه رأيك نسميه باسم يبدأ بحرف الجيم زى أخته، فكرنا فى جمال أو جلال، فترك لى أشرف حرية الاختيار فاخترت جمال.

كانت أمى تذهب قليلا للمركز الدينى الذى أسسناه طبقا لوصية أبى فى 6 أكتوبر، فاقترح عليها أشرف اقتراحا لم نجرؤ على عرضه عليها منذ سنوات، فقد اقترح عليها أن يكون مركز الجمعية فى شقة القاعة الشرقية حتى تستطيع أن تتابع كل الأعمال بنفسها، وبذلك يظل اسم أبى فى المركز والعمارة، وأن تكون القاعة لدروس محو الأمية لفتيات العزبة. قال أشرف: الجهل سبب كل البلاوى، وهو اللى مخلى الناس البسيطة تصدق شيوخ النصب وتبتعد عن الأزهر الشريف، وناس العزبة أولى بالخير فالأقربون أولى، فكرت أمى كام أسبوع ثم أعلنت موافقتها على اقتراح أشرف، وفصلنا شقة القاعة الشرقية عن بيتنا، وأصبح لها باب منفصل من الأرابيسك وتعلوه لافتة نحاسية لامعة مكتوب عليها: دار عزت للبر والتقوى.

تولت عمتى إقناع الفتيات لأنها تعرفهن وتعرف كل الأسر. فى البداية اعترض بعض مريدى الشيخ النصاب، فتولى إخوتى من أبى أمر مواجهتهم، وساعدهم فى ذلك أن سمعة أبى العطرة وأعماله الخيرية كانت محل تقدير من أهل العزبة، فهو لم يستغلهم لا فى الوصول لمجلس الشعب ولا أى مصلحة، كنا نعلمهم القراءة والكتابة وحرفة ويأتى أتوبيس كل أسبوع ليأخذهم إلى الدار بأكتوبر حيث يلقى شيخ من الأزهر درسا دينينا، ويحصلون على مكافأة شهرية مالية.

كنت أمر كل يوم على الدار الملاصقة لشقتنا، واقتربت منى ذات مرة فتاة محجبة وجميلة، وقالت فى خجل: أخوى عايز يزوجنى لشيخ عجوز يعرفه من اللى بيقولوا عليهم سلفيين، وأنا خايفة يكون هيتزوجنى شوية ويطلقنى زى ما بنسمع دلوقتى، شعرت بالسعادة لأن البعض بدأ يعرف هؤلاء النصابين على حقيقتهم، طلبت من أخى الأكبر من والدى أن يتدخل لدى شقيقها حتى لا يجبرها على الزواج من رجل عجوز أكبر من أبيها. تراجع الرجل خاصة أن شقيقته تحصل على مرتب شهرى من المركز الدينى وتتعلم الخياطة والقراءة والكتابة.

أصبحت الآن أفكر بشكل أوسع من الماضى أو تجربتى الشخصية، وأفرح لأننى أساعد فى خلق نقطة ضوء تضىء الطريق الصح للبنات وأهلهم حتى لا يقعن فى أيدى أمثال مولانا النصاب وتجار الدين.

انتهت
طبق الأصل