مناوشات متكررة.. كيف توترت العلاقات بين إثيوبيا والسودان؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


مناوشات ليست الأولى، وربما لن تكون الأخيرة، تلك التي تجمع إثيوبيا بالسودان، على خلفية توتر العلاقات، التي ربما جاءت نتيجة طبيعية لأزمة سد النهضة، الذي دأبت إثيوبيا على المراوغة أثناء التفاوض بشأنه، مع السودان ومصر، وهو ما أسفر عن فشل جميع المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الإفريقي، والتي أبدى السودان غضبه حيالها، وقرر مقاطعتها في بعض الأحيان.

التوتر في العلاقات بين البلدين الذي تفاقم مؤخرا، انتقل إلى المناطق الحدودية بينهما، في تصعيد خطير بين الخرطوم وأديس أبابا، يراه البعض خطوات نحو اندلاع حرب، لا سيما مع اتهامات السودان لإثيوبيا بقصف مناطق من أراضيها، والرد بهجمات مماثلة على مواقع إثيوبية.

إثيوبيا تحذر من أطراف الفتنة
على الرغم من أن التصريحات السياسية والدبلوماسية الصادرة عن مسؤولي البلدين، تشير إلى حالة من الفتور، وتبدي عدم نية أي منهما شن حرب على الطرف الآخر، إلا أن الواقع يشهد خلافًا لذلك، فالجنرال برهانو جولا، قائد الجيش الإثيوبي، كان قد نفى اختراق مقاتلة إثيوبية أجواء السودان، مؤكدا أن أديس أبابا لن تتورط في حرب مع الخرطوم.

وأكد جولا أن ما تم تداوله من أخبار عن اختراق طائرة عسكرية إثيوبية لا أساس له من الصحة، وأن قوات بلاده الجوية لم تتجاوز حدودها قيد أنملة، مشيرا إلى أن إثيوبيا لن تحارب السودان، فبلاده ليست بحاجة للحرب مع السودان بأي حال من الأحوال.

وتابع جولا: "هناك من لديهم مصالح في إشعال الفتنة ودق طبول الحرب بين البلدين.. موضوع التعديات على الحدود بين البلدين لم يكن جديدا بسبب عدم ترسيمها، ولا يمكن اعتبار ذلك احتلالا من جانب أي طرف".

اتهامات سودانية تلاحق أديس أبابا
في المقابل، اتهم الجيش السوداني نظيره الإثيوبي بقصف مواقع سودانية، حيث أعلن وزير الدفاع السوداني، الفريق ركن ياسين إبراهيم ياسين، رفض بلاده لحديث رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، عن وجود نزاع حدودي بين البلدين، مشيرا إلى أن المناطق الحدودية واضحة، وقد نصت عليها الاتفاقيات الدولية.

وكان الجيش السودانى، قد أعاد انتشاره وتمركزه، خلال شهر نوفمبر الماضي، في مناطق الفشقة على الحدود الشرقية، للمرة الأولى منذ عام 1995، وقال إنه استرد هذه المساحات من قوات إثيوبية.

توتر من نوع آخر
وبينما تشهد العلاقات الإثيوبية السودانية حالة من الاحتقان، والتوتر المتصاعد، انتقلت الصراعات إلى مستوى آخر، إذ اختطفت ميليشيات إثيوبية 3 تجار سودانيين، السبت، من داخل الأراضي السودانية بولاية القضارف.

وذكر موقع "سودان تريبيون" الإخباري، أن مليشيات إثيوبية، اختطفت بالقوة المسلحة 3 تجار، بعد توغلها داخل الحدود السودانية بعمق 7 كيلومترات، فيما نشرت السلطات تعزيزات عسكرية إضافية في منطقة باسندة.

وأضاف أن المليشيات الإثيوبية، المدعومة من جيش بلادها، اعتادت على اختطاف السودانيين في الشريط الحدودي، بغرض الحصول على فدية مالية.

ونقل الموقع السوداني عن مراسله فى الشريط الحدودي، قوله إن مليشيات إثيوبية اختطفت 3 تجار سودانيين، من داخل الأراضى السودانية بعمق 7 كيلو مترات، وأضاف: "نشرت السلطات السودانية تعزيزات عسكرية فى منطقة باسندة التابعة لولاية القضارف فور وقوع الاختطاف".

والتجار المختطفون هم: نجل عمدة قبيلة الحمر أحمد موسى دفيعة، ومحمد موسى مستور، وأحمد إبراهيم أحمد.

كما نقل عن شهود عيان قولهم، إن عملية الاختطاف وقعت عندما فتحت المليشيات الإثيوبية النيران على دراجة بخارية كان يقودها التجار، إذ أن 7 من أفراد المليشيات، كانوا يحملون أسلحة كلاشنكوف وأسلحة بيضاء، وطالبت المليشيات بفدية قدرها 3 ملايين، و600 ألف جنيه سوداني، نظير إطلاق سراح المختطفين الثلاثة.