إصابة مديرة الديوان الرئاسي بالعمى.. تفاصيل جديدة في محاولة اغتيال الرئيس التونسي
شهدت تونس حالة من الجدل، على مدى الـ24 ساعة الماضية، بعد الكشف عن أنباء تفيد بتعرض الرئيس قيس سعيد لمحاولة اغتيال بالسم، عبر ظرف مشبوه تلقته رئاسة الجمهورية.
وبينما أكدت فيه مصادر محاولة الاغتيال التي جرت، يوم الإثنين الماضى، باستخدام مسحوق غاز الريسين القاتل، بادر آخرون بنفي ما تردد من أنباء، إلا أن رئاسة الجمهورية التونسية حسمت الجدل، وأصدرت بيانا، اليوم الخميس، كشفت فيه تفاصيل ما جرى.
ظرف لا يحمل اسم الراسل
وجاء فى بيان الرئاسة التونسية: "تلقت رئاسة الجمهورية يوم الإثنين 25 يناير 2021، حوالى الساعة الخامسة مساء، بريدا خاصا موجها إلى رئيس الجمهورية، يتمثل في ظرف لا يحمل اسم المرسل".
إصابة مديرة الديوان الرئاسي
وأضاف البيان: "تولت السيدة الوزيرة مديرة الديوان الرئاسي فتح هذا الظرف، فوجدته خاليا من أي مكتوب، ولكن بمجرد فتحها للظرف تعكر وضعها الصحي وشعرت بحالة من الإغماء وفقدان شبه كلي لحاسة البصر، فضلا عن صداع كبير في الرأس، كما تجدر الإشارة إلى أن أحد الموظفين بكتابة رئاسة الديوان كان موجودا عند وقوع الحادثة وشعر بنفس الأعراض ولكن بدرجة أقل".
وأشار البيان إلى أنه "تم وضع الظرف في آلة تمزيق الأوراق قبل أن يتقرر توجيهه إلى مصالح وزارة الداخلية، ولم يتسن إلى حد هذه الساعة تحديد طبيعة المادة التي كانت داخل الظرف".
وتابع أن مديرة الديوان الرئاسي توجهت إلى المستشفى العسكري للخضوع لفحوصات طبية، والوقوف على أسباب التعكر الصحي المفاجئ.
الرئيس التونسى بخير
وأوضح البيان أن مصالح رئاسة الجمهورية لم تنشر الخبر في نفس اليوم الذي جرت فيه الحادثة تجنبا لإثارة الرأي العام وللإرباك، ولكن تم في المقابل تداول هذا الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي لذلك وجب التوضيح.
وأكد البيان أن "مؤسسة رئاسة الجمهورية إذ تطمئن الشعب التونسي بأن رئيس الجمهورية بصحة جيدة ولم يصبه أي مكروه، فإنها تتوجه بالشكر إلى المصالح الأمنية المختصة وخاصة الإدارة العامة لأمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية على جاهزيتها وسرعة قيامها بالاختبارات اللازمة، كما تشكر المصالح الطبية بالإدارة العامة للصحة العسكرية على تدخلها السريع".
كما أكدت حرصها على ضمان الحريات التي كرسها الدستور ومنها حرية الرأي والفكر والتعبير والإعلام والنشر، وتعلن مساندتها المطلقة للكلمة الحرة المعبرة عن الرأي الحر، وتستغرب في المقابل مطاردة من تولى تناقل خبر محاولة التسميم هذه، عوض البحث عمن قام بهذه المحاولة البائسة.
التحقيق في الواقعة
كانت وكالة "رويترز" للأنباء، قد نقلت عن مصدر في رئاسة الجمهورية التونسية، الأربعاء، قوله إن الرئاسة تلقت ظرفا مشبوها يحتوي على مسحوق، وهو ما دفع إلى إجراء تحقيق في الواقعة.
وذكر المصدر، الذي لم يجرِ الكشف عن هويته، أن الرئيس التونسي بخير، إذ إنه لم يفتح أي ظرف، بينما ذكرت قناة التاسعة في تونس، أن أحد موظفي القصر الرئاسي هو الذى فتح هذا الظرف المشبوه الذي أثار الشكوك.
وذكرت بعض المصادر المحلية أن الأمر يتعلق برسالة تحمل مسحوق غاز الريسين القاتل، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل، نظرا لسرية التحقيق.
بينما قالت صحيفة "الشروق" التونسية أن النيابة العمومية أذنت بفتح بحث تحقيقي تحت إشراف وحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب، حيث أجرت وحدات الشرطة الفنية والعلمية الاختبارات البيولوجية اللازمة، ليتبين خلو الظرف المشبوه الذي ورد إلى رئاسة الجمهورية من أي مواد سامة.