د.حماد عبدالله يكتب: تصنيف المصريين {1} !!
تصنيف المصريين كانت سمة من سمات النظام البوليسي سواء أيام "القلم السياسي" قبل (ثورة يوليو 1952) , أو جهاز "صلاح نصر" خلال ستينيات القرن الماضي أو مباحث أمن الدولة في الحقبات الزمنية الاخيرة قبل فورة (25يناير) !! وكذلك قبل 30 يونيو 2013(عودة الوطن لهويته).
وبناءاً على هذا التصنيف كانت تتم معاملة المصريين , فهؤلاء الغلابة , يمكن إستخدامهم ولا يمكن أن ينالو مقابل ما يقدمونه من خدمات , فهذا واجب بل (يحمدوا ربنا) فالباشوات يتعاملوا معهم ، وهذا وحدة "شرف" يناله الغلبان من المصريين, وشاهدنا ذلك سواء في أفلام الأبيض والأسود أو على صفحات الحوادث ,وفي الحياة اليومية لمن يتأمل أحداثها!!
وكان التصنيف السياسي , أيضاً من نصيب المصريين فهؤلاء (وفديين) , وهؤلا "سعديين", وأخرين من حزب (مصر الفتاه) , و(شيوعيين) , وأخيراً والأعم (الإخوان المسلمون) !!
وبناءاً على هذا التصنيف , بغض النظر عن الفروق السياسية بين هذه الطوائف إلا أن المعاملة أيضاً تتم حسب قوة كل طائفة في السوق السياسي المصري , أو تولي السلطة لأحد تلك القوى , وربما أيضاً كان القصر (الملك) أو السفارة ( المندوب السامي) هم أيضاً أصحاب الأيدي الخفية التى تلعب بالخيوط وتحرك الأوراق أو الهياكل السياسية على المسرح السياسي المصري.
ولعل التصنيف السياسي بعد (يوليو 1952) أخذ شكل جديد , فبعد إنهاء الحياة للأحزاب السياسية وحل جماعة (الأخوان المسلمين) , أصبح الجميع يلعب تحت الأرض , حيث التنظيم السياسي الأوحد , هو , (هيئة التحرير) أو (الإتحاد القومي) أو (الإتحاد الإشتراكي ومنظماته ) من شباب وطلائع وخلافه !!
وبالتالي قَُِسمَ شعب "مصر" إلى مؤيدى (للنظام) وإلى قوى معارضة , ورجعية , وغيرهم , وبالتالي سلطت عليهم أذناب الأجهزة البوليسية !!
ولعلنا في الخمسون عام الماضية وفي حكم بدأ وكأننا نحلم , ثم إستفحل الأمر خلال العشرون عاماً الأخيرة حينما ظهرت فكرة (توريث الحكم) , وترتب على ذلك ضعف النظام بالكامل وبدأ في الإنحسار أمام طموحات شعب مصر العظيمة,
كانت أدوات البطش جاهزة , وكلنا عاصرنا "العادلي " في أخر عقدين من الزمن وكيف تعاملت هذه الأجهزة مع تصنيفات المصريين .
والسؤال اليوم هل نحن وبعد أن أعتقدنا أننا قمنا بتحرير الوطن من (شلة) إستولت على مقاليد الأمور في البلاد, وعاثت في الأرض فساداً !!
هل نحن قضينا على تصنيفات الشعب المصري وأصبحنا قوة واحدة نعمل على إدارة شئون مستقبل الوطن بإجتهاد , ونبذل ما يمكن بذله من عطاء من أجل مستقبل بلادنا؟!! هذا السؤال الطويل الإجابة عليه بالسالب لا !!
حيث زادت التصنيفات ، فاليوم بجانب مالدينا رسمياً من أحزاب وجماعات سواء رسمية أو غير رسمية كلها تلعب بحرية كاملة دون ضبط أو ربط يضاف إليها البلطجة سواء الرسمية أو الغير رسمية , وأضيف عليها اليوم تصنيف أخر هو (الفلول) أي المقيدون في (الحزب الوطني) المنحل , وأغلبهم من الكفاءات العالية في المجتمع والتى سعى النظام السابق لضمهم لصفوفه , بجانب المنتفعين, والفاسدين أيضاً , وزادت الأعداد في التصنيفات المصرية وللحديث بقية ...!!