يافاش وأوغلو في صدارة منافسي أردوغان.. هل ستلجأ تركيا إلى الانتخابات المبكرة؟
غضبة شعبية، وأمل في التغيير.. هكذا يبدو المشهد السياسي في تركيا، التي يواجه فيها نظام الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، رفضا جماهيريا وسياسيا، لا سيما في ظل السياسات البالية التي ينتهجها أردوغان وحكومته وحزبه الحاكم، وبعد الكشف عن تورط رموز نظامه وحاشيته، إلى جانب تورط أبنائه في قضايا الفساد.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الرئيس التركي قيادة البلاد إلى حافة الهاوية، وإلى الضياع، الذي يبدوا وشيكا بسبب سياساته الداخلية والخارجية، التي تتسم بالعدوانية، ولا تراعي القوانين والاتفاقيات الدولية، كما أنها لا تخدم مصالح بلاده، بل تقوم على خدمة مصالح الشخصية، وطموحاته التوسعية، بعيدة المنال، يعاني الاقتصاد التركي من الانهيار، بعدما أرهقت مخططات أردوغان خزينة الدولة، للإنفاق على تنفيذها، لكنها باءت جميعها بالفشل.
ومع اتباع أردوغان سياسة القمع الداخلى، من خلال تكميم أفواه المعارضة التركية من رموز السياسة والإعلام، وصل الشارع التركى إلى حد الغليان، إذ يعقد الأتراك آمالا كبيرة على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، تطيح بنظام أردوغان، وتأتى بوجوه جديدة، لعلها تنتشل بلادهم من مصيرها المشؤوم.
جدل بشأن انعقاد انتخابات مبكرة
وبحسب صحيفة "زمان" التركية المعارضة، كشفت نتائج استطلاع أجرته مؤسسة "متروبول" للدارسات، خلال شهر يناير الحالى، أن عمدة بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وعمدة بلدية أنقرة، منصور يافاش، تفوقا على الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، إذ تضمن استطلاع الرأى سؤال المشاركين عن موقفهم الانتخابي في حال انعقاد انتخابات مبكرة في تركيا.
وقال مدير مؤسسة "متروبول"، أوزر سنجار، فى لقاء مع الصحفي جوركان هاجر، حول موقفه من الجدل المثار بشأن انعقاد انتخابات مبكرة فى تركيا، إن الإجابة عن هذا السؤال تتمحور فى نقطتين، ألا وهما ضرورة عقد انتخابات مبكرة من أجل فترة رئاسية ثالثة، وموعد انعقاد الانتخابات المبكرة.
وأضاف سنجار أن أردوغان هو من سيقرر هذا، قائلا: "سيتساءل ما كان سيفوز بالانتخابات المبكرة إذا ما عقدها، وإذ توافرت الظروف التى ستعطى إجابة إيجابية عن هذا السؤال، فستشهد تركيا انتخابات مبكرة"، مؤكدا: "باختصار الانتخابات المبكرة لن يحددها رغبة البعض بها، بل إيجاد أردوغان الظروف التى ستجعله يفوز بها".
وأوضح سنجار أنهم يجرون استطلاعات للرأى بشكل شهرى، وأن كلا من إمام أوغلو، ويافاش، يتفوقان على أردوغان فى الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن أصوات يافاش تتفوق على أصوات أردوغان بشكل يفوق هامش الخطأ، فى حين تتفوق أصوات إمام أوغلو على أصوات أردوغان فى نطاق هامش الخطأ.
استطلاعات الرأى تظهر تراجع فرص أردوغان
وتأتى نتائج مؤسسة "متروبول"، معززة لنتائج استطلاع مؤسسة "أوراسيا" للدراسات، الذى تضمن سؤال المشاركين عن أقوى منافسى الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.
وبحسب الاستطلاع الذي أجرته "أوراسيا" خلال شهر يناير الحالى، تم فيه سؤال المشاركين المرشح المنافس لأردوغان الذى يفضلونه فى الانتخابات الرئاسية، تفوق كل من عمدة بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وعمدة بلدية أنقرة، منصور يافاش، على أردوغان.
وتم طرح عدد من الشخصيات ضمن قائمة منافسى أردوغان، حيث حصل عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو على 42.1% من الأصوات، وفى المقابل حصل أردوغان على 37.2%.
وفى حالة منافسة منصور يافاش، عمدة أنقرة، للرئيس الحالى، فإن الأصوات الممنوحة لأردوغان تمثل 36.9%، بينما تمثل الأصوات الممنوحة لمنصور يافاش 42.7%، بفارق نحو ألف نقطة.
وشهد استطلاع الرأى اقتراب كل من رئيسة حزب الخير، ميرال أكشينار، ورئيس حزب الشعب الجمهورى، كمال كليجدار أوغلو، من أردوغان بشكل سريع.
ففى حالة منافسة كليجدار للرئيس الحالى، فإن الأصوات التى حصل عليها أردوغان تمثل 37.4%، مقابل 35.9% من الأصوات لصالح كليجدار أوغلو.
أما يرال أكشينار، فى حالة منافستها لأردوغان، فإنه وفق استطلاع الرأى، حصل على 37.1% من أصوات المشاركين، فى حين حصلت أكشينار على 36.4% من الأصوات.