"الغطاس البطل"..فقد قدميه وتحدى الإعاقة وأصبح أول مدرب غوص لذوي الإحتياجات الخاصة (فيديو)

محافظات

بوابة الفجر


لم يكن يعلم "حسين منصور" البطل الرياضي أن الرياضة التي أحبها وأعطاها وقته وجهده ستكون سببًا لحادث أليم أدى لتغيير حياته بشكل كامل، وفقدان أجزاء من جسده، في حادث كان يؤدي بحياته في الثامنة عشر من عمره، بعد إنفجار في موقع "تنكات الغاز" في غرفة الغوص بأحد مراكز التدريب بمنطقة بحري بالإسكندرية، ليصبح من بعدها أول مدرب غوص وإنقاذ لذوي الاحتياجات الخاصة في مصر والوطن العربي.

ويقول "حسين منصور"، 25عامًا من الإسكندرية 'للفجر': تعرضت لحادث في منطقة التدريب ببحري وكان عمري وقتها ١٨ عامًا، وكنت المسؤول عن موقع "تنكات الغاز" ومساعد مدرب غوص في الكشافة البحرية،
وكان الحادث انفجار تانك الغوص في غرفة الشحن، وأدى إلى بتر قدماي الإثنان، وبعض الإصابات وقطع في الجمجمة وكسور في عظام الصدر والحوض، واستمرت رحلة علاجي من خمسة إلى ستة أشهر.

وتابع أن زميله في العمل طلب منه أن يتواجد بدلًا منه داخل غرفة الشحن، حتى ينهي بعض الأوراق ثم يعود، ولكن بعد خروجه بدقائق انفجر تانك الغاز، ولم أشعر بشئ حتى استيقظت ووجدت نفسي داخل المشفى.

وأضاف أن التنكات كانت منتهية الصلاحية تحت ضغط 90 بار، مما أدى لحدوث الإنفجار، في يوم التاسع عشر من أكتوبر عام 2014 ليصبح محطة فارقة في حياته.

وقال "حسين منصور" كنت راضي بقضاء الله، وأنزل علي الصبر والرضا لكي أتحمل هذا الحادث، «وكتب لي عمر جديد»، وبالرغم من تضرر الساقين بصورة كبيرة، مما أدى ذلك إلى التسمم في كل جسدي وفي عضلة القلب.

وتابع عوضني الله خيرًا بطرف صناعي الكتروني، يحتاج لمجهود قليلًا ولكني أحسنت التعامل معه، بالعزيمة والإصرار.

وأضاف "حسين" كنت أهوى السباحة، وبدأت في الدخول إلى مجال الغوص، بعد التحاقي بالتعليم الفني قسم لحام، وكنت أحلم بإكمال طريقي في مجال الغوص التجاري واللحام تحت الماء، والتحقت بدورات تدريبية مكثفة، حتى أصبحت مساعد مدرب غوص في سن الـ 18.

وقال "حسين" لـ 'الفجر': أحلم أن أكون أول مدرب غوص لذوي الاحتياجات الخاصة في مصر والوطن العربي، وهو حلمي من بعد ذلك الحادث، والموضوع صعب قليلا ً كتمرينات وتعامل، ولكن الفرصة أسهل، ففرصتي الآن افضل لأنني قبل الحادث كنت مدرب كأي مدرب غوص عادي، ولكني الآن سأكون "أول مدرب غوص لذوي الاحتياجات الخاصة"، وهو فضل الله عليّ أنه وضعني في هذه الفرصة.

وتابع تلقيت الدعم من كل من حولي أبي وأمي وأصدقائي، وكان الجميع يشجعني على الإستمرار ورفعوا من معنوياتي كثيرًا، ولهم الفضل بعد الله لوصولي لهذه المرحلة، فبعد عودتي من الإصابة استكملت تدريب السباحة، وكان المدرب لا يسمح لي بالنزول لحوض السباحة، ولم يصدق أنني خلال ١٠ دقائق فقط،
قمت بتظبيط أدائي وسبحت ٥٠ متر للحوض كله.

وأشار "حسين" إلى أنه يعمل على تحقيق حلمه بالتدريب المتواصل، لافتًا إلى أن إرادة الله اختارت له طريق جديد، ولكنه يحتاج لدعم من الدولة، ومناشدًا الأب الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، والاتحاد المصري للغوص، بدعمه لتحقيق هدفه لكي يكون مدرب معتمد عن طريق استخراج الأوراق الرسمية، حيث أنه بشهادة الكثير من المدربين على قدر من الكفاءة ليكون " أول مدرب غوص في مصر والوطن العربي".

ووجه «حسين» رسالة إلى كل من تعرض لإصابة، أو إعاقة نتيجة حادث، أن ذلك الابتلاء نعمة من الله سبحانه وتعالى، وليس هناك مكان لليأس، ولا مجال للإستسلام "وعافر ولا تيأس من رحمة ربنا مهما الدنيا ضاقت بيك، حاول كتير".