مواجهة كورونا وإنهاء انقسام المجتمع الأمريكي.. ملفات مهمة على طاولة بايدن
منذ أن تولى جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الأربعاء الماضى، خلفا للرئيس السابق دونالد ترامب، الذى لم يحز ثقة وتأييد الأمريكيين لفترة رئاسية ثانية، وأخفق فى الانتخابات الرئاسية، التى جرت فى الثالث من شهر نوفمبر الماضى، بدأت الإدارة الأمريكية فى التعامل مع عدد من الملفات المطروحة أمامها، على الصعيدين الداخلى والخارجى، بما فيها بعض الملفات الشائكة، التى توارثتها الإدارة الأمريكية الحالية عن سلفها.
جائحة كورونا
كانت جائحة كورونا حاضرة على رأس أولويات بايدن، منذ إعلان فوزه فى الانتخابات، أى قبل توليه مقاليد الحكم بشكل رسمى، حين أعلن عن تشكيل هيئة استشارية لمعاونته فى التصدى للجائحة، وفور تنصيبه، بدا اهتمام بايدن بالجائحة جليا، حين تعرض للحديث عن أزمة فيروس كورونا، فى خطابه الأول عقب أداء اليمين الدستورية، الذى قال فيه إنه أودى بحياة مواطنين يساوون جميع عدد ضحايا أمريكا خلال الحرب العالمية الثانية، كما أن ملايين من وظائف العمل تم فقدانها.
وأصدر بايدن أمرا ملزما بارتداء الكمامات فى الإدارات الفيدرالية، فضلا عن إلزام القادمين إلى البلاد من الخارج، بالإدلاء بفحص سلبى ضد كورونا، والخضوع لحجر صحى، فضلا عن فتح المدارس، وفق إجراءات محددة، والتصديق على خطة إنقاذ اقتصادية من 1.9 ترليون دولار، ومطالبة الكونجرس بمزيد من الأموال التى يتم تخصيصها للقطاع الصحى.
كما يطمح بايدن إلى إعطاء 100 مليون جرعة من لقاح كورونا للأمريكيين، خلال الفترة الأولى من توليه مقاليد الحكم فى الولايات المتحدة.
توحيد أمريكا وإنهاء الانقسام
كذلك من بين أهم الملفات المطروحة أمام بايدن وإدارته، توحيد المجتمع الأمريكى، وإنهاء حالة الانقسام الحادة التى تشهدها البلاد، فى ظل وجود عدد كبير من مؤيدى الرئيس السابق دونالد ترامب، ممن لا يشعرون بالرضا إزاء نتيجة الانتخابات الأخيرة، ويرون أن مرشحهم كان أولى بالرئاسة من بايدن، ولعل ذلك كان دافعا لهم حين استجابوا لطلب ترامب بالذهاب إلى مبنى الكابيتول، فى أثناء التصديق على فوز بايدن، وزادت حدة غضبهم التى بدت فى اقتحام المبنى، فى سابقة لم تسهدها الولايات المتحدة من قبل، حتى بات الجميع يظن أن أمرا ما سيحدث، وأن مكروها ستشهده مراسم تنصيب بايدن، وهو ما دفع السلطات إلى تكثيف تواجد الحرس الوطنى، وتحولت شوارع واشنطن قبيل مراسم التنصيب إلى ثكنات عسكرية، للتصدى لأى خروج على القانون.
وعلى الرغم من صعوبة المهمة، إلا أن بايدن يسعى إلى إنهاء حالة الانقسام، فلم ينس أن يقر بأن أنصار ترامب، ليسوا أعداء له، لأانهم أمريكيون.
وقال بايدن فى خطاب تنصيبه رئيسا لأمريكا: "هناك صرخة للعدالة العرقية لم تقف عن النداء لمدة 400 عاما، وهى صرخة تحركنا، فالحرية والعدالة للجميع هو مبدأ لن يتم تجاهله بعد الآن".
كما قال بايدن: "سأكون رئيسا يعمل على توحيد الولايات المتحدة التى تعرضت لهزة بسبب حالة الانقسام، ولقد حان الوقت لتنحية اللغة العدائية جانبا والاستماع لبعضنا البعض وإنهاء حالة الشيطنة، هذا وقت التعافى ومداوة الجراح فى أمريكا".
الهجرة
كما يسعى بايدن أيضا إلى عرض مقترح جديد بشأن إدارة مسألة الهجرة والحصول على الجنسية الأمريكية، بينما كان سابقه الجمهورى يحرص على منع وصول المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة.
وأصدر الرئيس بايدن أمرا بالتراجع عن قرار ترامب القاضى بمنع دخول مواطنى عدد من الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة.
البرنامج النووى الإيرانى
كما يبرز من بين الملفات المطروحة أمام إدارة بايدن، البرنامج النووى الإيرانى، الذى يبدو مفتوحا على سيناريوهات عدة.
وأجرى بايدن اتصالا مع نظيره الفرنسى، إيمانويل ماكرون، أمس الأحد، حيث اتفقا على التعاون فى ملف إيران، باعتبار فرنسا واحدة من الدول الموقعة على الاتفاق النووى مع إيران، الذى أبرم فى عام 2015، وانسحب منه الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب فى عام 2018.
فى غضون ذلك، بدأت ملامح سياسة بايدن تجاه هذا الملف، فى التكشف، إذ كشفت مصادر أن إدارة بايدن ستطلق مبادرة عبر وسطاء أوروبيين لفتح حوار مباشر مع طهران، وستترافق هذه الخطوات مع اتصالات بحلفاء الولايات المتحدة فى المنطقة وتحديدا مع الدول الخليجية وإسرائيل.
بينما قال مرشح بايدن لشغل منصب وزير الخارجية، أنتونى بلينكن، إن أى اتفاق مع إيران يجب أن يتضمن الصواريخ الباليستية وأنشطتها المزعزعة للاستقرار.
وأضاف بلينكن، خلال جلسة استماع فى الكونجرس الأمريكى من أجل تثبيت تعيينه فى المنصب، أنه لا يجب السماح لإيران بالحصول على السلاح النووى، متعهدا بالعودة إلى الاتفاق فى حال التزمت إيران بالبنود الجديدة.
النزاع الفلسطينى الإسرائيلى
كذلك يبرز النزاع الفلسطينى الإسرائيلى من بين الملفات الخارجية التى تتعامل معها إدارة بايدن.
وكان بايدن قد لمح سابقا إلى أن إدارته ستعود الى السياسة الأمريكية التقليدية التى تعارض التوسع الاستيطانى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
وأكد مرشد بايدن لوزارة الخارجية أنتونى بلينكن، أن بايدن لن يعود عن قرار إدارة سلفه دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكنه يرى أن التسوية الوحيدة القابلة للاستمرار فى النزاع الفلسطينى الإسرائيلى هى حل الدولتين.