"سوق الهانوفيل" صداع في رؤوس المسؤولين بالإسكندرية.. والأهالي: "جيبنا أخرنا"
عشوائيات وفوضى وأزمة مرورية خانقة.. هذه صورة حي العجمي الذي كان يومًا أحد الأحياء السكندرية الراقية التي تحاكي عنها الكثيرون وتغنى بها المشاهير، فمن ينسى العجمي وشواطئه الرملية الناعمة والتي كانت مصدر جذب للمواطنين بجميع فئاتهم خاصة في فترة التسعينيات وأوائل الألفية، حيث كان المتنفس السياحي الأول لهم لما يحتويه من شواطئ رملية ناعمه على امتداد الساحل الشمالي الغربي.
ولكن ماذا حدث خلال السنوات الـ 10 الماضية؟.. ينقسم حي العجمي إلى 4 مناطق يجمعهم شارع إسكندرية مطروح وهو الشارع الرئيسي الذي يعتمد عليه أكثر من مليون نسمة في تنقلاتهم إلى وسط الإسكندرية حيث أعمالهم وقضاء احتياجاتهم اليومية، والأزمة تمكن عند منطقة الهانوفيل ووجود سوق الفواكه والخضر والأسماك، ورغم وجوده في شارع جانبي إلا أن عشرات البائعين الوافدين من الصعيد لجأوا إلى فرش بضائعهم في شارع إسكندرية مطروح الرئيسي دون أي مراعاة لسكان المنطقة وما يسببه ذلك في تعطل الحركة المرورية وحصار المواطنين وعدم تمكنهم من الخروج إلا بعد معاناة كبيرة.
بنبرة غاضبة بدأ محمد مصطفى حمودة، أحد أهالي حي العجمي، حديثه عن الأزمة قائلا: "سوق الهانوفيل عصابة إجرامية أكبر من أي أحد، حيث يقوم هذا التنظيم بتحد واضح كل يوم للدولة ولا يستطيع أحد أن يقف أمامه، إنه تنظيم سوق الهانوفيل إلى لا يفرق عن الإرهاب بشيء، لأنهم يقومون باحتلال شارع الهانوفيل الرئيسي وهو طريق إسكندرية مطروح علنا وعدم الاكتفاء بمتر أو مترين بل يحتلون نهر الطريق نفسه، كما يقومون بأسر المارة لأكثر من نصف ساعة في مسافة لا تتعدى 200 متر".
وأضاف حمودة، أن معظم هؤلاء الباعة يمتلكون أكثر من مكان داخل السوق، ولكنهم يصرون على "العكننة على الناس" وتعطيل مصالحهم عمدا مع سبق الإصرار والترصد بالتعاون مع تنظيم التكاتك والتونيات (سيارات السوزوكي-الأجرة) الذى يقوم أعضاءه بالوقوف فى أى مكان يحلو له لتحميل الركاب أو تنزيلهم، وذلك على حد وصفه.
وقال الحاج جمعة العوامي، أحد الأهالي، إن الأجهزة المحلية التي لا تجرؤ على المساس بالبائعين وكل ما يملكونه هو عمل "شو" متفق عليه مسبقا ويعود كل شيء لحالته بعد دقائق، منددًا بقيام البعض بالدفاع عن الحي ضد غصب الأهالي على صفحات التواصل الاجتماعي بحجة أنهم غلابة يأكلون عيش، رغم أنهم في الان ذاته لديهم أماكن بداخل السوق، قائلا: "هؤلاء الباعة يأكلون لحومنا وأوقاتنا التي هي عمرنا وحياتنا وهي أغلى ما نملك".
وتابع أن العديد من الباعة يقومون يوميا بسرقة التيار الكهربائي أمام الجميع وفي وضح النهار، بل يقومون بتشغيل لمبات 500 وات لمدة 24 ساعة وليس ليلا فقط إمعانا في التحدي وإثبات القوة والجبروت، فكيف يقبل المسؤولون بذلك.
من جانبها شكت السيدة آمال أحمد، من معاناته أثناء المرور يوميا بشارع إسكندرية مطروح، قائلة: "كل يوم بوصل بنتي من منطقة أبو تلات إلى مدرسة العجمي النموذجية بالهانوفيل، وبفضل عالقة في سيارتي لأكثر من نصف ساعة حتى أقوم بالمرور من أمام السوق، وبسبب ذلك تحولت حياتي لمعاناة كبيرة".
وحاولت "الفجر" التواصل مع السيد موسى رئيس حي العجمي، للرد على ما ذكره أهالي الحي حول معاناتهم من أزمة "سوق الهانوفيل".. ولكنه "لم يرد" على اتصالاتنا.